وللاسف مع مرور السنين تلو السنين ضاعت من ذاكرة التاريخ المعاصر بعض تلك الشخصيات الهامة المؤثرة ولم يعد يتذكرها إلا القليل
لذلك أردنا أن نلقي عليها الضوء مرة أخرى لتكون قدوة لمن عرفها لعلنا نستعيد بها أمجادنا الضائعة في بحر النسيان
اعتبر الشيخ آق شمس الدين الفاتح المعنوي للقسطنطينية نظرا لتوليه محمد الفاتح بالرعاية التعليمية والتربوية والإعداد القيادي المؤثرفقد أشترك الشيخ آق شمس الدين في التدريس لمحمد الفاتح في مجال العلوم الأساسية في ذلك الزمان وهي القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه والعلوم الإسلامية واللغات (العربية والفارسية والتركية) وكذلك في مجال العلوم العلمية من الرياضيات والفلك والتاريخ والحرب.
وخلال حصار القسطنطينية استطاعت أربع سفن أرسلها البابا لنقل الإمدادات إلى المحاصرين أن تخترق الحصار العثماني وتدخل في الخليج فابتهج البيزنطيون وارتفعت روحهم المعنوية،
وحدث العكس في معسكر المسلمين حتى أن العلماء والأمراء العثمانيون اجتمعوا بالأمير محمد ليقنعوه بالعودة والتخلي عن فتح القسطنطينية،
وأمام هذا الموقف العصيب أرسل السلطان وزيره ولي الدين احمد باشا إلى الشيخ آق شمس في خيمته ليسأله الحل
فأجاب الشيخ “لابد من أن يمن الله بالفتح”.
لكن السلطان لم يقنع بهذا الجواب فأرسل وزيره مرة أخري ليطلب من الشيخ توضيحا عن الفتح
فكتب رسالة لتلميذة السلطان يقول فيها:
" إن حادث أهل تلك السفن قد أحدث في القلوب التكسير والملامة، وأحدث في الكفار الفرح والشماتة، القضية الثابتة هي إن العبد يدبر والله يقدر، والحكم لله ولقد لجأنا إلى الله وتلونا القرآن الكريم".
أحدث هذا الخطاب الموجه أساسا للجيش الراحة والطمأنينة وعلى الفور قرر مجلس الحرب العثماني في 26/27/مايو 1453 م الاستمرار في الحرب لفتح القسطنطينية.
أراد السلطان أن يكون شيخه بجانبه أثناء الهجوم فأرسل إليه يستدعيه لكن الشيخ كان قد طلب ألا يدخل عليه احد الخيمة وبالتالي منع حراس الخيمة رسول السلطان من الدخول، وطلب السلطان الدخول على الشيخ فرفض أيضا
فقد كان الشيخ يصلي ويطيل السجود متضرعا إلى الله وحده العزيز القوي القهار يدعوه كما كان يدعوه رسوله الكريم في غزواته وشدائده ومحنه , ودموعه تنزل متلاحقة، فقد كان يناجي ربه قاضي الحاجات.
إن كان القائد أو الفاتح يحارب بسيفه فى ساحة الوغى , فلا ننسى من يحارب الأعداء بيديه مرفوعة إلى السماء بالدعاء والتضرع وإن من أعظم أسباب النصر هو دعاء العلماء الربانيين ووعظهم وحثهم على الجهاد
فإن وُجد قائد رباني محنك متصل بالله , ومعه علماء الأمة يؤيدوه ويدعون له بالنصر , فقد اتفقت بهما أسباب السعادة , وكان ضامنا بنزول النصر وزيادة .
وعندما أمر محمد الفاتح بإقامة الصلاة في آيا صوفيا أعطي الشيخ آق شمس حق إلقاء خطبة فيها،
وأثناء توزيع الغنائم قام الشيخ خطيبا في الجنود ليشير إلى الجنود بضرورة تعمير المدينة بعد الحرب وحماية ما بها من مؤسسات.
عندما دخل السلطان الفاتح بعد الاستئذان على شيخه عقب الفتح المبين لم يقم الشيخ تحية للسلطان بل ظل مضطجعا ولما انتهت المقابلة لم ينهض أيضا تحية للسلطان ولقد تأثر السلطان الفاتح بهذا الموقف وسأل أحد المقربين في سبب عدم اهتمام الشيخ بتحيته وعدم قيامه له فقال للسلطان “يا مولاي إن الشيخ مرب، وقد خشي عليكم من الغرور بسبب الفتح الكبير”.
كان آق شمس الدين عالما مشهورا في عصره ليس فقط في العلوم الدينية وإنما له بحوثه في علم النبات ومدى مناسبتها للعلاج من الأمراض وبلغت شهرته في ذلك أن صار مثلا بين الناس والمثل يقول “إن النبات ليحدث آق شمس الدين“.
كما كان يعنى أيضا بالأمراض البدنية قدر عنايته بالأمراض الروحية أو ما نطلق عليه اليوم الأمراض النفسية وأشتهر الشيخ في ذلك بلقب “طبيب الأرواح” أي طبيب الأمراض النفسية.
أهتم الشيخ اهتماما خاصا بالأمراض المعدية فقد كانت هذه الأمراض في عصره تتسبب في موت الآلاف وألف في ذلك كتابا بالتركية بعنوان “مادة الحياة” حيث وضع تعريف للميكروب في القرن الخامس عشر الميلادي، وهو أول من فعل ذلك، ولم يكن الميكروسكوب قد ظهر بعد.
ثم وبعد أربعة قرون من حياة الشيخ آق شمس الدين وصل الفرنسي لويس باستير ليقوم بأبحاثه ويصل لنفس النتيجة.
وأهتم كذلك بالسرطان وكتب عنه
ألف الشيخ كتابين في الطب هما مادة الحياة وكتاب الطب وهما باللغة التركية
وللشيخ سبع كتب بالعربية هي :
حل المشكلات – الرسالة النورية – مقالات الأولياء – رسالة في ذكر الله – تلخيص المتائن – رسالة في شرح حاجي بايرام ولي.
سيرة زكية لعالم زكي . أنا ما كنت أعرف عنه شيئا . أشكرك على هذه المعلومات .
لقد ذكرتني سيرته بسيرة سلفنا الصالح .. أولئك العلماء العاملين الذين ترجموا إيمانهم إلى عمل في الميدان والساحات .
أشدما لفت نظري احترام محمد الفاتح له .. ولآرائه وأوامره .. ولا يتم هذا إلا من ثقة بالغة به وبدينه ,, وتقواه ,, وحكمته .
جزاك الله خيرا
للاسف اول مرة اعرف هذا العالم
بارك الله فيك وجزاك الفردوس
موضوع قيم ورائع
رحم الله شيخنا الجليل ورحم أمة غابت عنها القدوة الصالحة
جزاك الله خيرا يا غالية ومع أنني أسمع عنه للمرة الأولى للأسف
ولكن سيرته العطرة كتب الله لها أن تُعرف وتنشر على يديكِ
حرمهما الله على النار وجزاك الله خيراً
وهذا هو الغرض من هذه السلسلة لشخصيات تاهت في ذاكرة النسيان ولم تعد تذكر
كي نتعلم منها ونقتدي بها
أشدما لفت نظري احترام محمد الفاتح له .. ولآرائه وأوامره .. ولا يتم هذا إلا من ثقة بالغة به وبدينه ,, وتقواه ,, وحكمته .
هذا يرجع لان الملوك والحكام كانوا يقدرون رجال الدين والحكمة والعلم
وكان رأي الدين عندهم مقدما على اي رأي او كلام
ولكن للاسف في زماننا هذا ضاعت قيمة العلم والعلماء ورجال الدين
فضاع معهم كل شيء له قيمة واثر طيب واحترام
اسعدني مروركم الرائع وتابعونا في سلسلة شخصيات مغمورة مع الروضة
جزاك الله خيرا غاليتى
ونفع بك
بارك الله فى كل ما تخطة اناملك
بـــــــــارك الله فيكِ عزيزتي على هذا الطرح الجميل
و جزاكِ الله خيراً.
بارك الله فيك يا غاليه