بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
في هذه الآيةِ الكريمةِ دعوةٌ منَ الله ,تعالى, إلى عبده المؤمن، بضرورة المداوَمة على العبادة، حتى يلقى ربه، فاليقينُ في الآية ,هو الموت،إنَّ المداوَمة على العمل الصالح تمدُّ المؤمن بالهمة على مجاهدة نفسه، وتبعد عنه الغفلة؛ ولهذا حَثَّ الرسول ,صلى الله عليه وسلم ,على المداوَمة على الأعمال، وإن كانت يسيرة قليلة؛قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أحب الأعمال إلى الله, تعالى, أدومها، وإن قلَّ)إنَّ القليل الدائم خيرٌ منَ الكثير المنقطع، وإنما كان القليل الدائمُ خيرًا منَ الكثير المنقطع؛ لأنه بدوام القليل تدوم الطاعة، والذكر، والمراقبة، والنية، والإخلاص، والإقبال على الله, سبحانه, ويستمر القليل الدائم؛ بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافًا كثيرة,تظهر الطاعة المطلقة لله، التي يستحق عباد الله المؤمنون رحمته, والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم,أن الله تعالى خلقنا لعبادته قال تعالى(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدوني)ونحن مأمورون بالإستمرار في عبادة الله حتى نلقاه قال تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يحث أصحابه أن يحرصوا على قيام الليل، ليزدادوا من الخير الذي ترتفع به درجاتهم عند الله، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكل عقدة يضرب عليك ليلاّ طويلاّ، فإذا استيقظ فذكر الله إنحلت عقدة، وإذا توضأ إنحلت عنه عقدتان، فإذا صلى إنحلت العقد فأصبح نشيطاّ طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان,فترك الصلاة المفروضة بغير عذر،والشرك بالله، والحكم بغير ما أنزل الله، والزنا، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وشرب المسكر، والغيبة والنميمة، وشهادة الزور، والكذب، والتجسس على الناس، للإطلاع على عوراتهم وهتك حرماتهم، وخيانة الأمانة، والظلم، وعدم نصر المظلوم مع القدرة على نصره,قال تعالى(والذين إذا أنفقوالم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما والذين لا يدعون مع الله إلهاّ آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاّ فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )ومن تاب وعمل صالحاّ فإنه يتوب إلى الله متابا,ولهذا يؤنب الله تعالى من حاربوا الله في الدنيا، مفرطين في زمن عمرهم، حتى لقوا الله وهم على ذلك، فيندمون ويطلبون من الله أن يعيدهم، إلى الدنيا ليتداركوا ما فرطوا فيه من أعمارهم،ويذكرهم بأنه قد منحهم من الوقت ما كان كافياّ ليتذكروا ويعودوا إلى الله تعالى، كما قال تعالى (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاّ غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير),ولما كان عمر الإنسان، هو الزمن الذي يقضيه في الدنيا، فإنه يسأل يوم القيامة عنه فيم أفناه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما ذا عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه,فعلى المسلم أن يجتهد في طاعة ربه في كل الأوقات، قال تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين, لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)
قال تعالى(فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)
قال تعالى(فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)