أرجو منكم شرح قول رسول (ص)
اتق المحارم تكن أعبد الناس
الله يجازيكم خيرا
اختى الكريمة اسمحى لى ان اكمل الحديث
عن ابي هريرة رضى الله عنه ان ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قال: (من يأخذ مني هذه الكلمات فيعمل بهن او يعلم من يعمل بهن؟)
فقال ابو هريرة قلت : انا يا رسول الله ، فأخذ بيدي وعد خمسا قال: (اتق المحارم تكن اعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس واحسن الى جارك تكن مؤمنا ، واحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ولا تكثر الضحك ، فان كثرة الضحك تميت القلب ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (صحيح سنن الترمذي).
والله انها كلمات غالية ومنهج للحياة ما أعظمه من منهج ، صادر عن خير خلق الله اجمعين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هذه الوصايا الجامعة لو وقف عندها المسلم وتدبر معانيها لاصبح في هذه الحياة آمنا مطمئنا .
الوصية الاولى (اتق المحارم تكن أعبد الناس) :-
أي ابتعد عن انتهاك حرمات الله تعالى لان من ينتهك حرمات الله يبطل عمله وجاء في هذا المعنى حديث نبوي شريف يحذر فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم من انتهاك الحرمات .
فعن ثوبان رضى الله عنه عن ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ قال: (لاعلمن اقواما من امتى يأتون يوم القيامة بأعمال امثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا . قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا علنا لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال : ( أما انهم اخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما يأخذون ولكنهم قوم اذا خلو بمحارم الله انتهكوها).
واعلم اخى المسلم ان انتهاك محارم الله سبب كل بلاء فما نزل بلاء الا بذنب ، قال ابو الدرداء رضى الله عنه (ليحذر امرؤ ان تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر ثم قال (ان العبد يخلو بمعاصي الله فيلقى الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر).
وقال الله تعالى : (وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفوعن كثير) (سورة الشورى 30) .
اخى المسلم : ان كثيرا من الناس في زماننا هذا يعزون المصائب التي تصيبهم الى اسباب مادية خالصة ، ولكن هذا ناشئ عن قصور فى الفهم وعن غفلة وعدم تدبر لكتاب الله تعالى ، فليعلم كل مسلم ومسلمة ان ما نراه اليوم من فساد في الاخلاق او عقوق للوالدين او اي معصية من هذا القبيل كل هذا راجع الى بعد الناس عن ربهم ، ولذلك ظهر الفساد وانتشر قال تعالى : (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلمهم يرجعون).
فعلى كل مسلم ان يتقي الله ربه وينظر في امره ويتوب الى الله ويعلم ان اي فتنة تنزل بالمسلم سببها نفسه التي امرته بفعل المعصية ، وليبتعد كل مسلم عن الذنوب صغيرها وكبيرها حتى يوصف او ينطبق عليه حديث ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتق المحارم تكن اعبد الناس).
واعلم اخى المسلم: (ان اعظم الجهاد ان تشتهي فعل المعصية ولكنك تبتعد عنها اتقاء لوجه الله تعالى فهذا يدل على انك يامن جاهدت نفسك بالبعد عن المعصية اعلم انك انسان مؤمن حقا .
الوصية الثانية : (ارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس) :-
معنى ذلك انه على المسلم ان يعمل بيده ويتوكل على الله بقلبه ويعتقد اعتقاد جازما انه ما نزلت قطرة من السماء وما نبتت زهرة من الارض الا باذن الله . وانه لن تموت نفس حتى تستوفى اجلها ورزقها ، واعلم اخى المسلم : ان ما عند الله لا ينال بمعصيته ، وان هناك صنفا من الناس لايصلحه الا الفقر فإن اغناه الله فسد حاله ومن الناس ومن لا يصلحه الا الغنى فان افقره الله فسد حاله ، قال تعالى: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات) وقال تعالى: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء انه بعباده خبير بصير) .
فالسعيد من رضي بما قسم الله له وصبر لمواقع القضاء خيره وشره .
الوصية الثالثة (احسن جارك تكن مؤمنا ) :-
وحق الجار معروف وتكلم عنه الكثير وسمعنا عنه الكلام الكثير وقد وصى القرآن الكريم كثيرا بحقوق الجار ، ونحن لا ينقصنا الا التطبيق واعلم ان ايذاء الجار من اسباب دخول النار فعن ابى هريرة رضى الله عنه قال: (قال رجل يا رسول الله ان فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها قال: هى في النار قال يا رسول الله فان فلانه يذكر من قلة صيامها وصلاتها ، وانها تتصدق بالاثوار من الاقط ولا تؤذي جيرانها قال هى في الجنة) .
قال الامام الغزالي رحمه الله في كتاب احياء علوم الدين (وجملة حق الجار ان يبدأه بالسلام ولا يطيل معه الكلام ويعوده في المرض ويعزيه في المصيبه ويقوم عنه في العزاء ويهنئه في الفرح ويصفح عن ذلاته ولا يتطلع الى عوراته ولا يضايقه في الوضع الجذع على جداره ولا يضيق طريقه الى الدار ولا يتبعه النظر فيما يحمله الى داره الى غير ذلك من الحقوق والواجبات الكثيرة ) .
الوصية الرابعة: (واحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما) :-
فالاسلام يحث المسلمين ان يتعانوا فيما بينهم ويتحابوا ويترابطوا ثم ينشروا الحب فيما بينهم عند ذلك ينطبق علينا فعلا اننا مسلمون والحمد لله وفي الصحيحين قال رسول صلى الله عليه وسلم :
(لا يؤمن احد كم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه) ، فمن حق اخيك عليك ان تكره مضرته وتبادر الى دفعها ، فان مسه ما يتأذى به شاركته الالم اما ان تكون ميت العاطفة ، قليل الاهتمام لان المصيبة وقعت بعيدا عنك فالامر لا يعنيك فهذا شيء مؤسف . ومن حق الاخوة يا اخى المسلم: ان يشعر المسلم بان اخوانه ظهير له في السراء والضراء ، ويجب علينا التناصر فيما بيننا على الحق والبعد عن الظلم بكل اشكاله وقد هان المسلمون افرادا ، وهانوا امما يوم وهت اواصر الاخوة الايمانية بينهم ، ان هذا التخاذل جر على المسلمين الذلة والعار .
الوصية الخامسة (لا تكثر الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب) :-
هناك فرق كبير بين طلاقة الوجه وعبوسه ، وهناك فرق كبير بين الضحك وبين الاكثار منه ، فالضحك لذاته ليس مذموما ، انما الاكثار منه هو ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فلقد كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يضحكون وكان الايمان في قلوبهم اثبت من الجبال الرواسي .
وعن عبد الله بن الحارث رضى الله عنه قال : (ما رأيت احدا اكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل ابن عمر هل كان اصحاب رسول الله يضحكون قال نعم الايمان في قلوبهم اعظم من الجبل).
وقد حذرـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ من الضحك المذموم الذى يتفكه الانسان فيه باعراض الناس او يسخر منهم ـ قال رسول الله صلى عليه وسلم ـ (ويل لمن يحدثك فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له) من كل ما سبق نوصى كل مسلم بان يعمل بهذا الهدي النبوي الشريف فهذه وصية لو فكر فيها كل مسلم بامعان لرأى انها جامعة لكل صفات الخير ومانعة من كل شر ، فعلى كل مسلم ومسلمة ان يتقى المحارم ليكون اعبد الناس ويرضى بما قسم الله له ليكون اغنى الناس والاحسان الى الجار ونحب للمسلمين ما نحبه لانفسنا ونبتعد عن الاكثار من الضحك وندعو الله ان يجعلنا ممن يقولون فيعملون ويعملون فيخلصون ويخلصون فيقبلون اللهم آمين .
والسلام عليكم ورحمة الله
الله يجازيك ألف خير و الله يجعله في ميزان حسناتك .
مهما قلت لن أوافيك حقك .
شكرا
كلنا اخوة فى الله
واذا اردت اى شئ اخر ابلغينى
والسلام عليكم