يتردد على مسامعك كلمات تلوكها الألسن كثيراً في هذه الأيام، وعلى الفتاة المسلمة بشكل خاص، تسمعين كلمات مثل: الحرية، التشدد، والتزمت….. إلخ، فإذا سألنا من يطلق هذه الكلمات، ماذا تقصد بالحرية؟ وماذا تقصد بالتشدد؟ هل إذا استقام المسلم أو المسلمة كما أُمر يعتبر متشدداً أو متزمتاً؟ وهي كلمة لها ظلال قاتمة، من هنا يأتي التلبيس والوقوع في الفخ الذي ينصبه من لا يريد لهذه الأمة خيراً، أو أنَّه من الجاهلين الذين لا يدركون ما وراء المصطلحات الغامضة.
هل الإنسان حرٌّ يفعل ما يشاء، ويتصرف كما يحلو له وما يخطر على باله، أم أنَّه وهو جزء من مجتمع، وهو معبد لله سبحانه وتعالى مقيد بقيود تحدُّ من تصرفاته؟ ولو قلنا أنَّه حر في كل شيء فهذا معناه: الفوضى في كل شيء، القوي يأكل الضعيف، والماكر ينهب المغفل، وصاحب الفساد ينشر فساده، فلا بدَّ إذن أن نصل إلى نتيجة منطقية؛ وهي أنَّ الإنسان ليس حراً في كل الوجوه، إنَّ بعض من لا عقل له، أو لا يفقه هذا الدين يقول: لماذا يتدخل الإسلام في كل شؤون حياتنا؟ أليس هذا من التشدد والتضييق على الإنسان، ومحاصرة شخصيته؟ والذي يسأل هذا السؤال ينظر إلى ظاهر الأمور، ولكنه لم يدرس أو يتفهَّم النفس البشرية وما يصلح لها وما لا يصلح.. نعم؛ الإسلام يتدخل في حياتنا ولكن لمصلحتنا، ولننظر إلى مناهي الرسول صلى الله عليه وسلم مثل: النهي عن الشرب واقفاً، أو عن التنفس في الإناء، أو الأكل بالشمال، أو استعمال آنية الذهب والفضة، هل هذا تدخل في أمور شخصية؛ أم أنَّه شفقة من الرسول صلى الله عليه وسلم في أشياء قد لا يعرف الإنسان فائدتها، أو فائدة تركها، وربما يكتشفها وربما لا يكتشفها بوسائله المتوفرة بين يديه؟ وعندما يأمر الإسلام المرأة المسلمة بأن تلبس الساتر الواسع من الثياب، هل هذا تدخل في أمور شخصية، أم هو في مصلحة المرأة والمجتمع؟
إنَّ الدين لا يحدُّ من حريتنا، ولكنه يضع تصرفاتنا ضمن حدود معينة، إنَّه يضبط هذه التصرفات لتتجه الوجهة السليمة، ولتثمر السعادة في الدنيا والآخرة.
جزيت خيرا أخي..
الحمد لله الذي انعم علينا بنعمة الأسلام
اللهم اهدنا للخير وجميع المسلمين والمسلمات
آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين