نتابع معكم (اللوحه الثانيه)….
ومازال المسير إلى ربيع الروض الآلهي يستحث العشاق فيهرلون تدفعهم متعة اللقاء ويبهجهم مطلق العطاء فلقد أزالوا حجب الشك عن قلوبهم وأبعدوا عوالق الذنوب عن أرواحهم واستنشقوا أريج الطاعة ملء أرواحهم فقربت المسافه ولاح النور من الطور وانبلج البيان الرباني من بين أسوار المعرفه يخترق قلب الساعي فإذا بالأنس الملكوتي يهيمن على جوانبه وعندها تبتدأ المناجاه ….
(وقد قصـدت إليك بطلبتي وتوجهت إليك بحاجتي وجعلـت بك إستغاثتـي وبدعائك توسلـي مـن غير استحقاق لاستماعك مني ولا استيجاب لعفوك عنـي بل لثقتـي بكرمـك وسكوني إلى صـدق وعدك ولجأي إلـى الإيمان بتوحيدك ويقيني بمعرفتك مني أن لا رب لي غيـرك ولا إله إلا أنت وحـدك لا شريـك لك)..
ومازال الأستعطاف بغزارة الدموع برب غفور وإله رحيم وملك قدير بأن يرحم ضعف إنسان لاحول له ولاقوه…
(أدعوك يارب راهبـا راغبـا راجيـا خائفـا إذا رأيت مولاي ذنوبـي فزعـت وإذا رأيـت كرمك طمعـت فإن عفوت فخير راحم وإن عذبت فغير ظالم)…
وفي تلك المناجاة يظهر الداعي حبه للمحبوب المطلق ويتمنى أن تشمله رحماته المسعفه لترفعه إلى تلمس برد العفو الألهي وتنقذه من ذل الحطيم الجهنمي وفي تلك المناجاه تتحطم الحجب وتتكسر الحدود فيصبح ذلك العبد بعبوديته أمام أنفتاح الرحمه المطلقه فلا حدود للسؤال ولاحدود للعطاء….
نتابع معكم (اللوحه الثالثه)…
بانتظار البقية