إليك أختي المربية
بقلم : خولة درويش
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام علي نبي الهدى والرحمة. وبعد:
فهذه أبحاث وجيزة، كنت قد أعددتها في مناسبات مختلفة، ركزت فيها القول على تربية الأطفال خلال المرحلة الأولى من حياتهم.
وقد ابتغيت التربية الدينية المثلى لناشئتنا، مراعية أفضل السبل لغرس العادات الطيبة التي تنسجم مع تعاليم دينتا الحنيف كما فهمها سلف هذه الأمة، وخاصة بعد أن طغت عادات غربية، وتبعية عجيبة على كثير من عادات الناس وأعرا فهم،
وما غاب عن بالنا دور المربية، إذ أنها الأساس في العملية التربوية، فلابد أن تكون قدوة طيبة، لا يتعارض قولها مع فعلها بعيدة عن الازدواجية في تصرفاتها.
ثم أوليت اهتمامي المشكلات السلوكية التي قد تعترض الأطفال، مما يتعذر على بعض الأمهات علاجها، لنتعاون على حلها حسب أفضل الطرق التربوية،
ومما أود الإشارة إليه أنني وجهت كلماتي هذه للمربية أيا كانت: أما في منزلها أو معلمة في مدرستها.
راجية من العلي القدير أن تجد فيها ما يعينها على مهمتها.. وهي مهمة ليست بالأمر اليسير… لأنها مهمة إعداد الأجيال المؤمنة.. وقد باتت الشكوى مريرة بسبب ندرة الكتابات التربوية من الوجهة الإسلامية والمنطلق العقدي، كما كان عليه سلف هذه الأمة.
وإنه لحلم يراود نفوسنا، أن نرى أسرنا المسلمة وقد أدت دورها الريادي البناء في إعداد لبنات متماسكة، ذات إيمان عميق وخلق قويم، وذوق رفيع، ونفوس مستقرة لتهيأ لحمل الرسالة السمواية، وقيادة البشرية التائهة نحو الخير والعدل، نحو الإسلام من جديد.
والله ولي التوفيق، والحمد لله رب العالمين
2 رمضان سنة 1411 هـ- مكة المكرمة،
خولة درويش
1- التربية الدينية للأطفال
لقد أثبتت التجارب التربوية أن خير الوسائل لاستقامة السلوك والأخلاق هي التربية القائمة على عقيدة دينية.
ولقد تعهد السلف الصالح النشء بالتربية الإسلامية منذ نعومة أظافرهم وأوصوا بذلك المربين والآباء، لأنها هي التي تقوم الأحداث وتعودهم الأفعال الحميدة، والسعي لطلب الفضائل.
ومن هذا المنطلق نسعى جميعا لنعلم أطفالنا دين الله غضاً كما أنزله تعالى بعيدا عن الغلو، مستفيدين بقدر الامكان من معطيات الحضارة التي لا تتعارض مع ديننا الحنيف.
وحيث أن التوجيه السليم يساعد الطفل على تكوين مفاهيمه تكويناً واضحاً منتظماً، لذا فالواجب اتباع أفضل السبل وأنجحها للوصول للغاية المنشودة:
1-يراعى أن يذكر اسم الله للطفل من خلال مواقف محببه سارة، كما ونركز على معاني الحب والرجاء "إن الله سيحبه من أجل عمله ويدخله الجنة" ولا يحسن أن يقرن ذكره تعالى بالقسوة والتعذيب في سن الطفولة، فلا يكثر من الحديث عن غضب الله وعذابه وناره، وإن ذكر فهو للكافرين الذين يعصون الله.
– 2-توجيه الأطفال إلى الجمال في الخلق، فيشعرون بمدى عظمة الخالق وقدرت
– 3-جعل الطفل يشعر بالحب "لمحبة من حوله له " فيحب الآخرين، ويحب الله تعالى لأنه يحبه وسخر له الكائنات،
– 4-إتاحة الفرصة للنمو الطبيعي بعيداً عن القيود والكوابح التي لافائدة فيها..
– 5-أخذ الطفل بآداب السلوك، وتعويده الرحمة والتعاون وآداب الحديث وا لاستماع.، وغرس المثل الإسلامية عن طريق القدوة الحسنة. الأمر الذي يجعله يعيش في جو تسوده الفضيلة، فيقتبس من المربية كل خير.
6-الاستفادة من الفرص السانحة لتوجيه الطفل من خلال الأحداث الجارية بطريقة حكيمة تحبب من الخير وتنفر من الشر.
وكذا عدم الاستهانة بخواطر الأطفال وتساؤلاتهم مهما كانت، والإجابة الصحيحة الواعية عن استفساراتهم بصدر رحب. وبما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم. ولذلك أثر كبير في إكساب الطفل القيم والأخلاق الحميدة وتغيير سلوكه نحو الأفضل،
-7-لابد من الممارسة العملية لتعويد الأطفال العادات الإسلامية التي نسعى إليها، لذا يجدر بالمربية الالتزام بها "كآداب الطعام والشراب وركوب السيارة… "وكذا ترسم بسلوكها نموذجاً إسلامياً صالحاً لتقليده وتشجع الطفل على الالتزام بخلق الاسلام ومبادئه التي بها صلاح المجتمع وبها يتمتع بأفضل ثمرات التقدم والحضارة. وتنمي عنده حب النظافة والأمانة والصدق والحب المستمد من أوامر الإسلام،.. فيعتاد أن لا يفكر إلا فيما هو نافع له ولمجتمعه فيصبح الخير أصيلاً في نفسه.
– 8-تستفيد المربية من القصص الهادفة سواء كانت دينية، واقعية، خيالية لتزويد أطفالها بما هو مرغوب فيه من السلوك، وتحفزهم على الالتزام به والبعد عما سواه.
وتعرض القصة بطريقة تمثيلية مؤثرة، مع ابراز الاتجاهات والقيم التي تتضمنا القصة، إذ أن الغاية منها الفائدة لا التسلية فحسب.
وعن طريق القصة والأنشودة أيضاً تغرس حب المثل العليا، والأخلاق الكريمة، التي يدعو لها الإسلام.
– 9-يجب أن تكون توجيهاتنا لأطفالنا مستمدة من كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونشعر الطفل بذلك، فيعتاد طاعة الله تعالى والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم وينشأ على ذلك،
– 10-الاعتدال في التربية الدينية للاطفال، وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به، والإسلام دين التوسط والاعتدال، فخير الأمور أوسطها، وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما،
ولا ننسى أن اللهو والمرح هما عالم الطفل الأصيل، فلا نرهقه بما يعاكس نموه الطبيعي والجسمي، بأن نثقل عليه التبعات، ونكثر من الكوابح التي تحرمه من حاجات الطفولة الأساسية، علما أن المغالاة في المستويات الخلقية المطلوبة، وكثرة النقد تؤدي إلى الجمود والسلبية،بل والإحساس بالأثم "
11-يترك الطفل دون التدخل المستمر من قبل الكبار، على أن تهيأ له الأنشطة التي تتيح له الاستكشاف بنفسه حسب قدراته وإداركه للبيئة المحيطة بها وتحرص المربية أن تجيبه إجابة ميسرة على استفساراته، وتطرح عليه أسئلة مثيرة ليجيب عليها، وفي كل ذلك تنمية لحب الاستطلاع عنده ونهوضا بملكاته. وخلال ذلك يتعود الأدب والنظام والنظافة، وأداء الواجب وتحمل المسؤولية، بالقدوة الحسنة والتوجيه الرقيق الذي يكون في المجال المناسب،
– 12-إن تشجيع الطفل يؤثر في نفسه تأثيراً طيباً، ويحثه على بذل قصارى جهده لعمل التصرف المرغوب فيه. وتدل الدراسات أنه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائمأ على أساس الحب والثواب أدى ذلك إلى اكتساب السلوك السوي بطريقة أفضل، ولابد من مساعدة الطفل في تعلم حقه، ماله وما عليه، مايصح عمله وما لا يصح، وذلك بصبر ودأب، مع اشعار الأطفال بكرامتهم ومكانتهم، مقروناً بحسن الضبط والبعد عن التدليل.
– 13-غرس احترام القرآن الكريم وتوقيره في قلوب الأطفال، فيشعرون بقدسيته والالتزام بأوامره. بأسلوب سهل جذاب، فيعرف الطفل أنه إذا أتقن التلاوة نال درجة الملائكة الأبرار،.. وتعويده الحرص على الالتزام بأدب التلاوة من الاستعاذة والبسملة واحترام المصحف مع حسن الاستماع. وذلك بالعيش في جو الإسلام ومفاهيمه ومبادئه، وأخيراً فالمربية تسير بهمة ووعي، بخطى ثابتة لإعداد المسلم الواعي،
والله ولي التوفيق
لقد أكد المربون على أهمية مرحلة الطفولة بقولهم: ((إن الطفولة صانعة المستقبل)) وقد سبقهم الإسلام إلى تقرير هذا المبدأ التربوي فقد قال صلى الله عليه وسلم (كل مولودعلى الفطرة فأبواه يهودانه أوينصرانه أويمجسانه )).
لهذا كان واجبنا جميعاً أن نوفر لأطفالنا كل مايؤهلهم لحياتهم المقبلة، فنعمل جاهدات على إحياء قلوبهم بمحبة الله، وإيقاظ عقولهم ومداركهم، وتمرين حواسهم، كما ونرعى نمو أجسادهم…
وبإختصار نربيهم على طريقة الإسلام التي تعالج الكائن البشري كله معالجة شاملة لا تترك منه شيئاً، ولا تغفل عن شيء، جسمه وعقله وروحه. فلا تستهيني- أختي المربية- بمهمتك، فأنت تربين رجال المستقبل الذين سيرفعون من
شأن الأمة ويبنون لها مجدها بإذن الله، وأنت في عملك هذا في عبادة تؤجرين عليها إن شاء الله- إن أحسنت القصد- وما تربية الأجيال إلا إعدادهم لحمل رسالة الأمة ونشر عقيدتها.
إنك تعدين النساء الفاضلات اللاتي يتمثلن مبادىء الإسلام، ويعملن بها بعزة وفخار، ويضحين برغباتهن في سبيل الله،
ولما كان للمربية الأثر الكبير في الناشئة، حيث أنها المثل الأعلى الذي يجتذب الأطفال، فيقلدوها وتنطبع أقوالها وأفعالها في أذهانهم.
لذا فلابد للمربية المسلمة أن تراقب الله تعالى في حركاتها وسكناتها تتعهد نفسها بالتقوى، وتحاول أن تصعد إلى القمة السامقة في تمسكها بكل مايدعو إليه دينها، وتأخذ بيد غيرها إلى الخير الذي تسعى إليه فذلك من صميم مايدعو إليه ديننا،
إنها قدوة لأطفالنا فلا يناقض قولها عملها، إن دعتهم لمبدأ فهي أحرص الناس على القيام به لأنها المسلمة التي تقرأ قوله تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}سورة الصف
وإذا دعت إلى الالتزام بالآداب الإسلامية فلا تهملها أو تغفلها:
– فهي تلتزم بتحية الإسلام، وترد على أطفالها تحيتهم بأحسن منها.
– تلزم نفسها بآداب الطعام والشراب وتعلمها أطفالها وتذكرهم بها.
– تدعوهم إلى شكر صاحب المعروف، وهي أحرص الناس على تطبيق المبدأ حتى في معاملتها لأطفالها.
– تعاملهم بأدب واحترام، ليستطيعوا احترام غيرهم في المستقبل، اقتداءبسلوك مربيتهم.
– تبتعد عن الظلم، وتسعى جاهدة لإشاعة العدل بين أطفا لها: قال صلى الله عليه وسلم: (( اتقوا الله واعدلوا في أولادكم )) . وقد كان سلفنا الصالح يستحبون التسوية بين الاطفال حتى في القبل .
– تعاملهم بالرحمة والرفق. ليكونوا في المستقبل متكافلين متعاطفين كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وعلى قدر ما يعطي الأطفال من التشجيع والثقة بالنفس والعاطفة الصادقة تستطيع النهوض بهم،
– لا تتلفظ بكلمة نابية تحاسب عليها، ولا تتكلم بكلمة جارحة قد تبقى عالقة في عقل الطفل وقلبه، وقد لا تزيلها الأيام والأعوام..
تضبط نفسها ما أمكن، فكما يسوؤها أن تسمع الأطفال يتلفظون الكلمات التي لا تليق، كذلك يجب أن تمسك لسانها وتحبسه عن قول ما لا ينبغي وما لا تحب أن يقلدها بها صغارها.
إنها تلتزم بما تدعو إليه، لأنها تسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم كا الذي يقول ولا يفعل: ((ويـجاء، بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتتدلق أقتابه فيدوربها كما يدورالحماربرحاه. فيجتمع أهل النارعليه، فيقولون: فلان ماشأنك، ألست كنت تأمربالمعروف وتنهـي عق المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن الشروآتيه )) رواه لبخا ري ومسلم. إننا إذ نريد أجيالاً تخلص نفسها لله، وتعمل جاهدة لرضاه، فيجب أن نكون لها القدوة الصادقة في ذلك بعملنا المخلص الدؤوب، وبعد ذلك فإن شفافية الأطفال سرعان ما تلتقط الصورة وتنفذها بالقدوة الطيبة التي تعرف قيمة الوقت ولا تضيعه والذي طالما لمسوه من مربيتهم.
ثم تركز المربية في توجيهها على مايحبه الله ويرضاه، إن ذلك هو الهدف الحقيقي من التربية. فلا يصح أن تركز على المصلحة أثناء حثهم على العمل، ذلك لأن التعلق بالمصالح الذاتية يخرج أجيالاً أنانية بعيدة عن تحمل المسؤولية وحمل الرسالة بأمانة.
ولا مانع أثناء توجيهها من الاشارة إلى فوائد هذا العمل الذي تدعو له، لكن التركيز الفعلي يركز على مرضاة الله تعالى.
فالمربية الناجحة لاتهمل التشجيع، لكن التشجيع الذي لا يفسد عليها هدفها بحيث لا يكون التشجيع المادي هو الأساس، وإنما تـثني عليهم وتغرس الثقة في نفوسهم وتحفزهم إلى كل عمل طيب.
إنها المريية القدوة في حسن مظهرها :
تعتني به لتظهر دائمة بمظهر جذاب يسر الطفل على أن
لا يكون في ذلك سرف ومبالغة.
وهذا الأمر الذي تدعو له التربية المعاصرة قد سبق إليه الإسلام. فقد دعا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى حسن المظهر بقوله (( كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غيرإسراف ولا مخيلة)) وا لتوسط في الملبس كما بين ابن عمررضي الله عنهما هو: ((ما لا يزدريك به السفهاء ولا يعتبك عليه الحلماء)) ،
إن المريية القدوة في حسن إعدادها للأجيال:
تعمل على تربية الطفل على طرائق التفكير المنظم، يلاحظ الظاهرة فيدرسها بالطريقة العلمية السليمة ليصل إلى النـتائج، وهي طريقة الإسلام الذي يمتدح العقل والنظر والفكر … تعوده على التفكير المنطقي السليم بكونها قدوة خيرة في ذلك، تبتعد عن أحاديث الخرافة، تثير تفكيره وتربط الأسباب بمسبباتها،
وأخيراً :
لابد من صدق النية وسلامة الطريقة، نخلص لله في نياتنا ونلتمس الصواب في أعمالنا. فالغاية التي نسعى إليها
تستحق أن يبذل في سعيها كل جهد…. إنه عمل يبقى لما
بعدالموت .
فلنتق الله في الأمانة التي بين أيدينا… وماعلينا إلا أن نسأل أنفسنا قبل أي تصرف… ما أثر ذلك على سلوك الطفل في المستقبل، فإن كان أثره إيجابياً يتناسب مع مبادىء الإسلام وغايته فلنقدم، وإلا فلنراقب الله تعالى ولنمتنع عنه،
ولتكن كل واحدة منا مربية قدوة في التزامها الشرعي لواجباتها الدينية.
– قدوة في كلامها العفيف.
– قدوة في عدلها ورحمتها.
– قدوة في اتقان علمها وتقدير قيمة وقتها.
– قدوة في التفكير المنطقي السليم والبعد عن الخرافة. – قدوة في البعد عن الازدواجية والتناقض بين القول والعمل.
ولعل حاجة المسلمين تكمن في تربية جادة عقدية للأجيال الناشئة، شباب المستقبل، الذي يخطط له الطريق ليسير على نهج السلف، سلف هذه الأمة الذين رفعوا لواء الإيمان والأخلاق بالدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، فكانت لهم العزة في الدنيا والفلاح في الآخرة، وأرجو ألا يكون ذ لك عنا ببعيد.
إن أهم وظائف التربية في مرحلة الطفولة إكساب الطفل مختلف العادات الصالحة إلى جانب الاتجاهات السليمة المرغوب فيها، والعادات التي نريد غرسها في الأطفال ليعملوا بها، أنماطاً من السلوك الإسلامي المتميز.
إن غرس العادة يحتاج إلى فترة زمنية غير يسيرة، فلا يكفي أن نقول للطفل اعمل كذا وكذا ثم نلتمس بعدها أن تتكون عنده العادة التي نسعى إليها. لا بد من التكرار والمتابعة، رغم أن تكوين العادة في الصغر أيسر منه في الكبر، ومن أجل ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الآباء بتعويد أبنائهم على الصلاة قبل موعد التكليف بها بقوله " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء، عشر" رواه أبو داوود وأحمد والدارقطني والحاكم وإسناده حسن.
ومن هنا كانت فترة الطفولة من أنسب الفترات لتعويد الصغار آداب الطعام والشراب والجلوس والنوم والتحية والاستئذان والحديث وقضاء الحاجة.،، وغيرها.
وتعتبر القدوة الطيبة الصالحة عند المربية خير معين على تكوين العادات الطيبة، لذلك يعتبر من الأهمية بمكان التزامها بالخلق الحسن، إذ تحاسب نفسها على كل كلمة أو حركة، فلا تسمح لنفسها بالتراشق بكلمات سيئة مع الآخرين لئلا تنطبع في ذهن الطفل فيسعى إلى تقليدها. بل تعطي جهدها لتسن السنة الحسنة بحسن سلوكها، لتنال أجرها وأجر الأمانة التي بين يديها "الطفل المسلم ".
إننا حين نود غرس العادات الطيبة لا بد أن نحاول مكافأة الطفل على إحسانه القيام بعمل ما، الأمر الذي يبعث في نفسه الارتياح الوجداني وحب ذلك العمل. فالتشجيع مطلب لاغنى عنه، وهوواجب لا تغفله المربية الحكيمة فلابد من الحوافز والتشجيع لمعالجة الخ أو للنهوض بالطفل نحو الأفضل.
والتشجيع قد يكون مادية ملموسة كإعطاء الطفل لعبة أو حلوى، وقد يكون معنوياً يفرح به كالمدح والابتسام والثناء عليه أمام الأخرين.
ولا يفوتنا أن نذكر أن كثرة مدح الطفل أو التهويل في تفخيم ما أتى به من عمل بسيط، يضربه وقد يؤدي إلى نتائج عكسية.
فالشكر يجب ألا يكون إلاعلى عمل مجد؟ والإسلام إذ دعا إلى شكر صانع المعروف، نهى عن الإطراء والمبالغة في المدح. وهذا توجيه تربوي هام يلتزمه المربي فلا يكثرمن عبارات الاستحسان لئلا تفقد قيمتها وتدخل الغرور إلى نفس الطفل، فقد يصل به الأمر إلى أن يقول مثلاً لزميله: أنا أحسن منك.
وكذلك إذا أحست المربية أن الثواب يمنع الأطفال من الإحساس بالواجب، فلا يعينون بعضهم إلا إذا أخذوا قصة … ولا يطيعون المربي إلا إذا أخذوا الحلوى.،. عندها يجب أن يتحول التشجيع إلى إلزام، وقد يضطر الأمر بالمربية إلى العقاب آنذاك.
فالعقاب: طريقة تلجأ إليها المربية عندما تخفق الطرق العادية عندها (من تعلم، وتعاون، ونظام) والعقاب ليس مرادفة للتربية حيث يظن البعض أن التربية تعني الضرب والشدة والتحقير… بينما الواجب ألا يغفل المربي عن مساعدة الناشيء للوصول إلى أقصى كمال ممكن. فيسعى إلى إسعاد الطفل وتهذيبه من غير إرهاق له ولا تدليل. فالأصل ألا يعالج المسيء بالضرب أو القسوة، وإذ يؤكد الواقع أن العقاب تقل الحاجة إليه كلما ازدادت حكمة المربية، إذ تبتعد عن الأسباب المؤدية إلى العقاب كأن تبعد الطفل عن مواقف العصيان والتمرد.
(فكيف تمنعه مثلا من إكمال لعبة يحبها وينسجم معها، ثم تحذره من العصيان؟!) لذا كانت المعاملة المبنية على الحب والعطف، لا الإرهاب والقمع، هي خير معين للوصول إلى النتائج المرجوة. وقد قال تعالى: {…….. وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ……} (159) سورة آل عمران
فالمربية الناجحة تعطف على صغارها وتعالج أخطاءهم بحزم وصبر وأناة وتحمل، فلا تكون سريعة الغضب كثيرة الأوامر لئلا تفقد احترام أطفالها.
تعودهم على احترام مشاعر الآخرين وتساعدهم على معرفتها كأن تقول:
– انظر كيف ضربت جارك، (أخاك) يبكي!
– أخذت ألعابه وهو حزين!
وبذلك يتدرب الصغار على محاسبة أنفسهم فيبتعدون عن الأنانية وحب الذات وهكذا… تراعي أحوال أطفالها وتقدر العقوبة بحسب الحال.
ولا تلجأ إلى العقوبة الأشد إذا كانت الأخف كافية، فمن كان يتلقى التشجيع تكون عقوبته الكف عن التشجيع. وقد تكون الإعراض عن الطفل وعدم الرضى، وقد تكون العبوس والزجر.. إلى الحرمان من الأشياء المحببة للطفل. أما الضرب فلا ضرورة له البتة، ذلك أن من يعتاد الضرب يتبلد حسه ولن يزجره وجه عابس، ولا صوت غاضب ولا تهديد ووعيد، وكثيرا ما يعبر الأطفال عن استهانتهم بعقوبة الضرب وإقدامهم المقصود على المخالفة بقولهم "ضربة تفوت ولا أحد منها يموت "،
وأي عقوبة قد تظل شيئاً مرهوناً في باديء الأمر، ولكنها إن تكررت كثيراً تفقد شيئاً من تأثيرها كل مرة.
ومن صفات العقوبة الناجحة:
1- أن يكون العقاب مناسباً للعمل. فمن وسخ ينظف، ومن مزق قصة يحرم من القصص لفترة. ولا يكون من الخفة بحيث لا يجدي أو من الشدة بحيث يجرح الكبرياء
2- أن يكون عادلاً، فإن عوقب طفل لأنه ضرب زميله، لابد وأن يعاقب من يعمل مثل ما عمل، وإن عوقب لأنه سرق متاع أخيه، لا يضحك الأهل له لأنه سرق متاع أخيه.
3- أن يكون فورياً ليتضح سبب العقاب،. فيتلو الذنب مبا شرة.
4- أن يخفف بالاعتراف، ليتعود الأطفال فضيلة الصدق،
5- التدرج في إيقاع العقوبة، فيوبخ سراً في البداية لأن من اعتاده جهاراً حمله ذلك على الوقاحة وهان عليه سماع الملامة.
أما إذا وجد المربي أن الأصلح الردع لضخامة الخط، ومنعاً لمعاودته، فلا مانع من استعمال العقوبة الأشد لئلا يستهين الطفل بالذنب.
6- ألا يتوعد الطفل بما يسييء إلى المباديء والمثل كأن يقال: إن عملت كذا سأضربك إبرة، مثلا….(حتى لا يعتاد الخوف من الطبيب)
7- عدم تكرار الوعيد والتوبيخ الذي لا جدوى منه، إذ يتعلم الطفل عدم الاكتراث والاستمرار في ا لعصيان .
8- البعد عن استخدام كلمة سيء، بليد وماشابه هذه الألفاظ، لئلا يعتادها الطفل فيتبلد إحساسه وكذا عدم الاستهزاء به بندائه: يا أعرج، يا أعور… أو مناداته يا كذاب، يا لص، فيتجرأ على الباطل بهذا النداء، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (11) سورة الحجرات .
9- عدم مناقشة مشاكل الأطفال أمام الآخرين، فالانتقاد اللاذع للطفل ومقارنته السيئة مع الآخرين خطأ فاحش يؤدي إلى إثارة الحقد والحسد، وهذا أدب علمنا إياه الإسلام، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلمح ويعرض ولا يصرح يقول:
"ما بال أقوام! يفعلون كذا كذ ا… "
10- أن تتحاشى المربية شكوى الطفل إلى والده أو مدرسته إلا في الحالات التي تحتاج إلى مساعدة الغير وبدون علم الطفل لئلا يفقد الثقة بها، وإذا وقع العقاب من أحد الأبوين، فالواجب أن يوافقه الآخر وكذا إن وقع من المعلمة فلا تناقض الأسرة المدرسية (من مديرة وإداريات ومعلمات) رأي المعلمة ويشعر الطفل بذلك. وإلا فلا فائدة من العقاب،
11- أن يشعر أن العقوبة لمصلحته لا للتشفي وليس سببها الغضب.
12- ألا تعطي المربية وعوداً بالثواب بأشياء لا تستطيع الوفاء بها، وإلا لن تنفعها النصائح والتوصيات المتوالية بالصدق.
أما التهديد فلا ضرر بعده من عدم تنفيذ العقاب وإنما يمكن أن يستتاب الطفل دون تنفيذ التهديد بشرط واحد، هو ألا يعتقد الطفل أن التهديد لمجرد التهديد لا للتنفيذ، فينبغي أن ينفذ التهديد أحياناً حتى يعتاد الطفل احترام أقوال المربية.
13- الاهتمام بالثواب أكثر من العقاب وذلك بسبب الأثر الإنفعالي السيء الذي يصاحب العقاب. أما الاستحسان ففيه توجيه بناء لالتزام السلوك المرغوب فيه وحب الخير أكثر منه الكف عن العمل المعيب.
وأخيراً، فالمربية في يقظة تامة، ومتابعة مستمرة لأطفالها ومحاسبة لنفسها، تراعي في تصرفاتها أن تكون بحكمة وروية. طريقها في التربية خالية من الفوضى، ونظام خال من التزمت.
حازمة لأنها تعلم أنها لن تسدي لطفلها صنيعاً إن استسلمت لرغبته فبالحزم يتعلم الطفل التعامل مع بعض الظروف القاسية في المستقبل إذا خرج إلى معترك الحياة.
لا يفوتها تشجيع ذي الخلق من أطفالها، ولا الحزم مع العابث المؤذي فتحاول انتشاله مما هو فيه، مراعية تناسب العقاب مع الخط.
ولتعويد الأطفال الطاعة ينبغي على المربية أن تراعي:
– عدم إعطاء أوامر كثيرة مرة واحدة.
– البعد عن الاستبداد والصرامة، وعدم اللجوء إلى التهديد أو الرشوة.
– متابعة تنفيذ الأوامر والتحقق من الاستجابة.
– الطلب الرقيق أعظم أثراً من التأنيب.
– طلب تنفيذ أمر محدد واضح يساعد على الاستجابة أكثر من طلب أمر عام وعائم.
– عدم تعجيلهم لئلا يؤدي ذلك إلى تأخيرهم أكثر من الاسراع مع إشعارهم بالثقة بأنفسهم،
وختاماً فالمربية بحسن حكمتها تضع الأمر في نصابه، وهي مهمة شاقة مهمة بناء الأجيال. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
يقصد بالمشكلات السلوكية هنا: المشكلات التربوية التي تعانيها المربية في تنشئة الطفل، كمشكلة تعلم النظام وا لنظافة، والتعدي، والصراخ، والانطواء… وماشابه ذلك وهي مشكلات موجودة عند غالبية الأطفال، وهي لا تدل بحال على سوء طبع الطفل أو شذوذه. ييان أحسن المربي علاجها تزول تلقائياً وبسهولة.
فما هو الحل وما الطريقة المثلى التي يحسن اتباعها مع الأطفال المشكلين.
باديء الأمر نؤكد أنه لابد للطفل من أن يجد نصيبه وحقه من الحب والعطف والحنان. وأغلب الانحرافات تنشأ من عدم التوزان بين الحب والضبط، فالزيادة في الحب تؤدي إلى الميوعة وتكوين شخصية غير متماسكة لا تعتمد عليها.
والزيادة في الكبح تؤدي إلى الثورة والعنف.
هذه ملاحظة تهمنا هنا نضعها في الحسبان. ومن جهة أخرى تحرص المربية على أن تلم إلماماً كافياً بميول أطفالها وغرائزهم، فإن وجدت من طفل حبه للعبث دعته إلى رفع ألعابه وتنظيمها ليعتاد الترتيب.
وإن وجدت منه قذارة وعدم نظافة، ساعدته لغسل وجهه ويديه وأثنت على حسن مظهره بعدها- دون مبالغة وهكذا.، ومن مشكلات الأطفال التي قد تواجه المربية:
1-كثرة البكاء والصراخ :
من واجبات المربية تعليم أطفالها ضبط الانفعال، لذا فعليها تهيئة الجو المناسب الذي يبعد طفلها عن الانفعال غير المرغوب فيه وذلك بتحقيق المعقول من طلباته… وبعدها إن لمست منه الغضب الذي لا يتناسب مع المثير وكثرة البكاء. حتى أصبحت الدموع عنده وسيلة لتحقيق غايته يقال له: لا تبك وإلا لا تسمع شكواك من ثم ينظر في سبب البكاء:
أ- فإن كان يريد الحصول على ما لا حق له فيه فلا تعطيه إياه وإلا فيعتاد الصراخ كل مرة لينال مايريد.
ب- عدم اللجوء إلى التهديد حين ثورة الغضب فذلك قد يؤدي إلى إيذائه لنفسه،
جـ- التعامل معه بأنه عادي، والتشاغل عن غضبه ثم نرى أنه يهدأ بعد فترة قصيرة وتذهب حدة التوتر.
هذا ونعمل جهدنا أن لا نكون قصرنا في إشعار الطفل بالراحة والحنان والطمأنينة وأخذ كفايته من الطعام. ونتأكد من سلامته من المرض (لا سيما إذا كان الصراخ طارئاً)، أما إن كان السبب المبالغة في تدليله: فتعمل على زيادة الضبط والكبح، لئلا يعتاد الاعتماد على الآخرين، فتضمحل شخصيته ويكثر تردده، ونكون قد كثرنا سواد التسيب وا للامبالاة.
2- السرقة:
إن الأطفال لا يعرفون ماهي ممتلكات الغير، فاللعبة التي يرونها مع غيرهم أو الحلوى يشعرون أنهم أحق بها.
وأفضل طريقة لتعليمهم الأمانة: هي احترام حقوق الطفل فيما يملك فيتدرب على احترام حقوق الغير- على أن لا يكون بذلك مبالغة فينقلب الأمر إلى أنانية وحب للذات.
وإن حصل وعبث الطفل بأغراض غيره وأخذها، فيعالج الأمر دون إثارة ضجة أو تهويل، فلا يصح بحال أن ينادى يالص، وإلا تجرأ على ذلك وهانت عليه نفسه، وننتهز الفرصة المناسبة للتوجيه غير المباشر، والقصة الهادفة مع حسن الالقاء تؤدي إلى نتائج طيبة في هذا المجال.
3- الخوف:
يعتبر من المظاهر الطبيعية لدى الأطفال، وعلى الآباء ألا يخيفوا أطفالهم إلا في الأمور المستحقة للتخويف كتخويفهم من الحوادث والأمور الخطيرة حماية لحياتهم.
أما إذا بدت من الطفل مخاوف غير عادية، فلا تسفه المربية مخاوفه وإنما تبث فيه الإحساس بالأمن والطمأنينة وكذا تشعره بالثقة في نفسه والتي قد تنتجها مهارته في عمل ما.،. لذا فتشغله المربية الحكيمة بعمل أشياء يحبها ويتقنها.. أو لعبة تلهيه وتشغله.
4- التأتأة وعدم الكلام:
إن من أهم واجبات المربية تعويد الطفل التفاعل مع الآخرين والجرأة الأدبية وتعلم السلوك المناسب في المواقف المختلفة.
فإن وجدت من طفلها تأتأة… عليها تجاهلها في بداية الأمر حتى لا يحدث ذلك إثارة لانتباه إخوته وأقرانه… ومن ثم لا تسرف في تصحيح نطقه أمام الآخرين وتمنحه الثقة بنفسه.. فإذا به يتعود التعبير عن نفسه بلسان سليم ولباقة وإتقان.
إن غرس الثقة في نفوس الأطفال له أهميته في هذا المجال "
5- مص الأصبع:
لوحظ أن غالبية أبناء الموظفات أو المشغولات عن أطفالهن لديهم هذه العادة. وحيث أن غريزة المص هي الأساس عند الصغار، فهذه عادة طبيعية في السنة الأولى، وتعالج عند الصغار بإطالة فترة الرضاعة من الثدي، وتضييق ثقوب الحلمة (عند الرضاعة الصناعية)،
وأما الأطفال الأكبر سناً فيشجعون على النشاط المتصل بالفم كمضغ اللبان والشرب من العصي المثقوبة. وبعد سن الثالثة تعمل المربية على إشغالها ما أمكن، مع العمل على إقناعه. بأن هذه من عادات الصغار ولا تليق به… لكن لا يسخر منه ولا تكون مجال تندر به أمام الاخرين.
6- كثرة الأسئلة :
دليل على ذكاء الطفل، وهي فرصة للمربية للتعرف على أطفالها وعقلياتهم، والمربية الناجحة تحاول الإجابة عن أسئلتهم وتشجعهم لطرح المزيد منها، ومهما كان لديها من أعمال فتوسيع مدارك طفلها وإشعاره بالثقة أولى من أعمالها الأخرى. لأن هذه مهمتها الرئيسية فلا تضيق ذرعة بكثرة الأسئلة، وحسن الإجابة له تأثيره الطيب،
7- التبول اللاإرادي:
أول علامة من علامات المراقبة الإرادية للتبول " هي إنتباه الطفل إلى كونه قد بل ملابسه ولفت نظر أمه إلى عمله، فإذا بدا ذلك من الطفل فهنا تهتم الأم بتدريب ابنها، وتنظم طعامه وراحته وتبعد عن الفظاظة في تعاملها معه لأنه قد تكون سبباً للتبول العرضي ليعبر عن سخطه.
فإن حصل منه التبول اللاإرادي:
أ- تضع المربية حداً لمضايقة الأطفال من إخوة وأقارب للطفل. فلا يصح بحال أن يكون هذا سبباً لإذلال الطفل.
ب- تعويده على التبول قبل النوم مباشرة.
ج- منحه مكافأة كلما استيقظ وفراشه نظيف.
د- إشعاره بالسعادة والراحة النفسية، وعدم مقارنته بالآخرين. للتقليل من شأنه .
8- مشكلات الطعام:
قلة الشهية أو التباطؤ في تناول الطعام، قد تكون لجلب انتباه الآخرين والحديث عن الطفل أمام الصديقات.
وقد تكون بسبب المرض، أو قلة نشاط الطفل، وعليه ففي كل مرة يعالج السبب… فالمريض يعالج وعديم النشاط ندفعه إلى نشاط بدني، كلعب الكرة أو ركوب الدراجة أوحتى الجري ومن ثم يدعى لتناول الوجبة. أما أن يكون عدم الأكل لإثبات الذات فهذا لا يصح وإنما نحاول أن يسمعهم الطفل انشودة أو يريهم عملاً من أعماله مع عدم حديث المربية عن طعام طفلها أمام صديقاتها…
وفيما عدا ذلك لا يستعمل العنف والضرب على الطعام وإلا أصبحت فترة الطعام بغيضة عند الطفل وبالتالي تزيد قلة شهيته.
كذلك لا يدعى للطعام عند استغراقه للعبة يحبها لأن ذلك يحرمه من الاقبال على الطعام بشهية.
9- الكلام البذيء:
قد يحلو لبعض الأطفال ترديد كلمة بذيئة سمعوها من الشارع. والمربية الحكيمة تتجنب إظهار الغضب لكلمة الطفل، وتتجاهله ما أمكن، إنها في غضبها تشعره بالفوز في إثارة اهتمامها، أما إن تكرر منه الأمر فتكتفي بالعبوس والتقطيب في وجهه، ودعوته إلى المضمضة من الكلمة القذرة. أما إذا لم يرعو كلميه على انفراد، وأشعريه بقبح ما ردده أطفال الشارع، وهو المسلم النظيف اللسان ولا مانع من عقابه بحرمان من لعبة بعينها أو نحو ذلك إلى أن يترك هذه البذاءة.
هذه بعض المشكلات التي قد تعترض المربية خلال معايشتها للأطفال سواء في المنزل أو الروضة، وقد عرضتها بإيجاز، وأرجوا أن أكون قد أوصلت المقصود إلى أخواتي المسلمات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين