جمع الله تفصيل ذلك في قوله _ تعالى _ ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) (آل عمران : 134 ).
قال أهل العلم : ثلاث منازل للمبتدئين ، والمقتصدين والسابقين بالخيرات .
المنزلة الأولى : من أسيء إليه فليكظم ، وهذه أدنى المنازل فهو يكظم غيظه ، ولايتشفى لنفسه في المجالس ولايتعرض للأعراض .
المنزلة الثانية : فإن زاد على الكظم ( والعافين عن الناس ) فهو خير لصفاء قلبه وحسن سريرته ، ورجاء ماعند الله .
المنزلة الثالثة : من جمع ماسبق ( والله يحب المحسنين ) فأحسن إليه بصلة أو هدية أو أكرمه بزيارة .
وللمسلم مواقف من الحسد وحاسديه :
أولا : الرجوع إلى الله ، والتوبة من الذنوب، فإن ماأصابه من تسليط الأعداء عليه إنما هو بذنوبه قال _ تعالى _ : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) ( الشورى : 30).
ثانيا: التوكل على الله . فإن من توكل على الله فهو حسبه ، والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد مالايطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم قال _ تعالى _ ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) (الطلاق: 3).
ثالثا : الاستعاذة بالله _تعالى _ وقراءة الأذكار والأوراد المشروعة ، فقد أمر الله _ جل وعلا _ نبيه صلى الله عليه وسلم بالتعوذ من شر حاسد إذا حسد .
رابعا : الدعاء والتضرع إلى الله بأن يقيك الله ويحفظك من شر أعدائك وحسادك .
خامسا: العدل معه وعدم الإساءة إليه بالمثل ، وإنصاف حقه ، وعدم ظلمه بسبب فعله .
سادسا : الإحسان إليه ، فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا ازددت إليه إحسانا ، وله نصيحة ، وعليه شفقة .
سابعا : مداراته والتودد إليه ، لعل الله أن يهديه ويكفيك شره .
كل العدوات قد ترجى إماتتها === إلاعداوة من عاداك من حسد
جزاك الله خير وأسأل الله ان يجعله في ميزان اعمالك