تخطى إلى المحتوى

أريد منكم المساعدة في موضوع وعد الله 2024.

  • بواسطة
أخواتي العزيزات أريد منكم المساعدة في كتابة موضوع عن وعد الله للمؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض وسوف أكون لكم شاكرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأضع لك أختي مقتطف من خطبة الشيخ حسين آل الشيخ
لعله يفيدك بعض الشيء:

معاشر المسلمين، الأمةُ المحمدية أمةٌ من خصائصها أنها منصورةٌ من الله جلّ وعلا، مهما وُضِعت في سبيلها العوائق وقامت في طريقها العراقيل، ومهما رصَدَ الباطلُ من قوّة الحديد والنار وفنون الدعايات المُغرضة والافتراءات المتناهية، فهي موعودةٌ بالنّصر الشامِل والعزِّ الكامل في دينها ودنياها، في حربها وسلمها، لكنَّ هذا النصرَ مشروطٌ بالصّدق في الإيمان والعمل بالإسلام والقيام بسنة سيّد الأنام والاهتداء بسيرته عليه أفضل الصلاة والسلام، وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ [الصافات:171-173]، إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر:51].

أمةُ الإسلام أمةٌ موعودةٌ بالاستخلاف في الأرض وبالتمكين المتين على الدين الحقِّ والحياة الآمنة من المخاطر والأضرار، ولكن هذا الوعدُ مرتبطٌ بقيام الأمة بحقوق هذا الدين، والالتزام بطاعة ربِّ العالمين، حتى لا يبقَى منها هوًى في النفس ولا شهوةٌ في القلب ولا حركة في هذه الدنيا إلاَّ وهي تبعٌ لما جاء به المصطفى ، وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلَوٰةَ وَاتُواْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:55، 56].

إنّه الإيمان الذي يلزِم الأمّةَ بالتوجُّه الصادق لله في الاعتقاد والتعبُّد، في التشريع والحُكم، في العَمَل والسلوك والتصرُّفات. الإيمانُ الذي يقود لاتِّخاذِ الإسلام منهجَ حياةٍ لتحقيق الاستخلاف في الأرض، الاستخلافِ الذي تقوم به أمّةُ محمد ؛ تقوم به في الإصلاح والبناء، لا في الهدم والفساد، تقومُ به الأمة على العدل والإحسان، لا على الظلم والجَور.

أيتها الأمة المفضَّلة، أدرِكوا الشَّرطَ والمشروط، تبصَّروا في الوعد والموعود. تذكَّروا أنه عَبر تاريخ الأمة المحمدية فإنها ما استقامت على المنهج المرتضى وما مِن مرّة سارت على هذه القاعدة القرآنيّة وحكَّمت هذا المنهجَ الرباني وارتضته في كلّ أمورها إلاَّ وتحقَّق لها وعدُ الله جلَّ وعلا بالاستخلاف والأمن والفلاح والسعادة، وما من مرَّة خالفت هذا المنهجَ إلاَّ وتخلَّفت في ذيل القافلة، وذلَّت بعد العزّة، واستبدَّ بها الخوفُ بعد الأمن، وتخطَّفها الأعداءُ من كلّ جانب.

أيّها المسلمون، كيفَ ترجُو الأمّة الإسلامية فلاحًا وقد أضاعت كثيرًا من مقوّماته؟! كيف تصبو إلى عزٍّ وتمكين وقد فرَّطت في أسُسه وشروطه؟! كيف تفلح الأمةُ حين تحكِّم غيرَ شرع الله، وحين تقود حياتَها بغير هديه؟! كيف ترجو النجاةَ من المخاطر وقد أهملت في كثير من مواضِعها قاعدةَ الإصلاح، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حياتها وبين أبنائها؟! أنّى للأمة العزّة والسؤددُ والنصر والسعادة حين ترى في أبنائها إطلاقَ الشهوات بغير ضوابطِ الشرع المطهَّر التي تضبط الخلَلَ وتصون عن الفساد بكلّ مجالاته؟! كيف تنجو الأمة من مصائبها وتتخلَّص من مِحَنها وفي أبنائها ومِن بني جِلدتها مَن يسعَى لإضلال مجتمعاتها ويتسبّب في [فساد] أخلاقِ أفرادها بما يبثُّه من برامجَ إعلاميةٍ هابطةٍ تتضمَّن كلَّ فسادٍ وتشتمل على كلِّ ضرر؟! وربُّنا جل وعلا يقول: إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النور:19].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.