تخطى إلى المحتوى

دورة:"كيفية الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته"[الدرس الثاني] 2024.

  • بواسطة

لاكي

لاكي
لاكي

قال تعالى: [يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات والله خبير بما تعملون]
لاكي
[الدرس الثاني]
من كتاب:
إتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـات

س194: ما منهج أهل السنة في معاني الصفات وكيفياتها ؟ ولماذا ؟
ج194: أقول : اعلم – رحمك الله تعالى – أن نصوص الصفات لنا فيها نظران : نظر من ناحية معانيها ، ونظر من ناحية كيفياتها .
فأما باعتبار معانيها : فإننا نعلم معانيها ولا نجهلها، لأن هذه النصوص نزلت باللسان العربي المبين ولأن الله تعالى أمرنا بتدبر كتابه وغالبه آيات الصفات ، فكيف يأمرنا بتدبر ما لا يفقه معناه ؟ فلما أمرنا بتدبر ذلك علمنا جزمًا أنه مما يمكن تدبره وتفهمه وتعقله ، وهذا يقضي علينا أن نحمل معاني نصوص الصفات على ما تقرر من المعاني في لساننا العربي ،وبه يتضح أن السلف يعلمون معاني الصفات ، فيقولون مثلاً : الوجه معناه ما تحصل به المواجهة ، والسمع إدراك المسموعات ، والبصر رؤية الأشياء…وغير ذلك من الصفات..، فهذا من ناحية المعنى اللغوي لا إشكال فيه ، بل معناه في غاية الوضوح والبيان .
والجهل بمعانيها هو مذهب المفوضة أهل التجهيل الذين قال عنهم أبو العباس : « إن قولهم من شر أقوال أهل البدع » ا.هـ
وأما باعتبار كيفياتها : فهي التي لا نعلمها ولا سبيل لنا إلى علمها ، وذلك لانعدام طرق العلم بالكيفية ، فإن كيفية الشيء لا تعلم إلا برؤيته نفسه ، أو برؤية مماثل له ، أو بإخبار الصادق عن هذه الكيفية ، وكلها منعدمة في حق كيفية صفات الله تعالى ، فإننا لم نره ولن نراه في هذه الدنيا ، ونسأله جل وعلا أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة ، وليس له نظير أو مثيل حتى يستدل به عليه ، ولم يخبرنا [صلى الله عليه وسلم] عن كيفية شيء من صفاته وإنما أخبرنا بالصفة فقط ولم يخبرنا عن كيفية الصفة ، فالواجب هو الوقوف حيث وقف النص لا نتعدى القرآن والحديث ، وإذا أردت أن تحفظ القاعدة في ذلك فهذا نصها : « أهل السنة والجماعة يعلمون معاني الصفات ويجهلون كيفياتها » ، والله أعلم .
فتقول مثلاً : أنا أعلم معنى الوجه وأجهل كيفيته ، وأعلم معنى الاستواء ولكن أجهل كيفيته ، وأعلم معنى اليد وأجهل كيفيتها ، وأعلم معنى النزول وأجهل كيفيته ، وأعلم معنى القدم والرجل والساق وأجهل كيفيتها ، وهكذا والله أعلم .
__________________________________________________ _________
س196: ما منهج أهل السنة والجماعة في الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار ؟ مع توضيح ذلك بالأمثلة ؟
ج196: مذهبهم في ذلك هو إثبات هذه الصفات لله تعالى في حال كونها كمالاً ، ونفيها عنه جل وعلا في حال كونها نقصًا ، وذلك لأنه يعتريها نقص وكمال ، فلا تثبت لله الإثبات المطلق لأنها ليست من قبيل الكمال المطلق ، ولا تنفى عن الله النفي المطلق لأنها ليست من قبيل النقص المطلق ، ولكن تثبت لله تعالى في حالٍ دون حال ، والحال التي نثبتها لله تعالى هي حال كمالها ، والحال التي ننفيها عن الله تعالى هي حال نقصها ، هذا هو الجواب من ناحية التنظير ، وأما الأمثلة فدونك بعضها ، فأقول :
المثال الأول : صفة المكر ، فإنها ليست من الكمال المطلق ولا من النقص المطلق ، بل من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار ، فهي نقص باعتبار الابتداء ، أي المكر ابتداءً بمن لا يستحق أن يمكر به فهذا نقص ؛ لأنه ظلم فينزه الله تعالى عن المكر بهذا الاعتبار لأنه تعالى لا يظلم أحدًا وما ربك بظلام للعبيد ، وأما المكر من باب الجزاء والمقابلة ، أي المكر بمن يمكر فهذا كمال ؛ لأنه دليل على كمال القدرة والعلم والحكمة ، فيوصف الله به حينئذ، أي أن الله تعالى يوصف بالمكر الذي من باب الجزاء والمقابلة لا بالمكر ابتداءً ، ولذلك لا تجدها في القرآن مضافة إلى الله تعالى إلا في الجزاء والمقابلة كقوله تعالى : ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ﴾[آل عمران:54] ، وقال تعالى : ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾[الأنفال:30] ، والله أعلم . وعلى هذا تبنى أيضاً الأمثلة الآتية:
المثال الثاني : الكيد، فنقول : الكيد ابتداءً نقص لا يوصف الله به ، والكيد جزاءً ومقابلة كمال فيوصف الله به ، ولذلك لا تجدها في القرآن مضافة إلى الله تعالى إلا في باب المقابلة كما قال تعالى : ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾[الطارق:15-16]
المثال الثالث : الاستهزاء فتقول : لا يوصف الله بالاستهزاء ابتداءً ويوصف به من باب الجزاء والمقابلة ، ولذلك فإنك لا تجدها في القرآن مضافة إلى الله تعالى إلا من باب الجزاء والمقابلة كما في قوله جل ذكره : ﴿ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿ 14 ﴾ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾[البقرة:14-15] .
المثال الرابع : السخرية ، فهذه الصفة لا يوصف الله بها ابتداءً وإنما يوصف بها من باب الجزاء والمقابلة ، كما قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[التوبة:79] .
المثال الخامس : المخادعة ، فهذه الصفة لا يوصف الله بها ابتداءً وإنما يوصف بها من باب الجزاء والمقابلة ، كما في قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾[النساء:142] .
فهذه بعض الأمثلة، ولكن ننبهك على أمر مهم ، وهو أن هذه الصفات التي تثبت لله في حالٍ دون حال يقال فيها حال إثباتها لله جل وعلا ما يقال في سائر الصفات من إثباتها على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ، الله أعلم .
كذلك النسيان، من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار،وبيان ذلك أن يقال : إن النسيان له في لغة العرب معنيان :

الأول : النسيان بمعنى الغفلة والذهول عن الشيء ، فهذا نقص لا يوصف الله تعالى به ، وهو النسيان المنفي في قوله تعالى : ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾[مريم:64] ، وفي قوله تعالى : ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾[طه:52] ، ومثاله أن يضع الإنسان متاعه في مكان فيغفل عنه ، بل يكون قلمه في يده وهو يبحث عنه ، فهذا نقص والله منزه عن النقص .
الثاني : النسيان بمعنى الترك عن علمٍ وقصدٍ جزاءً ومقابلة للمتروك ، فهذا الترك يقال له في لغة العرب نسيان ، وهو كمال فيوصف الله به، ولذلك لا تجده في القرآن مضافًا إلى الله إلا في الجزاء والمقابلة، كما في قوله تعالى : ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾[التوبة:67] ، وقوله تعالى : ﴿ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ﴾[السجدة :14] ، وقوله تعالى : ﴿ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾[طه:126] ، فالنسيان بمعنى الترك عن علم وعمد جزاءً ومقابلة ، ومنه أيضًا قوله في الحديث : ﴿ فإني أنساك اليوم كما نسيتني ﴾ ، وأما النسيان المنفي عن الله تعالى فإنه الذي بمعنى الغفلة والذهول عن الشيء ، فهذا هو تفصيل منهج أهل السنة في هذه المسألة، والله أعلم .
– كذلك أيضاً صفه العجب:من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار،، وهي تعتبر مثالاً يضاف مع الأمثلة السابقة ، ولكن أفردتها بالذكر ؛ لأن القول فيها يختلف قليلاً ، فأقول :
اعلم – رحمك الله تعالى – أن العجب له سببان :
الأول : عجب يكون سببه خفاء الأسباب ، وهو الذي يقول فيه الناس : إذا عرف السبب بطل العجب ، كفقير لا يملك شيئًا رأينا معه سيارة فارهة غالية الثمن ، فنحن نتعجب لذلك ، وسبب عجبنا هو خفاء السبب لكن علمنا بعد ذلك أن أحدًا تصدق بها عليه أو أنه سرقها أو أنه اشتراها بأقساط يسيرة يستطيع سدادها ، فإننا بذلك يزول عجبنا لأننا علمنا السبب ، فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله تعالى به ؛ لأن مبناه على خفاء السبب ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ومن صفاته العلم الكامل الشامل لكل شيء .
الثاني : عجب يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، أي أن يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من أفرادها عن حكم نظائره ، فيتعجب من هذا الخروج ، مع أن سبب الخروج معلوم ليس بخافٍ ولكن التعجب من عين هذا الخروج ، فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به ، ودليل ذلك قوله تعالى : ﴿ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ﴾[الصافات:12] بضم التاء في قراءة سبعية متواترة ، وقوله – عليه الصلاة والسلام – : ( لقد عجب ربكما بصنيعكما بضيفكما البارحة ) ، ويروى في الحديث : ( يعجب ربك إلى الشاب ليست له صبوة ) ،أي: شهوة، وغير ذلك من الأدلة ، فالعجب المضاف إلى الله تعالى هنا هو العجب الذي يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، وبهذا التفصيل يتضح الجواب ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة ، وهو أعلى وأعلم .

______________________________________________

خلاصة الدرس:

« أهل السنة والجماعة يعلمون معاني الصفات ويجهلون كيفياتها »


فهم يثبتون أن لله تعالى سمع ومعنى السمع: إدراك المسموعات.. أما كيفية سمع الله تعالى فهم يجهلون كيفيته.


كذلك مذهبهم في الصفات التي هي كمال باعتبار المقابلة والجزاء ونقص باعتبار البدء:


هو إثبات هذه الصفات لله تعالى في حال كونها كمالاً ، ونفيها عنه جل وعلا في حال كونها نقصًا .


*****


الأسئلة التطبيقية:

س1: ما العلة في عدم علمنا لكيفية صفات الله تعالى؟
س2: هل يوصف الله تعالى بالعجب ؟ وضحي ذلك..
س3: لماذا أهل السنة والجماعة يثبتون معاني صفات الله تعالى؟

__________________________________________________ _________

جزاك الله خيرا اختي سنا

ولي عودة لحل الاسئله بعد قراءة الدرس مرة يعد ومرة

جزاك الله عنا الف خير
ان شاء الله لي رجعه بالاجابات

اعتذر النت كان عطلان
وكمان حبيبتي عندي اختبار في سورة الأنعام
بس إن شاء الله
أكتب الدرس وجزاكي الله خير

لاكي

على الدرس القيم والاكثر من رائع

الأسئلة التطبيقية:

س1: ما العلة في عدم علمنا لكيفية صفات الله تعالى؟


لانعدام طرق العلم بالكيفية ، فإن كيفية الشيء لا تعلم إلا برؤيته نفسه ، أو برؤية مماثل له ، أو بإخبار الصادق عن هذه الكيفية ، وكلها منعدمة في حق كيفية صفات الله تعالى ، فإننا لم نره ولن نراه في هذه الدنيا ، ونسأله جل وعلا أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة ، وليس له نظير أو مثيل حتى يستدل به عليه ، ولم يخبرنا [صلى الله عليه وسلم] عن كيفية شيء من صفاته وإنما أخبرنا بالصفة فقط ولم يخبرنا عن كيفية الصفة ، فالواجب هو الوقوف حيث وقف النص لا نتعدى القرآن والحديث

س2: هل يوصف الله تعالى بالعجب ؟ وضحي ذلك..


أن العجب له سببان :
الأول : عجب يكون سببه خفاء الأسباب ، وهو الذي يقول فيه الناس : إذا عرف السبب بطل العجب ، كفقير لا يملك شيئًا رأينا معه سيارة فارهة غالية الثمن ، فنحن نتعجب لذلك ، وسبب عجبنا هو خفاء السبب لكن علمنا بعد ذلك أن أحدًا تصدق بها عليه أو أنه سرقها أو أنه اشتراها بأقساط يسيرة يستطيع سدادها ، فإننا بذلك يزول عجبنا لأننا علمنا السبب ، فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله تعالى به ؛ لأن مبناه على خفاء السبب ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ومن صفاته العلم الكامل الشامل لكل شيء .
الثاني : عجب يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، أي أن يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من أفرادها عن حكم نظائره ، فيتعجب من هذا الخروج ، مع أن سبب الخروج معلوم ليس بخافٍ ولكن التعجب من عين هذا الخروج ، فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به ، ودليل ذلك قوله تعالى : ﴿ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ﴾[الصافات:12] بضم التاء في قراءة سبعية متواترة ، وقوله – عليه الصلاة والسلام – : ( لقد عجب ربكما بصنيعكما بضيفكما البارحة ) ، ويروى في الحديث : ( يعجب ربك إلى الشاب ليست له صبوة ) ،أي: شهوة، وغير ذلك من الأدلة ، فالعجب المضاف إلى الله تعالى هنا هو العجب الذي يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، وبهذا التفصيل يتضح الجواب ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة ، وهو أعلى وأعلم .

س3: لماذا أهل السنة والجماعة يثبتون معاني صفات الله تعالى؟


وذلك لأنه يعتريها نقص وكمال ، فلا تثبت لله الإثبات المطلق لأنها ليست من قبيل الكمال المطلق ، ولا تنفى عن الله النفي المطلق لأنها ليست من قبيل النقص المطلق ، ولكن تثبت لله تعالى في حالٍ دون حال ، والحال التي نثبتها لله تعالى هي حال كمالها ، والحال التي ننفيها عن الله تعالى هي حال نقصها

جزاك الله خير اختي .

لاكي كتبت بواسطة المطمئنه لاكي
جزاك الله خيرا اختي سنا

ولي عودة لحل الاسئله بعد قراءة الدرس مرة يعد ومرة

الله يوفقك غاليتي. ويعينك .. بانتظار حلك للأسئلة..

لاكي كتبت بواسطة ام رغوده ** لاكي
جزاك الله عنا الف خير
ان شاء الله لي رجعه بالاجابات

الله يحفظك " أم رغودة".. وبانتظار اجاباتك حبيبتي…

لاكي كتبت بواسطة عتاب قلم لاكي
اعتذر النت كان عطلان
وكمان حبيبتي عندي اختبار في سورة الأنعام
بس إن شاء الله
أكتب الدرس وجزاكي الله خير

الله يعينك "عتاب قلم" ويوفقك.. -وإن شاء الله تكوني فهمتي الدرس .. وباتظار اجاباتك..

لاكي كتبت بواسطة F3F3 لاكي
جزاك الله خير اختي .

أهلا أختي… الله يوفقك..

كتبت بواسطة رغودة الدمشـقية لاكي
لاكي

على الدرس القيم والاكثر من رائع

جزاك الله خيرا حبيبتي..

تعقيب:
الأسئلة التطبيقية:

س1: ما العلة في عدم علمنا لكيفية صفات الله تعالى؟

لانعدام طرق العلم بالكيفية ، فإن كيفية الشيء لا تعلم إلا برؤيته نفسه ، أو برؤية مماثل له ، أو بإخبار الصادق عن هذه الكيفية ، وكلها منعدمة في حق كيفية صفات الله تعالى ، فإننا لم نره ولن نراه في هذه الدنيا ، ونسأله جل وعلا أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة ، وليس له نظير أو مثيل حتى يستدل به عليه ، ولم يخبرنا [صلى الله عليه وسلم] عن كيفية شيء من صفاته وإنما أخبرنا بالصفة فقط ولم يخبرنا عن كيفية الصفة ، فالواجب هو الوقوف حيث وقف النص لا نتعدى القرآن والحديث

تعقيب:
س2: هل يوصف الله تعالى بالعجب ؟ وضحي ذلك..

أن العجب له سببان :
الأول : عجب يكون سببه خفاء الأسباب ، وهو الذي يقول فيه الناس : إذا عرف السبب بطل العجب ، كفقير لا يملك شيئًا رأينا معه سيارة فارهة غالية الثمن ، فنحن نتعجب لذلك ، وسبب عجبنا هو خفاء السبب لكن علمنا بعد ذلك أن أحدًا تصدق بها عليه أو أنه سرقها أو أنه اشتراها بأقساط يسيرة يستطيع سدادها ، فإننا بذلك يزول عجبنا لأننا علمنا السبب ، فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله تعالى به ؛ لأن مبناه على خفاء السبب ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ومن صفاته العلم الكامل الشامل لكل شيء .
الثاني : عجب يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، أي أن يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من أفرادها عن حكم نظائره ، فيتعجب من هذا الخروج ، مع أن سبب الخروج معلوم ليس بخافٍ ولكن التعجب من عين هذا الخروج ، فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به ، ودليل ذلك قوله تعالى : ﴿ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ﴾[الصافات:12] بضم التاء في قراءة سبعية متواترة ، وقوله – عليه الصلاة والسلام – : ( لقد عجب ربكما بصنيعكما بضيفكما البارحة ) ، ويروى في الحديث : ( يعجب ربك إلى الشاب ليست له صبوة ) ،أي: شهوة، وغير ذلك من الأدلة ، فالعجب المضاف إلى الله تعالى هنا هو العجب الذي يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، وبهذا التفصيل يتضح الجواب ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة ، وهو أعلى وأعلم .

بارك الله فيك "رغودة الدمشقية" الله يوفقك ويسدد خطاك..
اجاباتك ممتازة… لاكي
أيضاً أشكرك على اجتهادك.. بمسارعتك.. لحل الأسئلك..

غاليتي رغودة.. ممكن تعيدي نظر لاجابتك لسؤال الأخير؟؟؟

تعقيب:
س3: لماذا أهل السنة والجماعة يثبتون معاني صفات الله تعالى؟

وذلك لأنه يعتريها نقص وكمال ، فلا تثبت لله الإثبات المطلق لأنها ليست من قبيل الكمال المطلق ، ولا تنفى عن الله النفي المطلق لأنها ليست من قبيل النقص المطلق ، ولكن تثبت لله تعالى في حالٍ دون حال ، والحال التي نثبتها لله تعالى هي حال كمالها ، والحال التي ننفيها عن الله تعالى هي حال نقصها

س1: ما العلة في عدم علمنا لكيفية صفات الله تعالى؟

1: ذلك لانعدام طرق العلم بالكيفية ، فإن كيفية الشيء لا تعلم إلا برؤيته نفسه ، أو برؤية مماثل له ، أو بإخبار الصادق عن هذه الكيفية ، وكلها منعدمة في حق كيفية صفات الله تعالى ، فإننا لم نره ولن نراه في هذه الدنيا ، ونسأله جل وعلا أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة ، وليس له نظير أو مثيل حتى يستدل به عليه

س2: هل يوصف الله تعالى بالعجب ؟ وضحي ذلك..

2: من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار
وأن العجب له سببان
الأول : عجب يكون سببه خفاء الأسباب ، وهو الذي يقول فيه الناس إذا عرف السبب بطل العجب ، كفقير لا يملك شيئًا رأينا معه سيارة فارهة غالية الثمن ، فنحن نتعجب لذلك ، وسبب عجبنا هو خفاء السبب لكن علمنا بعد ذلك فإننا بذلك يزول عجبنا لأننا علمنا السبب ، فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله تعالى به ؛ لأن مبناه على خفاء السبب ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ومن صفاته العلم الكامل الشامل لكل شيء .
الثاني : عجب يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، أي أن يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من أفرادها عن حكم نظائره ، فيتعجب من هذا الخروج ، مع أن سبب الخروج معلوم ليس بخافٍ ولكن التعجب من عين هذا الخروج ، فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به

س3: لماذا أهل السنة والجماعة يثبتون معاني صفات الله تعالى؟

ج3: فإننا نعلم معانيها ولا نجهلها، لأن هذه النصوص نزلت باللسان العربي المبين ولأن الله تعالى أمرنا بتدبر كتابه وغالبه آيات الصفات ، فكيف يأمرنا بتدبر ما لا يفقه معناه ؟ فلما أمرنا بتدبر ذلك علمنا جزمًا أنه مما يمكن تدبره وتفهمه وتعقله ، وهذا يقضي علينا أن نحمل معاني نصوص الصفات على ما تقرر من المعاني في لساننا العربي ،وبه يتضح أن السلف يعلمون معاني الصفات ، فيقولون مثلاً : الوجه معناه ما تحصل به المواجهة ، والسمع إدراك المسموعات ، والبصر رؤية الأشياء…وغير ذلك من الصفات..، فهذا من ناحية المعنى اللغوي لا إشكال فيه ، بل معناه في غاية الوضوح والبيان .


شكرا لك اختي العزيزة على ما تقدميه من معلومات هامة جدا لقد فتحتي شهيتي للقراءة والبحث اسال الله ان يفتح لك ابواب الجنة لتلجيها من اي باب شئتي سابدا الاجابة عن الاسئلة واتمنى التوفيق وان اكون فهمت درسي 1 ما العلة في عدم علمنا لكيفية صفات الله تعالى_العلة في عدم علمنا لكيفية صفات الله تعالى هو انعدام طرق العلم بالكيفية وذلك لان معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الذات لان الصفات تختلف باختلاف موصوفاتها و ذات الله عز وجل لا يسال عن كنهها وكيفيتها فكذلك صفاته سبحانه لا يصح السؤال عن كيفياتها و لذلك اثر عن كثير من السلف انهم قالوا عندما سئلوا عن كيفية استواء الله عز وجل =الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة = فلو ان قائلا قال كيف ينزل ربنا الى السماء الدنيا قيل له كيف هو فاذا قال لا اعلم كيفيته قيل له ونحن لا نعلم كيفية نزوله اذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف و هو فرع و تابع له فكيف تطالبنا ببيان كيفية سمع الله و بصره و تكلمه و استواءه ونزوله و انت لا تعلم كيفية ذاته واذا كنت تقر بان الله عز و جل حقيقة ثابته في نفس الامر مستوجبة لصفات الكمال لا يماثلها شئ فسمعه و بصره و كلامه ونزوله و استواءه سبحانه ثابت في نفس الامر وهو متصف بصفات الكمال اللتي لا يشابهه فيها سمع المخلوقين و بصرهم وكلامهم و نزولهم و استواؤهم 2 هل يوصف الله تعالى بالعجب وضحي ذلك يوصف الله تعالى بالعجب اللذي يكون سببه خروج الشئ عن حكم نظائره و للعجب سببان 1 عجب يكون سببه خفاء الاسباب كمثل فقير لا يملك شيئا راينا معه سيارة فنحن نتعجب لذلك و سبب عجبنا هو خفاء السبب لكن علمنا بعد ذلك انه استعارها من صديق فاننا بذلك يزول عجبنا لاننا علمنا السبب فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله تعالى به 2 عجب يكون سببه خروج الشئ عن حكم نظائره ان يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من افرادها عن حكم نظائره فيتعجب من هذا الخروج مع ان سبب الخروج معلوم ليس بخاف ولكن التعجب من عين هذا الخروج و دليل ذلك قوله تعالى =بل عجبت و يسخرون= فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به 3 لماذا اهل السنة والجماعة يثبتون معاني صفات الله تعالى يثبت اهل السنة و الجماعة معاني صفات الله تعالى لانها وردت في القران الكريم و حدثنا عنها صلى الله عليه و سلم وهذا مما لا يستطيع احد انكاره ثم لانهم يعلمون معانيها ولا يجهلونها لان هذه النصوص نزلت باللسان العربي المبين و لان الله تعالى امرنا بتدبر كتابه وغالبه ايات الصفات فلما امرنا بتدبر ذلك علمنا جزما انه يمكن تدبره و تفهمه و تعقله و هذا يقضي علينا ان نحمل معاني نصوص الصفات على ما تقرر من المعاني في لساننا العربي وبه يتضح ان السلف يعلمون معاني الصفات فيقولون مثلا الوجه معناه ما تحصل به المواجهة و السمع ادراك المسموعات و البصر رؤية الاشياء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.