تخطى إلى المحتوى

المفاتيح العشرة لتوجيه سلوك الطفل: المفتاح الثاني!!!! 2024.

أخواتي الحبيبات :
سلام الله تعالى عليكن ورحمته وبركاته وبعد

لا زلت أنقل لكن هذا الموضوع -الذي أرجو أن ينفعنا الله به- من موقع الحصن النفسي:
المفتاح الثاني : اختيار نمط التربية المطلوب في الاسرة
لقد كبرنا جميعا في اسر مختلفة ، وكثيرا ما نسأل احدهم عن طفولته فيذكر لنا فورا "طريقة التربية" التي كانت سائدة في اسرته ، فيقول مثلا : كانت اسرتي قاسية ولا مجال للخطأ فيها فعقابه الضرب المبرح ، او قد يكون العكس فيذكر لنا ان اسرته كانت حنونه ومتفهمة وهكذا ..

اذن هناك منذ القدم "أنماط " للتربية في الاسر ، وهذه الأنماط موجودة في كل الاسر ، الفقيرة والثرية ، المتعلمة والاميّة ، العربية والأجنبية ، ونقصد بالنمط " طريقة التربية السائدة في الاسرة " .

المفتاح الثاني الذي سنتحدث ونركز عليه اليوم هو اختيار نمط التربية الاسرية التي نريدها لاطفالنا ، اي علينا ان نقرر قبل كل شيء ، حتى قبل ان نتزوج ، وقبل ان ننجب الاطفال ، ماهو نوع التربية الذي نريد ه ، وان نتفق مع الطرف الآخر ( الام او الاب) حول هذا النمط، فلماذا تعتقدون انه من الاهمية بمكان ان نحدد نمط التربية التي نريدها لاطفالنا؟؟

· ان تحديد نمط التربية يعطينا كآباء الخلفية المناسبة التي نعود اليها عند حدوث اي مشكله مه اطفالنا .
· ان تحديد نمط التربية والاتفاق عليه مع الطرف الاخر يجنب الاطفال الوقوع في مواقف يختلف فيها راي الاب عن الام في موضوع واحد .
· ان تحديد نمط التربية يجعل الاسرة "تخطط" للتربية وتربي ابناءها وفق خطة محددة ، وهذا بالطبع شيء جيد فالتربية العشوائية سلبياتها كثيرة .
· ان تحديد نمط التربية الاسرية من قبل الوالدين يجعلهم يراجعون انفسهم احيانا في طرق تربيتهم لابناءهم لانهم يحصلون على نتائج هذه التربية في سلوكيات اطفالهم مباشرة .

ومهما اختلفت طرق تربية الاطفال في كل بيت فان هناك بشكل عام ثلاث أنماط معروفة من التربية في كل اسرة لديها أطفال . سوف نتعرف على هذه الأنماط ومن ثم سوف ندرس أثر كل نمط من التربية على سلوك الابناء وعلى شخصياتهم المستقبلية و وأخيرا سوف نتوصل معا الى النمط المفضل في التربية حسب ايجابيات كل نمط وسلبياته .

أنماط التربية الأسرية :

أولا : النمط المتسلط :
في هذه الاسرة كل شيء وأي شيء يسير حسب قوانين محكمة لا مجال للتراجع فيها أو مناقشتها من قبل الأبناء ، وواضع هذه القوانين هو عادة الولدين والأبناء هم من يطلب منهم تطبيق هذه القوانين بحرفيتها دون الالتفات الى رأيهم أو ظروفهم الخاصة أو اي عامل آخر مادام الوالدين لا يشعرون بأهميته .
يطلب الآباء في هذه الاسر من ابناءهم " الطاعة العمياء" ويتوقعون منهم دائما تنفيذ الاوامر دون مناقشة ، وهذا يعني انه اي "مخالفة" لهذا الاتفاق غير المعلن بين الابوين وابناءهم قد يؤدي الى العقاب .
تستخدم هذه الاسر العقاب اكثر كثيرا من الثواب ، وحتى أنواع العقاب المستخدمة تكون قاسية وتميل للعنف .
يشعر الابناء في هذه الاسر أن آراءهم لا قيمة لها أبدا ويكبرون معتقدين أن واجبهم في هذه الحياة هو " الطاعة " لآباءهم في البداية ، ومن ثمّ لكل "صاحب سلطة" في المستقبل .
والاسر التي تطبق هذا النمط في التربية مع الابناء تزرع لدى أطفالها مواصفات معينه في شخصياتهم ، هل يمكنكم استنتاجها؟؟؟

* هذه بعض مواصفات الأبناء الذين ينمون في اسر تستخدم السلطة والشدة المبالغ فيها :
_ ضعيفو الشخصية فاقدي الثقة بأنفسهم ( لأنهم لم يعطوا في طفولتهم فرصا لتعلم الامور ، لقد كانوا دوما مشغولين في تنفيذ الأوامر ! )
– كثيرو التردد في اتخاذ اي قرار خوفا من العقاب ، (حتى لو لم يكن هناك عقاب واضح عندما يكبرون لكنهم يشعرون في قرارة انفسهم ان هناك من يراقبهم !)

_ قد يتميزون بالعدوانية والعنف كأحد ردود الافعال العكسية الناتجة من الضغط المبالغ عليه في طفولتهم ( أثبتت دراسة أجريت على مجموعة من المسجونين أن معظمهم قد تربى في عائلات شديدة التسلط في التربية )

ثانيا : النمط المتساهل :
هذه الاسر تطبق نمطا معاكسا تماما في التربية للنمط الأول ، فنجدها تبالغ في التساهل مع جميع ما يرتكبه الابناء من الاخطاء ، وكل شيء مسموح به في هذه الاسر والقوانين نادرة جدا ان لم تكن منعدمة .
يؤمن الآباء في هذه الاسر ان الأطفال هم كائنات بريئة جدا لا يمكن أن ترتكب خطا ما ، ويعتقدون بقوة ان العقاب مهما كان خفيفا يمكن ان يسبب ضررا للابناء لذلك فهم يستبعدونه تماما في البيت .
الآباء الذين يطبقون هذا النمط من التربية ضعفاء جدا أمام أبناءهم ، يلبون لهم كل طلباتهم مهما كان مبالغا فيها .(مثلا ممكن ان يخرج احدهم في منتصف الليل من اجل شراء "همبرجر" لابنه الصغير لانه يبكي ويطلب همبرجر !!)
مثل هؤلاء الآباء يفضلون تقديم خدماتهم لأبناءهم في أداء أي عمل مهما كان سهلا ، فأطفالهم مدللون لا يقومون حتى بلبس جواربهم بأنفسهم !
يشعر الابناء في هذه الاسر انهم سادة متوجون فلا يكلفون أنفسهم عناء االقيام بأي عمل ، ويتوقعون دائما أن يكون هناك من يقوم به بدلا منهم .

تلاحظون ان نمط التربية هذا يختلف جذريا عن النمط المتسلط ، ومع ذلك فإن هناك نواحي سلبية تظهر في شخصية الابناء مستقبلا نتيجة لهذه التربية ، هذه بعضها :

* ضعف في شخصية الأطفال وضعف كبير في الثقة بالنفس ( والسبب مختلف هنا ، وهو ان اطفال هذه الاسر لم يجربوا القيام بأي شيء في الحياة لأنه كان هناك دائما من يقوم به عنهم ، اذن هم لا يثقون بقدراتهم ابدا )

* يواجهون صعوبات حقيقية في الاحتكاك بالمجتمع والتكيف مع الظروف المختلفة ومشاكل الحياة لانهم كانو يعيشون في بوتقة منفصلة عن هموم الحياة ومشاكلها )
أنانيون لا يتقبلون حاجات الآخرين ]ويريدون ان يحصلو على كل شيء ويستأثرو به كما تعودوا في اسرهم دائما .
* يتوقعون دائما أن يتنازل من اجلهم الآخرين ولا يقبلون ولا يعرفون العطاء ابدا .

* ثالثا : النمط المتوازن :
هذه الاسرة تعرف أن الأطفال لهم حاجات معينه يجب تلبيتها ، ويعرفون ايضا ان البشر يخطئون وان وظيفة الآباء هي مساعدة ابناءهم على علاج هذه الاخطاء .
تتبع هذه الاسر التربية المتوازنة ، وهي حال وسط بين نمطي التربية السابقين ، اذن هناك قوانين وانظمة في هذه الاسر الا انها مرنه ممكن مناقشتها مع الابناء بين الحين والآخر .
الآباء الذين يتبعون هذا النمط من التربية يقبلون أن يخطأ أبناءهم ولكنهم يتوقعون ايضا ان يتعلم الابناء الخطأ والصواب ولا يتساهلون معهم عندما يعيدون الخطأ بل يستخدمون نوعا معقولا ومقبولا من العقاب .
الاطفال الذين " يحالفهم الحظ " أن ينشأو في اسر تستخدم النمط المتوازن في التربية يشعرون بالأمان ، ويعرفون ان هناك قوانين في الاسرة ، ومع ذلك فهم لا يخافون كثيرا من ردود افعال مبالغ بها من قبل اباءهم ..
أبناء هذه الاسر لا يشعرون بالضغط المتواصل من الآباء ( سلبا او ايجابا ) لذلك فهم يجدون مساحة من الحرية للتفاعل مع الحياة واكتساب الخبرة منها .

** والآن : أود ان اوضح لكم الامور التالية :
أولا : الذي اعرفه ان كثير منا لا يتبع اسلوبا محددا من الاساليب السابقة مع ابناءه ، فنحن نقوم غالبا بأنماط مختلفة من التربية ( تسلطية ، متساهلة، متوازن ) مع الابناء خلال تعاملنا اليومي معهم ، وهذا هو ما اريدكم ان تفكروا فيه وتقومو بمراجعته ..
ثانيا :ان عدم " الثبات " في التربية واسلوب التعامل مع الاطفال يؤدي الى عدم وضوح المطلوب القيام به من قبل الاطفال ، فماهو مسموح اليوم قد لا يكون كذلك غدا ، وهذه النقطة التي يجب تجنبها لانها تؤدي الى تشتت الابناء بين ما تريدون وما لا تريدون .

اقترح ان تفكرو في الاساليب الثلاثة وتحددوا واحدا تتبعونه في التربية ، واستنتج مسبقا ما سوف تختارون ، لكني اترك لكم مساحة التعليق .
كما اتمنى ايضا لو ان بعضكم يشركنا في تجارب تعرض لها او احد من المحيطين به والمتعلقة بمثل هذه الانماط في التربية .

تمنياتي بالتوفيق
لاكي لاكي

ما شاء الله، موضوع رائع مثل الجزء الأول، بارك الله فيك…
الحمد لله أعتقد أنني من النوع المتوازن، فلا أنا متسلطة ولا متساهلة، خير الأمور الوسط!
الطفل سيخطئ حتماً، فعقله الصغير لا زال لا يستوعب أكثر أمور الحياة، وإذا عاقبناه في كل مرة بغضب ومن أول مرة، لن يتعلم الصحيح؛ أول مرة نبين له خطأه وكيف كان عليه أن يتصرف، إن تكرر العمل نال عقاباً، ولكن عقاباً معقولاً!!! وبهذا سيتذكر الطفل في المرة القادمة كيف يتصرف. وبتصرفه صح في المرة القادمة سيتعلم التفكير قبل الإقبال على العمل، ولهذا السبب ينمو وهو يفكر قبل أن يقدم، ليكبر قوي الشخصية بعقل مفكر.
بارك الله فيك على هالموضوع القيم
جزاك لله خيرا يا إيمان لردك وتعليقك.
تقبلي تحياتيلاكي
وفيك بارك الله يا براءة وجزاك عني كل الخير…آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.