تخطى إلى المحتوى

الفتور العاطفي وعلاجه الجزء الاول 2024.

لاكي لاكي بعد مرور أول عام من الزواج وربما من قبله يغني كلاً الزوجين لحناً منفرداً يبكي فيه كل على حاله معزياً الحب اللي كان ، فكلما يرى الرجل زوجته تري لسان حاله يقول " غلطة ندمان عليها .." بعدما كان يطربها في فترة الخطوبة بـرائعة أم كلثوم " الحب كله حبيته فيك " .

ونظراً لسخطه على حالها بعد الزواج فهي دائماً ما تغني له " ياطبطب يا دلع " لنانسي عجرم ، وطبعاً الأستاذ يتذكر نانسياً بكل الأشواق ويسخط أكثر على زوجته ، السؤال الذي يفرض نفسه هل الحب قبل الزواج وهم يتسرب مع مرور الزمن ؟ أم أن الامتلاك والتعود قتلا الحب ؟

في حين تأكيد الدراسات على أن السعادة الزوجية تقوي مناعة الزوجين وتحميهما من الأمراض ، إلا أن دراسات كثيرة أيضاً تكشف عن الضغوط النفسية الكبيرة التي تعانيها المرأة على الأخص بعد الزواج ، كشفت استطلاعات حديثة أن الرجال تتحسن صحتهم بعد الزواج بينما تتراجع الحالة الصحية للنساء وإلى أن حياة الرجال العملية تزدهر بعد الزواج فيما تتقهقر حياة النساء العملية بالإضافة إلى تنامي الشعور بالثقة لدى الرجل بعد الزواج بينما تفقد الزوجات الشعور بتقدير النفس ، مما يؤكد تبخر الحب في العلاقة الزوجية لأن أطباء الصحة النفسية يؤكدون أن الحب يزيد من الثقة .

أوهام الحب
=======
البعض يرجع الفتور العاطفي بين الزوجين واختفاء الحجب من حياتهما إلى التعود، فكل من الزوجين بات يرى الآخر كل يوم ويعرف عن الآخر كل شيء، وبالتالي اختفى الغموض الذي كان يحيط بعلاقتهما ويمنحها نبضها، والبعض يرى أنها الصدمة التي تتبع عملية الاكتشاف الحقيقي لشخصية الآخر وميوله، والبعض الثالث يرى أن ما نؤمن به من مشاعر الحب ليست سوى أوهام نحيا بها بسبب بعد الحبيب وعندما يصير في متناول اليد ينتهي كل شيء. ويدلل الفريق الأخير على رأيه بمقولة ساخرة مفادها أنه لو قدر لأبطال قصص الحب الخالدة الزواج، لما استمر الحب بينهما ساعة واحدة وما خلدهما التاريخ.

الدكتور ممتاز عبد الوهاب، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة يرى ، بحسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط ، أن مشكلة المحبين الذين تنتهي قصص حبهم بالزواج، أنهم ينظرون للزواج على أنه الغاية وليس الوسيلة .

موضحاً أن كل طرف في فترة ما قبل الزواج يبذل قصارى جهده لإضفاء السعادة على من يحب، فيمنحه العاطفة والاهتمام والتركيز والمشاركة، وهي قواعد أساسية يقوم عليها الحب، لكن بعد الزواج، يظن كل طرف أنه قد حصل على خطاب ضمان معتمد تعارف الناس على تسميته بوثيقة الزواج، تعيق محاولة أي طرف من الهروب من الطرف الآخر، متناسين أن الهروب قد يكون معنويا وفكريا قبل أن يكون جسديا ، من هنا تتراجع العاطفة لتحل محلها العادة.

ويتابع الدكتور ممتاز حديثه قائلاًً : عندما يفقد كل طرف الرغبة في إرضاء الآخر ويرى أن اهتماماته مجرد أمور خاصة به فقط ، لا بد أن يحدث الانفصال النفسي بين الزوجين وأن يموت الحب لا بالسكتة القلبية، لكن برصاصة في القلب، على رأي المبدع توفيق الحكيم .

منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.