تخطى إلى المحتوى

{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه .} 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ

مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ* إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ*

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ق16-18

يخبر تعالى ، أنه المتفرد بخلق جنس الإنسان، ذكورهم وإناثهم، وأنه

يعلم أحواله، وما يسره، ويوسوس في صدره وأنه أقرب إليه من حبل

الوريد ، الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان، وهو العرق المكتنف لثغرة

النحر، وهذا مما يدعو الإنسان إلى مراقبة خالقه، المطلع على ضميره

وباطنه ، القريب منه في جميع أحواله ، فيستحي منه أن يراه ، حيث

نهاه، أو يفقده، حيث أمره ، وكذلك ينبغي له أن يجعل الملائكة الكرام

الكاتبين منه على بال ، فيجلهم ويوقرهم ، ويحذر أن يفعـل أو يقــول

ما يكتب عنه ، مما لا يرضي رب العالمين ، ولهــذا قال : { إِذْ يَتَلَقَّى

الْمُتَلَقِّيَانِ } أي: يتلقيان عن العبد أعماله كلها، واحد { عَنِ الْيَمِينِ }

يكتب الحسنات {وَ} الآخر {عَنِ الشِّمَالِ} يكتب السيئات، وكل منهما

{قَعِيدٌ} بذلك متهيئ لعمله الذي أعد له، ملازم له .

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ} خير أو شر {إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي: مراقب له،

حاضر لحاله، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَاماً كَاتِبِينَ*

يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}.

الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

(ص805) للشيخ : عبد الرحمن السعـدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بارك الله فيك يا أزهار
ونفع بك وجعلك الله منبراً من منابر الدعوة :"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.