ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســـؤال : مــا حكم الدعاء بصورة جماعية بعد قراءة
القرآن مباشرة ، يدعو شخص والباقون يؤمنون عـلى
دعائه وهكذا في كل درس بدون انقطاع وعند تذكيرهم
ومطالبتهم بالدليل استدلوا بقوله تعـالى ( وَقَالَ رَبُّكُمُ
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) الآية .
الجـــواب : الأصــــل فــــي الأذكار والعبادات التوقيف
وألا يعبد الله إلا بما شرع وكـــذلك إطلاقها أو توقيتها
وبيان كيفياتها وتحديد عددها فيمـــا شرعه الله مـــن
الأذكار والأدعية وسائر العبادات مطلقا عـــــن التقييد
بوقت أو عدد أو مكان أو كيفية لا يجوز لنـا أن نلتزم
فيه بكيفية أو وقت أو عدد بل نعبده به مطلقا كمـــا
ورد .
ومــا ثبــــت بالأدلة القولية أو العملية تقييده بوقت أو
عدد أو تحديد مكان له أو كيفية ، عبدنا الله بــه عــلى
ما ثبت من الشرع له ، ولم يثبت عن النبي صـلى الله
عليـه وسلــــم قولا أو فعلا أو تقريرا الدعاء الجماعي
عقب الصلوات أو قراءة القرآن مباشرة أو عقب كـــل
درس، سواء كان ذلك بدعاء الإمام وتأمين المأمومين
على دعائه أم كان بدعائهم كلهم جماعة ولــــم يعرف
ذلك أيضــــا عــــن الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة
رضي الله عنهـم ، فمـن التزم بالدعاء الجماعي عقب
الصلوات أو بعـــد كـــل قراءة للقرآن أو بعد كل درس
فقد ابتدع في الدين وأحدث فيه ما ليس منه وقـد ثبت
عـن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قــال " من عمل
عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " وقـــال " من أحدث
في أمرنا ما ليس منه فهو رد " .
وأما استدلال من ذكرتهم فأبوا بقولــه تعـــالى ( وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) الآية ، فلا حجة لهم فـــي
ذلك لأنه استدلال بنص مطلق ليس فيه تعيين بالكيفية
التي التزمها مــــن سألت عن دعائهم والمطلق ينبغي
أن يراعى فـــي العمـــل بـــه إطلاقه دون التزام بحالة
خاصة ولو كـــان التزام كيفية معينة مشروعا لحافظ
عليها النبي صـلى الله عليه وسلم وخلفاؤه مــن بعده
وقد تقدم أنه لم يثبت ذلك عنه ولا عن أصحابه رضي
الله عنهم والخير كـل الخير في اتباع هديه صـلى الله
عليه وسلم وهدي خلفائه الراشدين رضي الله عنهم ،
والشر كـــل الشر في مخالفة هديهم واتباع المحدثات
التــي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله
" إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكـــل
بدعة ضلالة " وصلى الله على نبينا محمد وآلـــه
وصحبه وسلم .
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء
الشيــخ عبد الله بن قعود ، الشيخ عبد الله بن غديان
الشيخ عبدالعزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي
مجلة البحوث الإسلامية
العدد : 21 ، الصفحة : 52 ، الفتوى : 2037
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جزاك الله أعلى الجنان
*
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة
إنك أنت الوهاب
ربي زدني علما