سفينة الغرور
السلام عليكم
لكل شيء راحلة يركبها ….لينتقل بها من مكان إلى مكان
يسخرها لخدمته ويهيئها لتكون بمثابة دابته…. ينطلق بها نحو فضاءات الانسانية الواسعة..
إنَّ للخير دابته …من حسن المعاملة والتجرد وابتغاء مرضات الله وخدمة الإنسانية..
وللشر دابته …من سوء المعاملة والأذى …
وللعلم دابته ….من بحث واستقراء وتمحيص ونشر…
وللمعرفة رواحلها التي تسلك في دروبها ….. لاتعني المعرفة العلم بمفهومه المجرد فلها خصوصيتها التي تميزها ….المعرفة أن تطلع ولو بقليل من التعقل ….أما العلم فينبغي له التبصر والحكمة ..
ولخدمة الناس …..دابتها وهي التجرد وعدم الطمع بالثناء …رغم استحسانه……
========
إنَّ إنزال الناس منازلهم بالثناء من حسن الخلق …وعدم الإساءة من التعقل
========
مقدمتنا أعلاه توضح بعض المعاني التي تبين معنى الراحلة …
هذه الراحلة يعدها مريدها …. بمساعدة من الناس لتلازم تلك الجوانب والتقائها بالفرد والمجتمع لأنَّ الفرد جزء من ذلك المجتمع يسير معه …….. مع وجود عدم الملازمة في أحيان كثيرة…
أما الغرور ………أعاذنا الله وإياكم من الوقوع فيه ……..فله راحلة من نوع آخر…
وهذه الراحلة أفضل مايطلق عليها لفظ السفينة ….لأنّ ترحالها سيكون في بحر الإنسانية تعوم عليه وتترحل خلاله وتتلاطمها أمواجه ………وماتلبث تلك السفينة … إلا وتغرق….عميقاً عميقاً في غياهب ذلك البحر الغريب ….لسوء انقيادها ولجهل ملاحها بذلك البحر وخفاياه ….
إنَّ راحلة الغرور…….سفينتنا تلك ….لايبنيها غير الفرد وليس للمجتمع أي دور فيها
ترى المغرور ماينكب عن هدم ذاته وتمزيقها بتحطيم كيانه الإنساني وتهشيمه ….ليبني لنفسه راحلته تلك غير مدرك أنّ الناس لن تساعده في بنائها بل على العكس ستعمد إلى تحطيمها ….لأن راحلته تلك هي راحلة القبح ….قبح النفس ومرضها وابتعادها عن منهج الحق وانغماسها في حب الذات ….
إنَّ مرض الغرور ……… لا يشفى منه الشخص إلا برحمة من الله واستعانة على النفس …. تعقبها وقفة متاملة لرحلته وماصنع فيها وخلالها ….
ولتعرف نفسك هل أنت من رحالة تلك السفية ……….أعاذكم الله من ركوبها ….انظر لصنيعك وماتقدم للناس أتعقبه بالمن عليهم أم تعقبه بابتسامة وفرحة بالقلب …
أحبتي في الله
إنَّ من آفات مشوار المعرفة ……..غرور الشخص لعدم فهمه العميق لمشوار المعرفة
هذا المشوار الذي سار عليه الكثيرون ………منهم من أكمله ومنهم من توقف ….ومنهم من وقع في حفره ……حفر الغرور التي يظن من يقع في واحدة منها أنه سيد الموقف وأنه المسيطر على مقدرات الأمور وهو المتحكم وهو المحرك وهو …وهو…وهو……… في حين أنَّ واقع الأمر هو أنَّ ذلك الفرد فريسة قد وقعت في حفرة من حفر خذلان النفس والمجتمع
أحبتنا لانريد الإطالة …….أعاذنا الله وإياكم من ركوب سفينة الغرور وجنبنا الوقوع في حفر مشوار المعرفة……….لكن لابد من وقفة متأملة لحال كل منا وليقيم كل شخص نفسه وليسارع من ركب سفينة الغرور تلك إلى الهروب منها ……..ولايخشى الغرق لأن بحر الإنسانية سيهيء له من يمد له يد المساعدة ليلتقطه ويوصله إلى بر الأمان ويجنبه الوقوع في حفر الغرور تلك بعد مسيره في مشوار المعرفة ………لأنَّ حكمة الله اقتضت أن لايسود إلا الحق ومنهجه -منهج النبوة- ….
أعاذنا الله وإياكم من الغرور والكبر ،،
واللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
::
..
دمتِ بود غاليتي