السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)(الأنبياء:47)،
ويقول سبحانه وتعالي:
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
(المجادلة:6)،
ويقول سبحانه وتعالي:
(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ . فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
(الزلزلة:6-8).
وقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ:
‘لا تزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عنْ أربع ٍ
عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ
وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُ
وعنْ مالهِ مِنْ أيْنَ أكتسبه
وفيما أنْفَقَهُ وعنْ عِلمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ’.
محاسبة النفس عبادة هجرها كثير من الناس في زماننا الحاضر
، وقد قال ابن القيم -رحمه الله- في كتاب إغاثة اللهفان:
‘وقد دل على وجوب محاسبة النفس قوله -تعالى-:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)
(الحشر:18)،
وهو يفسرها بقوله : لينظر أحدكم ما قدم ليوم القيامة من الأعمال، أمن الصالحات التي تنجيه،
أم من السيئات التي توبقه؟’.
ومحاسبة النفس عبادة عظيمة القدر والفائدة،
وغالباً ما تكون أول طريق الهداية والعزم على الاستقامة على أمر الله تبارك وتعالى وفوائدها كثيرة منها:
1. أنها تُطلعك على عيوب النفس، وكثرة زلاتها وأخطائها التي لا تحصى،
ومن ثمّ يمتلئ القلب وجلاً وانكساراً، وحياء من الله تعالى
.2. أنها تعرفك عظيمَ حلمِ الله تعالى ، وعفوه، وكرمه، وجميل ستره، ورحمته بعباده، إذ يمهلهم رغم كثرة إساءتهم،
ومن ثـَم يمتلئ القلب حباً ورجاءً للعليم الحليم جل وعلا.
3. توقن أنه لا نجاة لك ولا زكاة إلا بتوفيق الله تعالى ، وعونه ورحمته، وصدق تعالى إذ يقول:
(وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ)
(النور:21).
4. معرفة عيوب النفس هو أول سبيل للعزم على إصلاحها وتصفيتها ؛ فمن لم يطّلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته،
فهي بذلك باعث قوى لمجاهدةِ النفس ،
والعملِ بما يصلحها من أبواب الخير ، وتجنب الآثام والآفات والعثرات التي تفسد عليها سبيل الصلاح والتزكية ،
لهذا فإن ترك محاسبة النفس والغفلة عنها فساد للقلب وهلاك لها،
قال ابن القيم رحمه الله :
‘والمقصود أن صلاح القلب بمحاسبة النفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها
‘5. أنها تُهوِّن عليك الحساب يوم القيامة؛ لأنها تذكرك الميزان -ميزان الحسنات والسيئات-
فتستعد له لترجح كفة الحسنات، وتخف كفة السيئات؛ لذلك كان سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول:
‘حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وَتَزَيَّنوا للعرض الأكبر،
يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية’
، وقال الحسن: ‘المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله ، وإنما خفَّ الحسابُ يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ،
وإنما شقَّ الحسابُ يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة’ ،
وقال أيضاً: ‘إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة من همته’ ،
وقال الإمام الغزالي صاحب كتاب إحياء علوم الدين: ‘فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسَب خفَّ في القيامة حسابه ، وحضر عند السؤال جوابه ،
وحسن مُنقـَلَبُه ومآبُه ، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته ، وطالت في عرصات القيامة وقفاته ،
وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته’.
وعليكم السلام ورحمة الله
بورك فيك ياغاليه ..
ولا حرمتي الاجر
بورك فيك ياغاليه ..
ولا حرمتي الاجر
جزاك الله خيرا ام البنين
السلام عليكم بوركتم اخواتى
عطرتم الصفحة بمروركم
اسأل الله ان يثقل بالحسنات موازيننا
ويبصرنا بعيوبنا هو ولى ذلك والقادر عليه
عطرتم الصفحة بمروركم
اسأل الله ان يثقل بالحسنات موازيننا
ويبصرنا بعيوبنا هو ولى ذلك والقادر عليه