تخطى إلى المحتوى

( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ . ) 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ

وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ

الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ

ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ * يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ

الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ } الحج 11 – 13

أي : ومـن النــاس مـن هو ضعيف الإيمان ، لم يدخل الإيمان قلبه ،

ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه ، إما خوفا ، وإما عادة على وجه

لا يثبـت عند المحن ، { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ } أي : إن استمر

رزقه رغدا ، ولم يحصل له من المكاره شيء ، اطمأن بذلك الخير ،

لا بإيمانه . فهــذا ربمـــا أن الله يعافيه ، ولا يقيـض لــه مــن الفتن

مـا ينصرف به عن دينه، { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } من حصول مكروه ،

أو زوال محبوب { انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } أي: ارتد عـن دينه ، { خَسِرَ

الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ } أما في الدنيا، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي

جعـل الردة رأسا لماله ، وعوضا عمــا يظن إدراكه ، فخاب سعيه ،

ولم يحصل له إلا ما قسم له، وأما الآخرة، فظاهر، حرم الجنة التي

عرضها السماوات والأرض، واستحق النار ، { ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ

الْمُبِينُ } أي : الواضح البين .

{ يَدْعُو } هــذا الراجــع علــى وجهــه ، { مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ

وَمَا لَا يَنفَعُهُ } وهــذا صفة كـــل مدعو ومعبود من دون الله ، فإنــه

لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعـا ولا ضرا ، { ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ }

الذي قد بلغ في البعد إلى حد النهاية، حيث أعرض عن عبادة النافع

الضـار ، الغني المغني ، وأقبـل علـى عبادة مخلوق مثله أو دونه ،

ليس بيده من الأمر شيء بل هـو إلـى حصول ضد مقصوده أقرب ،

ولهذا قال: { يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ } فإن ضرره في العقل

والبدن والدنيا والآخرة معلوم { لَبِئْسَ الْمَوْلَى } أي : هــذا المعبود

{ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ } أي: القرين الملازم على صحبته، فإن المقصود

من المولى والعشير، حصول النفع، ودفع الضرر، فإذا لم يحصل

شيء من هذا، فإنه مذموم ملوم.

الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

( ص 534 ) للشيـــخ عبد الرحمن السعـدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.