المشهد الاول
ـــــــــــــــــــــ
انها ليلة سعيدة كسائر الليالي …ارتديت ملابسي وأنا مقبل على الحياة .. أعود الى عملي الذي أحبه بعد غيابي عنه بسبب الانفلوانزا … آآآه عاد صوتي الشجي الى رونقه سأبدع اليوم في الغناء وسابهر جمهوري كالعادة …
دخلت أختي وانا أهندم ملابسي في المرآة : ماهذا التأنق ياعصام .. حتما عندك عمل اليوم ..
عصام : نعم عندي عمل هام جدا ولابد أن أتميز اليوم .. تعلمين أني بدأت مشوار الشهرة وطلبتني أكبر القنوات الفضائيه لأعمل معها والموعد عن قريب .. أفخري بأخاك يا أختاه
الاخت : آآآآه كم انا سعيدة سعيييييدة ..وتنظر في الساعة آآخ الوقت يسرقنا هيا هيا حتى لا تتأخر .
عصام : صدقت ياأختاه … سيارة الموسيقيين تنتظرني .. ويقبل أخته .. أراك بخير .
الاخت : صحبتك السلامة ياأخي .
المشهد الثاني
ـــــــــــــــــــ
جيد جدا .. سيارة الموسيقيين في موعدها المعتاد فيتوجه اليهم مبتسم … يحييه أحد الموسيقيين : عصام حمدا لله على سلامتك .. أفتقدناك يارجل ..
يبتسم عصام : وانا ايضا افتقدتكم وأفتقدت عملي وأفتقدت صوتي . هيا بنا ونكمل حديثنا في الطريق ..أتحرق شوقا لصوتي .. ويحيي فريق العمل وتنطلق السيارة الى مكان عملهم ..
عند وصوله يستقبله باقي فريق العمل بالترحاب فهو أهم عضو في الفرقة الموسيقية … مطرب الفرقة صاحب الصوت الشجي .. وتنهمر المعجبات لرؤيته لتنال نظرة منه .. اما عصام فالبسمة تعلو شفتيه ولا تفارق عينيه من السعادة .. والفخر
المشهد الثالث
ــــــــــــــــــــــــ
دخل عصام غرفته ليستعد للغناء فهو مازال في فترة نقاهه ولابد أن بجهز نفسه للخروج الى الجمهور .. تناول كوب من الشراب الدافئ وأصبح مستعدا .. ولكن عند خروجه شعر بالضيق … ضيق يملأ صدره .. لا انه ليس المرض انه ضيق عابر وسيذهب ( هكذا حدث نفسه ) هيا ياعصام فالعمل ينتظرك ..
يخرج عصام مع التصفيق الحاد من الجمهور ولا تفارقه الابتسامه ولكن .. انه الضيق في صدره لا يعرف له سبب .. وليكن سأبدأ في الغناء …
وبدأ عصام وانهمر صوته امام الجمهور مع استمتاعهم واستحسانهم لهذا الصوت .. ولكن ماذا به مازال يشعر بالضيق …
انتهي من الغناء وخرج مع تحيات الناس وتصفيقهم … عاد الى غرفته مرة أخرى وهو منقبض الصدر لا يعلم ماذا يحدث له … ساعود الى المنزل وارتاح قليلا لعلها الانفلوانزا وتأثيرها …
يتبع
ـــــــــــــــــــــــ
عصام : بصراحة لا أعلم ولكني أشعر بشعور غريب ..!!
الموسيقي : وماهو ؟
عصام : أشعر بضيق في صدري ضيق شديد .. تنفس بشدة ووجه كلامه للسائق : أرجوك دعني أنزل هنا عند البحرأشعر بضيق شديد … وفعلا توقف السائق ونزل عصام وسار نحو البحر واستنشق هواءه .. ولكن لاجدوى .. ما يشعر به من ضيق لا يذهب عنه .. جلس عصام قليلا وهو يفكر .. ماذا أفعل بنفسي .. هذا الضيق في صدري من أين أتى ؟ نظر الى السماء وتنهد بشدة وقال بصوت مرتفع : يارب ….
ولكن أسمي … الشهرة … المال …هل أتخلى عن كل هذا ؟؟؟أنا في حيرة …
ماذا أفعل ؟؟ ماذا أفعل ؟؟ ساعدني يالهي … ساعدني ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
عصام : أحمد !!! مفاجأه رائعه
ِِِأحمد : عصام أفتقدك يارجل أين أنت منذ فترة كبيرة لم اراك ..
عصام : مشاغل الحياة ياصديقي ومتطلبات العمل ..
يتغير وجه أحمد عند ذكر العمل
ولكن عصام يلحقه ويقول تعال معي نجلس في اي مكان ..
وبعد جلوسهم قال أحمد : أما زلت كما أنت ياعصام .. تغني ؟؟
عصام : نعم ياأحمد مازلت أغني .
أحمد : هداك الله ياعصام ..
عصام :ماذا تقصد ؟؟ لم تعترض من قبل على عملي ولا هوايتي ..
أحمد : الحمدلله رب العالمين فأنا الآن ملتزم ولا أسمع الغناء وأتبع تعاليم وفرائض ديني .
ينظر له عصام ثم يخفض رأسه … والله ياأحمد أنا أِشعر بضيق شدبد .. منذ أمس وأخاف من عقاب الله
أحمد : توجه الى الله سبحانه وتعالى فهو المعين والهادي .. ولكن كن جاد مع الله وأصدق في توبتك والله عز وجل يثبتك من عنده ..
عصام : والعمل ؟؟ والمال الذي أخذته ولابد من الوفاء بحقه ..
أحمد : ماذا تبقى لك من أيام عليك الوفاء بحقها ؟؟
عصام : أربعة أيام .
أحمد : أنكر المنكر في قلبك واذهب حتى قضاء الاربعة أيام ثم أترك هذا الامر بغير رجعه .. لعل الله عز وجل يحسن توبتك قبل أن يأتي الموت بغته ..
اهتز كيان عصام عند ذكر الموت وقرر ان يترك الامر بالفعل ..وقال : ان شاءالله سأفعل والله العالم بصدق توبتي ..
ــــــــــــــــــــــــ
دخل عصام وغنى باقتضاب وبسرعة شديدة وكان هذا أخر دين وفاه .. وأخبر الجميع أنه ترك هذا الامر بغير رجعه … وخرج مع تعجب من حوله ومع أول قدم وضعها خارج هذا المكان شعر أنه يولد من جديد الدنيا تفتح أبوابها له ليبدأ من جديد … شعر أن الجنة تفتح أبوابها له تحسس المصحف المخبئ في جيب قميصه بجانب قلبه في سعادة غامرة دخل للسيارة … انها المرة الاخيرة التي يدخلها فيها ان شاءالله وأخرج المصحف مع نظرات الدهشه والتعجب من باقي الفرقة ومع عدم اكتراثه لهم فهو يفخر بكتاب الله في يده وجاء مكان بيته نظر لهم وقال … هداكم الله الى ما يحب ويرضى وعفا عنكم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
:
أنرتِ الفيض برائعتكـِ ..,
أبدعتِ أخيّه ..,
أثابكـِ الله ..,
:
:
قصة أكثر من رائعة ..
و بالفعل متميزة ..
وفقكِ الله ..
و جزاكِ كل الخير ..
سلامي ،، خولة
بوركتي أختي وإلى الأأمـــام دومًا..