قصيدة للشاعر اللبناني أمين تقي الدين أحد شعراء العصر الحديث والذي ولد عام 1884م وهو من أهل بعقلين بلبنان درس المحاماة وعمل بها، اشترك مع أنطون الجميل في إنشاء مجلة الزهور في مصر، وترجم عن الفرنسية " الأسرار الدامية" لجول دي كاستين كما قدم العديد من القصائد الشعرية المميزة، توفى عام 1937م .
يـا نـصـيرَ الشعوب أدرِكْ iiبلادي
عَـبـثـاً تُـطلِقُ العبادَ من iiالأسر
وتُـبـقـي في الأسر بعضَ iiالعبادِ
إنَّ شـعـبـاً تـريـدُه iiلـحـياةٍ
غـيـرُ شـعـبٍ يَحيا iiبالاستعبادِ
الـمـبـادِي الـتي وَضَعْتَ أساساً
لـحـيـاةِ الـشعوب نِعم المبادي
سـعَـروها حَرباً ضروساَ iiفشبَّت
تـتـلـظّـى كـالـنارِ ذاتِ iiاتّقادِ
فـي رؤوسِ الـجبال يوماَ iiوتحتَ
الأرضِ طَـوراً وتـارةً في iiالوهادِ
وهـي فـوقَ الـمياه حيناً iiوتحتَ
الـمـاء آنـاً وفوق متنِ iiالغوادي
فـإذا الـجـوُّ قـاتـمٌ وإذا iiالـبَرًّ
عـبـوسٌ والـبـحـرُ في iiإزبادِ
أمـم تـرتـمـي على أممِ أُخرى
وجـنـدٌ يـمـشـي إلـى iiأجنادِ
كـمـن الـمـوتُ للنفوس iiفأيّان
تـردَّهُ تـجـدْهُ iiبـالـمـرصـادِ
فـي فِرِند الحسامِ أو في فمِ iiالمدفع
فـوق الـربـى وبـطـن iiالوادي
تحت جنح الدّجى وفي وضَح الصبح
وحــيــن الإبـراق iiوالإرعـادِ
قـيـل هـذا يـومُ الشعوب iiفلمَّا
شَـمَـل الأرضَ قـيلَ يوم iiالمعادِ
زعـمـوها حَرْباً يُصان بها iiالحقُّ
وأَخـفَـوا حـقـيـقـةً في الفؤادِ
فـإذا شـئـتَ فـهي حربُ iiدفاعٍ
جَـرَّهُ خـرقُ حـرمـةٍ أو iiحـيادِ
وإذا شـئـت فـهـي حربُ iiبقاءٍ
وإذا شـئـتَ فـهي حربُ iiاقتصادِ
سـمّـها ما تشاء ليست كما iiأَعلم
إِلاّ مــطــامــعَ iiالأسـيـادِ
قـوةٌ تـسـتـبـيـحُ ضُعفاً وفردٌ
مـسـتـرِقٌّ شـعـباً iiبالاستبدادِ
ثـم قـالـوا حقُّ الضعيف iiوقالوا
بَــعـدَ هـذا حـرّيَّـةُ الأفـرادِ
هـكـذا تُنَثر الزهور على iiالنعشِ
لـتُـخـفِـي مـا تحتَهُ مِن iiفَسادِ
إيـه غـليومُ لا تموّه على iiالناسِ
الـمـعـانِـي فـأنـت بالشرّ iiبادِ
عـزّةُ الـمـلـك لا تـكون iiلِجانٍ
هــو أَولَـى بِـذِلَّـةِ الإبـعـادِ
قـد تُـدان الـنـفوسُ ذات iiشعورٍ
لا تـدان الـنـفسُ التي من iiجَمَادِ
آذِنـي بـالـسـلام أيّتُها iiالأرضُ
فـقـد طـال عـهـدُنـا iiبالجِلادِ
آذِنـي بـالـصـبـاحِ يَطْلُعْ علينا
قـد سـئـمـنا واللهِ لونَ iiالسوادِ
ولِـقـيـنـا من الدواهِي iiالدواهي
وأصـبـنـا من العوادي iiالعوادي
مـرضٌ فـاتـكٌ وجـوعٌ iiوعُريٌ
وتَـمَـادي تـعـسُّـفٍ iiواضطهادِ
عـبـثَ الـمـوت بـالنفوسِ كما
يَـعـبَـثُ بـالزَّرْعِ مِنجلُ iiالحصَّادِ
كـلُّ هـذي الـشرورِ إنْ هي iiإلاّ
فَـتَـكـات الأحـقـادِ iiبـالأحقادِ
أيـهـا الـعـالَـم الـجديد iiأماناً
قـد تـمـادى الـقديمُ في iiالإفسادِ
خـذ بـحَـدّ الحُسامِ مَن لا iiيبالي
حـيـن يُـدعى بالنصح iiوالإرشادِ
ضَـعْ لهذي الحروبِ حَدّاً ولو iiأيَّدَتْه
لــلــورى بـبـيـضٍ iiحـدادِ
يُـدفَـع الـشر بالشرورِ iiاضطراراُ
رُبًّ صـلـحٍ مـن الوغى iiمستفادِ
سُـنَّـةُ الـنـاس في الحياة iiمعادٌ
جـشَـمـتـه الـعداءَ شَرَّهُ iiعادِ
يـا نـصـيرَا لشعوب إن iiالأماني
سـبُـلُ الـبـائـسـينَ iiللإسعادِ
نـحـن قـومٌ وأنـت أدرى iiبقومٍِ
نـاشـطٍ لـلـحـياة سَهلِ iiالمقادِ
قـد ركبنا البحارَ نسعى إلى iiالمجد
أُبـاة الـخـمـولِ أَهـلَ iiاجـتهادِ
ونـحـتـنـا الجبالَ نحتاً iiفصارتْ
مـنـبتَ العُشب واقتحمنا iiالبوادي
وانـتجعنا الأمصارَ مِصراً iiفمصراً
نـقـنِـصُ القواتُ من فم iiالآسادِ
عَـمْـركَ الله لا تـضـيّق iiعلينا
بَـعْـدَ هـذا فالعيشُ عيشُ iiجهادِ
وردَ الـقـومُ كـلَّ صافٍ iiوأَصبحنا
عـلـى الـرَّغـم مَـنهَلَ iiالورّادِ
أَمِـنَ الـنـاسُ في الحياةِ iiضلالاً
يـومَ قـالـوا أنتَ الرسول الهادي
واتّـقَـوا بـاسـمك احتكامَ iiقويٍّ
بـضـعـيـفٍ وضِـلّـة بـرشادِ
وخـنـوع الـمجموع للفرد iiقسراً
وبـقـاءَ الأطـواق فـي الأَجـيادِ
كـان شَـدُّ الوثاق في عُنُقِ iiالناس
مـفـيـداً فـصـار فـكّ iiالـقياد
هـذه الحربُ لا تقصّرْ على iiالناس
مـداهـا إن لـم تـفـز iiبالمرادِ
أتـفـكُّ الـقـيود عن أُمَمِ الغرب
وتُـبـقِـي الـشرقيّ في الأصفادِ
أنـا فـي ظـلّلك المقدّس iiأَدعوكَ
وعـهـدي نـاديـك كـرمُ iiنـادِ
أمّـتـي أُمّـتـي ونـفسيَ iiنفسي
فـحـيـاتـي لأمـتـي iiوبـلادي
إن دعـوتُ الـبـيـانَ لَبَّى بياني
أو دعـوت الـوفـا فـهذا iiفؤادي
عـلـى الـرَّغـم مَـنهَلَ iiالورّادِ
أَمِـنَ الـنـاسُ في الحياةِ iiضلالاً
يـومَ قـالـوا أنتَ الرسول الهادي
واتّـقَـوا بـاسـمك احتكامَ iiقويٍّ
بـضـعـيـفٍ وضِـلّـة بـرشادِ
أعجبتنى هذه الأبيات كثيراً
أشكر لكِ تعريفنا بهذا الشاعر
وفيها افاده ومعلومات
بارك الله فيكى وجزاكى الله خيرا