صوت يملأ جوانب المخيم ..سكون رهيب يخيم على المكان ليزيده رهبة وترقباً..لحظات الموت و الوداع ..مؤلمة بصمتها ..خاشعة بحزنها ..عميقة بفقدها.
..وحده هذا النشيد يخترق حجب الصمت ..يدخل الأعماق ..يتواطأ مع حزن دفين ..لن يطويه الزمان مهما حدث
اردد بصوتي المختنق بدمعي الصامت ..مع مكبرات الصوت التي تهز الأرجاء لتزيد من حدة الصمت ..صمت ما قبل الوداع الأخير.
يقولون مات …………………يقولون مات
فكيف سنوقف حزن المآذن حين تنادي صباحا عليه ولا يستجيب
فلا ترتحل من هنا يا حبيب..
:::::
:::::
يقولون مات ..
فكيف يموت حزن العصافير حين تمر على صفحة الشمس كي لا تراك
تبكيني الكلمات كلما سمعتها ..توقظ حواسي التي ماتت منذ موتك أيها الحبيب.لازداد لهفة كلما تذكرتك وأنت لم تغب عن عيوني لحظة واحدة ..وكيف يتسنى لي نسيانك و أنت الحاضر الغائب..ولا زلت أنا في عزاء دائم.فقط يجيد التنقل بين الأماكن و البيوت .أتنقل من موت إلى آخر ..ولا زلت هنا تجول كل الأمكنة .وعيونك الجميلة تطل على عيوني من كل الزوايا ..كلمات أيقظت بي الحنين إليك و لكل من غيبهم الزمان عن عيوني..
اليوم ..مررت بالشارع الذي رعاني وأنا صغيرة ..كنت آتيه زائرة من بلدتي البعيدة محملة بالفرح ..مرتدية ثياب البراءة و الطفولة ..كيوم عيد متجدد كانت رحلتي إليكم..لأعود محملة بالهدايا ..ومشبعة برائحة التوت الأحمر و العنب المسكر
هنا بهذا المكان كم لعبنا معًا تحت شجرة التوت .. تظللنا كرمة العنب اليتيمة التي أضاءت بعناقيدها الكريمة ..لحظات طفولتنا البريئة
من إطلالة الشارع سمعت ذات الكلمات تحتل المدى و تتردد بأرجاء المخيم و شارعكم الوسيع مكتظ بالمعزيين ..يااااااااااااااااااااااه لحزنك العظيم انه طفلك الصغير
كبر وغاب وعاد اليوم شهيدا .. كم تتغير ذاكرة الأمكنة .ويتغير إحساسنا بها .حتى طعم التو ت تغير اليوم بفمي أصبح له طعما مختلفا..بوقع كلمات هي أمر من الحنظل..أ تجرع مرارة المشهد..و تغيب عني جماليات المكان..ومذاقات كانت هي الأعذب..وتتوه مني سعادتي الدائمة به ..
وعدت من هناك..لا يتردد في مسمعي إلا صدى النحيب ..وتراتيل العزاء ..وعيون محتقنة بدمعات الوداع الأخير أبت أن تسقط .في حضور جلالة الموت و فمي يغص بطعم بات هو المألوف بمرارته … مشبعا بطعم القهوة السادة ..
منقوووول