تخطى إلى المحتوى

سنن الفطرة [ من بحر النبوة ننهل الآداب ، ونقطف الثمار اليانعة ]انتقاء موفق 2024.

لاكي


لاكي

لقد سبق الإسلام أدعياء المدنيّة الحديثة، حين دعا إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية، وتحرّي إماطة الأذى عن الجسد، واستحقّ بذلك أن يكون هذا الدين نموذجاً فريداً للفطرة والطهر والنظافة، وتعهّد الإنسان المسلم لسنن الفطرة التي نحن بصدد الحديث عنها، كفيل بوقاية جسمه من الكثير من أمراض العصر الحديث، التي تكلّف ميزانيات وزارات الصحة في الغرب مبالغ طائلة لعلاجها وحلّ ما يترتب عليها من مشكلات، ندر أن تَظهر في أفراد المجتمع المسلم، حينما انقاد إلى تعليمات رسوله الكريم وهو ينادي بتطبيق سنن الفطرة

عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء)

يقول الراوي: ونسيتُ العاشرة، إلا أن تكون المضمضة،زاد قتيبة : قال وكيع : انتقاص الماء يعني الاستنجاء . الراوي: عائشة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 261
خلاصة حكم المحدث: صحيح

رواه مسلم وابن خزيمة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط)
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5891
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، متفق عليه

الفطرة هي شعور يميل الإنسان إليه بطبعه، وذوقه السليم، قال أبو شامة: «الفطرة في الخلقة مبتدئة، أي أن هذه الأشياء، إذا فُعلتْ اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها، واستحبّها لهم ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها»

وقد فسّر كثير من العلماء الفطرة بأنها السنة، أي الطريقة التي جاء بها الأنبياء، والتي أمر خاتمهم عليه الصلاة والسلام باقتدائها، قال البيضاوي: «الفطرة المرادة هنا، هي السنّة القديمة التي اختارها الأنبياء واتفقتْ عليها الشرائع، وكأنّها أمر جبلّي فطروا عليه». والإسلام دين الفطرة، وما تعاليمه ووصاياه إلا مما يمتّ إلى الفطرة بعظيم الصلة ووثيقها، وقد خصّ حديثنا هذا، مجموعة من السنن والتعاليم، سمّاها بسنن الفطرة، لارتباطها الوثيق ببدن الإنسان، ووظائفه الحياتية، ولأهميّة سنن الفطرة تلك، فإننا سنتطرّق إلى ذكر كل سنّة منها على حدة من وجهة نظر طبية صرفة

لاكي


قص الشارب

مما ورد من أحاديث شريفة حول قص الشارب: حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحفّوا الشارب وأعفوا اللحى)

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني – المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 5241
خلاصة حكم المحدث: صحيح، رواه البخاري

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جزّوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس)

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 260
خلاصة حكم المحدث: صحيح،متفق عليه

قال النووي: وأما قص الشارب، فسنّة أيضاً، وأما حدّ ما يقصّه فالمختار أنه يقصّ حتى يبدو طرف الشفة

وإذا درسنا الأمر عن كثب من الناحية الطبية، نرى من المثبَت أنه إذا طال شعر الشارب تلوّث بما يدخل الفمَ من الطعام والشراب، وسبب ذلك إحاطة هذا الشعر بفتحة الفم، وهذا يجعل تلامس جزيئات الأكل لحواف الشعر أمراً محتماً، وكان ذلك سبباً في نقل الجراثيم ودخولها إلى تجويف الفم. ونزيد في الشرح فنقول إنّ أعداداً هائلة من الجراثيم تستقر في خلايا شعر الشارب الطويل، وسيؤول مصيرها حتماً إلى دخولها الفمَ أثناء تناول الطعام، ويحدّ من ذلك سنة حفّ الشارب التي تمنع تماس الطعام بالشعر

ويهدف الإسلام في ذلك أيضاً إلى أن يظهر المسلم بمظهر التواضع ولين الجانب، خلافاً لما يخلّفه الشارب إن طال من مظهر الكبر والخشونة الذي أمر الإسلام بالابتعاد عنه

لاكي

إعفاء اللحية

كان من عادة الفرس وبعض الأمم السابقة قص اللحية، فنهى الشارع الحكيم عن ذلك، لكي لا نتشبّه بهم، وحتى تكون أمة الإسلام شامة مميّزة عن غيرها من الأمم

يتعرّض الرجل بسبب عمله خارج المنزل إلى أشعة الشمس المباشرة وإلى تيارات الرياح الباردة والحارة، وهذا يؤثّر سلباً في ألياف الجلد والكولاجين الموجودة في جلد الوجه، ويؤدّي تخرّب تلك الألياف إلى ظهور التجاعيد بصورة باكرة، ويأتي هنا دور اللحية في صدّ هجوم أشعة الشمس المباشرة، والتخفيف من تأثير تلك الرياح في جلد الوجه

ومن الملاحظات الأخرى ما أثبته الطب الحديث من وجود علاقة مباشرة بين تأثير أشعة الشمس المباشر وظهور سرطان الجلد، ولا شك أن شعر اللحية هنا يساهم بوضوح في وقاية الجلد من تأثيرات ضارة كتلك

ومن مضار حلق اللحية الأخرى: مرور آلة الحلاقة الحادة فوق جلد الذقن والخدين، وهذا يضرّ عموماً بصحة جلد الوجه، ويؤدّي إلى تهّيجه وتخرّب أنسجته السطحية، وقد تظهر فيه الجروح الصغيرة نتيجة الاحتكاك مع آلة الحلاقة

وبمتابعة عملية الحلاقة الميكانيكية، نلاحظ تآكل الطبقة الخارجية السطحية للجلد، وهذه الطبقة تمثّل خط دفاع هام ضد الجراثيم، وبذلك تصبح الطبقات الأعمق مكشوفة وعرضة للعدوى بالجراثيم والفيروسات والفطريات، ولهذا فإنّ حلاقة شعر اللحية يؤدّي إلى فتح منافذ العدوى الجلدية، وفقد خط مناعة هام أوجده الله تعالى لنا في أجسامنا، وهو طبقة الجلد السليم. أخيراً، فإنّ شعر اللحية يساهم في تدفئة الوجه في فصل الشتاء، وهذا عامل يساهم في حماية العصب الوجهي من التعرّض المباشر للتيارات الباردة، وبالتالي وقايته من حدوث شلل العصب الوجهي

لاكي


السواك

ساك الشيءَ سَوكاً أي دلكه، ومنه ساك فمَه بالعُود يسُوكه، واسم العود: المِسواك، وله أن يذكّر أو يؤنّث

(السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)
الراوي: عائشة
المحدث: المنذري
المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 1/133
خلاصة حكم المحدث: صحيح

يصنع السواك من جذور شجرة الأراك ، وهي شجرة عجيبة تستطيع النمو في السبخات المالحة ويمكن ريّها بماء البحر

للسواك دور علمي مثبت في تطهير الأسنان واللثة، وبإمكانه أن يقوم مقام فرشاة الأسنان والمعجون معاً، وأليافه دقيقة تناسب عمليّة تنظيف الأسنان، وفيه مواد مطهرة وحوامض ومواد عطرية، وأملاح معدنية، ومواد صمغية، وهذه كلها تدخل في تركيب معاجين الأسنان الصناعية

يقول ابن القيم: (وفي السواك عدة منافع، يطيّب الفم ويشدّ اللثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب الحفر، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهّل مجاري الكلام، وينشّط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات، ويجلي الأسنان، ويطلق اللسان، ويطيب النكهة، وينقّي الدماغ)

واستعمال السواك المتكرر، وبخاصة عند كل صلاة، كما هي السنّة، وقاية حاسمة من تسوّس الأسنان، وتنظيف مستمر وإبادة باكرة للمستعمرات الجرثومية التي تتكوّن وتنمو بسرعة مذهلة، وتعشّش بين ثنايا الأسنان

تشير دراسات غربية، تميّز السواك بنسب مرتفعة من مادة الثيوسيانات، وهي مادة ذات تأثير مضاد للنخور السنية، كما أنّ استعماله المنتظم يحرّض عملية إفراز اللعاب من قبل الغدد اللعابية الموجودة في الفم، وهذا عامل هام في صيانة صحة الفم والتخفيف من حدة ما يَظهر فيه من الأمراض

وثمة دراسات أخرى أثبتتْ جدوى استعمال السواك في علاج التهابات الحنجرة والوقاية منها، وما له من تأثير مهدئ للأعصاب، كما أشارتْ دراسة علمية باكستانية أنّ للسواك تأثيراً مضاداً لما قد يصيب الفم من أنواع داء السرطان المختلفة

لاكي

المضمضة

تخلّص المضمضة تجويفَ الفم من الأعداد الهائلة من الكائنات الحية المجهرية التي تتراكم فيه، ويزداد ذلك الأثر المرجو بالدلك الخفيف للثة والأسنان باستخدام أصابع اليد

يكفي أن نعرف أنّ عدد الجراثيم الموجودة في سائل اللعاب يساوي 100 مليون جرثومة في كل سنتيمتر مربع واحد، كما أنّ هناك أعداداً هائلة أخرى من الطفيليات والفطريات والكائنات الحية المجهرية الأخرى، التي تتغذى على بقايا الطعام الموجودة بين الأسنان، والمضمضة كفيلة بإنقاص تلك الأعداد بصورة ملحوظة، وبخاصة إن تكرر هذا الفعل ثلاث مرات لكل وضوء في الأوقات الخمسة للصلاة في اليوم والليلة

وقد رأينا أثر السواك قبل قليل، وما أعظم الأثر حين يتآزر عمل السواك المطهر مع تأثير المضمضة وإحداثها لعمليتي التنظيف والتطهير المطلوبتين

لاكي


استنشاق الماء

الاستنشاق لغة: طلَبَ التنشّق، وهو جَـذب الماء إلى المنخرين بالنفَس، ويعني وصولَ الماء إلى داخل تجويف الأنف بشهيق خفيف، وضدّه الاستنثار، وهو دفع الماء من الأنف ليُخرج ما فيه

يمكن لنا تشبيه الأنف بمصفاة دقيقة، تعمل في تنقية الهواء الذي يدخل إلى الصدر عبر عملية الشهيق، إذ تعلق الشوائب وذرات الغبار التي يحملها الهواء، بما ينبت في الأنف من الشعر، وتتكوّن بطانة الأنف الداخليّة من نسيج مخاطيّ رطب ولزج، وهو فخّ قويّ تلتصق به الأحياء المجهرية التي تؤذي الجسم إنْ هي دخلتْ فيه، كالطفيليات والجراثيم وغيرها

يعدّ المخاط وما شابهه من مفرزات تتراكم في نسيج الأنف الداخلي، وسطاً نموذجياً لنمو الجراثيم، والأحياء المجهرية الأخرى التي قد تسبّب العديدَ من الأمراض الالتهابية في حال تراكم المخاط وعدم إزالته وتنظيفه، والاستنشاق عامل هام يخفّف تراكم المخاط، وبالتالي فإنه يحدّ من حدوث تلك الالتهابات

ولاستنشاق الماء أيضاً دور هام في إزالة ذرات الغبار، التي قد تعلَق في تجويف الأنف الداخلي، ولهذا دور فاعل في تقليل تفاعلات الحساسية ونوبات الربو والتهابات الجهاز التنفسي العلوي
تتكفّل عملية الاستنشاق أيضاً بترطيب جو الأنف الداخلي، وهذا يعني المحافظة على حيوية الأغشية المخاطية المبطنة لتجويف الأنف، وعلى العكس من ذلك، فإنّ جفاف بيئة الأنف الداخلية، يؤدّي إلى تشقّقها، وهذا يؤدّي بدوره إلى حدوث الألم وظهور التخريش

وجدَ الباحثون أنّه بعد المرة الثالثة للاستنشاق، فإنه لا يوجد نمو ملاحظ للجراثيم، ويصبح جوف الأنف خالياً منها بصورة تامة أو شبه تامة، وسبب ذلك هو الإزاحة الميكانيكية لما يتراكم من الجراثيم أولاً بأول، ويضمن تكرار الحدث مع كل وضوء مزيداً من تناقص أعداد الجراثيم

لاكي


تقليم وقص الأظافر

قلَم أظافره (بفتح اللام): أي قصّ ما طال منها، وقلّمها (بالتشديد) مبالغة في "قلَم"

يزداد تكاثر الجراثيم على ما يطول من الأظافر، وهذا تناسب طردي، فكلّما زاد طول الظفر زاد نمو الجراثيم وتراكمها ضمن نسيجه

ومما شجّع على تقليم الأظافر من الأحاديث الأخرى، قوله عليه الصلاة والسلاملاكي يا أبا هريرة قلم أظفارك فإن الشيطان يقعد على ما طال منها)

المحدث: السبكي (الابن) – المصدر: طبقات الشافعية الكبرى – الصفحة أو الرقم: 6/293
خلاصة حكم المحدث: [لم أجد له إسنادا]

وحديث ( من قلم أظافره يوم الجمعة عافاه الله من الشر كله إلى الجمعة الأخرى)

الراوي: عائشة
المحدث: ابن القيسراني
المصدر: تذكرة الحفاظ – الصفحة أو الرقم: 346
خلاصة حكم المحدث: [فيه] العلاء بن هلال يقلب الأسانيد ويغير الأسماء لا يحتج به بحال

ويزيد الطين بلّة والأمر ضرراً ، ما قد تفعله بعض الفتيات أو السيدات من صبغ للأظافر الطويلة بما يعرف بمادة المناكير، التي قد ثبتَ ضررها لما تحويه من مواد كيميائية مهيجة ومخربة لنسيج الظفر الطبيعي، ويلاحظ من اعتاد وضع مثل هذه المواد، ضعف قوة الظفر وذهاب بريقه الطبيعي، وكثرة تعرضه للكسر
تظهر ما يعرف بالجيوب الظفرية بين الزوائد ونهاية الأنامل تحت نسيج الظفر الطويل، وهي مكان لتجمع الأوساخ والجراثيم ومسبّبات العدوى مثل بيض الطفيليات، وبذلك تكون هذه الأظافر مصدراً للعدوى في الأمراض التي تنقل عن طريق الفم، كالديدان المعوية والزحار والتهاب الأمعاء. وقد يسبّب الظفر الطويل أذيات بسبب نهايته الحادة والمدببة، ويحدث ذلك أثناء حك الجلد أو العين مثلاً

هناك بعض الأمراض التي يكثر حدوثها في الأظافر الطويلة مقارنة مع الأظافر الطبيعية، ومنها: خلخلة الأظافر، وزيادة تسمك الظفر، وهنا يصبح الظفر شديد السماكة مما يعرضه لسهولة الكسر نتيجة أي رض يصاب به، حتى لو كان الرض طفيفاً، ويصاحب ذلك عادة تشوه في شكل الظفر. ومن الأمراض الأخرى المذكورة في هذا المجال: التهاب الأظافر، ومرض تساقط الأظافر، وهنا ينفصل الظفر من سريره، أو ينكسر جزء منه ليتساقط لاحقاً، ويكثر حدوث ذلك في الالتهابات الفطرية التي تنتج عن تكاثر الفطريات تحت الظفر الطويل

لاكي


غسل البراجم

البراجم لغة هي عقد الأصابع في ظهر الكف، ويدخل فيها كذلك مفاصل الأصابع، ويؤدي غسل هذه البراجم المستمر أثناء عملية الوضوء المتكررة، إلى إزالة المستعمرات الجرثومية التي تتّخذ من ثنايا الجلد في هذه الأماكن، كهوفاً لها وأخاديد تنمو خلالها وتتكاثر، ويصل عدد الجراثيم والفطريات التي تعيش بين هذه الثنايا، إلى عدة ملايين لكل سنتيمتر مربع

تتكفّل سنّة غسل البراجم بإنقاص أعداد الكائنات الحية المجهرية بصورة ملحوظة، وبخاصة لو تكرّر الفعل عدة مرات يومياً كما يحدث مع تكرار عملية الوضوء

وممّا أثبته العلم الحديث أيضاً، ما لِيَد الإنسان الملوثة من دور واضح، في نقل ما تحمله من الكائنات الحيّة المجهريّة، نحو الفم والجهاز الهضمي، وإسهامها في ظهور الأوبئة وانتشارها بين الناس، عبر المصافحة والملامسة المباشرة، التي تنقل العدوى بين مريض وآخر، ولا شك أن سنّة عظيمة كغسل البراجم، تكفل في الحد من تلك الظواهر المرضية الخطيرة

لاكي


نتف الإبط

أثبتتْ الدراسات الطبية الحديثة أن نتف شعر الإبط يضعف إفراز الغدد العرقية والدهنية، والاعتياد عليه دون اللجوء إلى حلاقته يضعف الشعر مع مرور الوقت. ومن المعروف لدى أهل الاختصاص أن نمو شعر الإبط يرافقه عند البلوغ نضج الغدد العرقية، وهذه بدورها تفرز مواد ذات رائحة مميزة، وبخاصة إذا تراكمتْ فوقها الأوساخ والغبار، ونتف هذا الشعر يخفّف كثيراً من هذه الرائحة، ويخفّف من الأمراض الجلدية كالسعفة الفطرية والتهاب الغدد العرقية والتهاب الأجربة الشعرية

كما أنّ في حلاقة شعر هذه المنطقة وقاية من نمو الحشرات المتطفلة والقمل ومنعاً لتكاثرها فيه. أثبتَ العلم الحديث أنّ كل سنتيمتر مربع من الجلد الطبيعي تنمو به 100.000 جرثومة، وترتفع هذه النسبة وتصل إلى عشرة ملايين جرثومة، في جلد منطقتي العانة والإبط، ولذلك فإنّ نظافتهما، وإزالة ما ينمو فيهما من شعر، يعدّ تخفيفاً ملحوظاً لنمو الجراثيم والكائنات المجهرية الأخرى

إن عملية نتف شعر الإبط أفضل من حلاقته، لأن النتف يزيل الشعر من جذوره، وهناك أعداد هائلة من الجراثيم والفطريات، التي تتكاثر في ثنايا الجلد وتحت جذور الشعر، وبالتالي فإنّ الحلاقة لا تؤدي إلى إزالة كاملة لتلك الكائنات المجهرية الدقيقة، كما تفعل عملية النتف

لاكي

حلق العانة

يقصد بالعانة: الشعر الذي ينبتُ حول ذكر الرجل وقبل المرأة، وما يلحق به مثل الشعر النابت حول الدبر

تعيش في كل سنتيمتر مربع واحد في منطقة العانة، عشرة ملايين جرثومة، والعانة منطقة كثيرة التعرق والاحتكاك، وإهمال إزالة شعرها يقود إلى تراكم مفرزات العرق والدهون، كما أن تلوّث العانة بالأوساخ يؤدّي إلى صعوبة تنظيف المنطقة، وهذا قد يمنع صحة الصلاة، لأنّه يخلّ بالطهارة، وهي من أهم شروط صحة الصلاة

وحلق شعر العانة وقاية من الأمراض الطفيلية مثل قمل العانة، الذي ينتشر عند غير المسلمين، مؤدّياً إلى ظهور التقرحات والالتهابات الجلدية. تعيش حشرة القمل ، في مناطق الشعر الغزير، كشعر فروة الرأس وشعر الإبط ومنطقة العانة، وتتغذّى بامتصاص الدم من جلد المنطقة المصابة، وتتكاثر بسرعة ملحوظة، وتَظهر بيوض هذه الحشرة في صورة نقط بيضاء مميزة
تسبّب عضة حشرة القمل تفاعلاً التهابياً في الجلد، ويمتاز هذا الالتهاب بحكة شديدة، بسبب ما تفرزه الحشرة من لعاب ومفرزات أخرى ذات تأثير مخرّش، وقد ينتج عن الحكة الشديدة حدوث التهاب موضعي، يمتاز بلون احمر داكن يصبغ الجلد المصاب. وقد يحدث أن تنقل حشرةُ القملة بعضَ الأمراض مثل مرض الحمى الراجعة ، ومرض التيفوس وسبب ذلك حملها للبكتريا المسبّبة للمرض ضمن جهازها الهضمي، ويتمّ نقل الداء هنا من إنسان لآخر عبر انتقال الحشرة

لاكي


انتقاص الماء وغسل الدبُر

يعني انتقاصُ البول بالماء غسلَ الذكَر به، وقيل: هو الانتضاح بالماء، أمّا الاستنجاء فهو إزالة النجْو عن البدن بالغسل والمسح، والنجو هو البول والعَـذِرة

ومن أحاديث انتقاص الماء، قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا ذهب أحدكم إلى الغائط، فليذهب معه بثلاثة أحجار يستطيب بهنّ، فإنّها تجزئ عنه)، وقوله محذراً من إهمال ذلك: (تنزّهوا من البول، فإنّ عامّة عذاب القبر منه)

يكون الاستبراء من البول بانتظار خروجه الكامل، حتى آخر قطرة من المثانة، وهو فعل أكمل للطهارة، وأطيب للرائحة، وأحفظ للثوب، ولمزيد من الاطمئنان، وضمان حدوث المرجوّ من النظافة يكون بالضغط على العضو الذكري، لضمان خروج ما يحتبس به من قطرات البول التي قد تخرج لاحقاً

ويحمِل ما يخرج من السبيلَين من سائل البول وفضلات البراز، أعداداً هائلة من السموم والجراثيم، التي إنْ بقي منها شيء أو أثر في الجسم أو الثوب، سببتْ له الكثير من المضارّ والأمراض، ولهذا شرعتْ الفطرة غسْلَ أماكن الخروج وتنقيتها، ممّا علق بها من ضرر وأذى

ويكفينا في هذا المجال معرفة أنّ الجرام الواحد من البراز، يحمل مئات الملايين من الجراثيم، ولنا بذلك أن نتخيّل ما قد ينتج عن إهمال النظافة الشخصية في تلك المنطقة، من ضرر وأذى بالغَين

وقد أفادتْ الدراسات العلميّة الحديثة، أنّ الحرصَ على نظافة السبيلَين عامل هامّ في وقاية الجسم من حدوث سرطان الأعضاء التناسليّة، ولهذا تقلّ أعداد المصابين بهذا الداء بين صفوف المسلمين، لحرصهم على تقصّي النظافة بانتقاص الماء وغسل الدبر

ويؤدي أيضاً عدم إزالة آثار البول وبقاءه في الأنسجة المجاورة، إلى حدوث مشكلات بوليّة عديدة، فهو وسط ملائم لنموّ الجراثيم وتكاثر الأحياء الدقيقة الأخرى، المسببّة لأمراض الجهاز البولي والتناسلي، كالتهاب المثانة وغدة البروستات والقنوات المنويّة والبربخ والخصية، وقد ينتج عن ذلك ظهور العقم عند الرجال

لاكي

الختان

خَتن الصبيّ خِتاناً: أي قطع قلفته، وهي الجلدة التي تغطّي الحشفة، ويقطعها الخاتن من ذَكر الصبيّ، والختان من محاسن الشرائع والفطرة التي سنّها الله تعالى لعباده، وكمّل بها محاسنهم الظاهرة والباطنة

وقد أثبت الطبّ الحديث، ما للختان من فوائد جليلة، إذ يؤدي العزوف عنه إلى بقاء جِلد القلفة فوق رأس القضيب، وهو مكان قذر يزدهر فيه نمو البكتريا والفطور، ويزيد في ذلك مرور سائل البول، وتظهر حينها ترسبات تظهر في صورة مادة بيضاء، تمتزج خلالها الكائنات الحية الدقيقة، مع المفرزات الدهنية والعَرقية، وما يتساقط من خلايا وأنسجة بصورة دائمة

وكثيراً ما يحدث أن تدخل تلك المواد المؤذية عبر فتحة الإحليل، وتنتشر نحو المثانة والكلى مسبّبة الالتهابات البولية، وقد تصل إلى غدّة البروستات والخصية والبربخ، وربّما سبّب ذلك الالتهابات الجنسيّة، التي تنتهي بالإصابة بالعقم وغيره من المضاعفات

ويعدّ الختانُ أيضاً، عاملَ الوقاية الأكبر من حدوث سرطان القضيب، الذي ينتشر في الدول التي لا تختن مواليدها الذكور، كما هو الحال في الصين مثلاً، وفي ذلك يقول الدكتور "دلنر" وهو أحد المهتمين بأبحاث الختان في معهد الأورام في ستوكهولم، معلّقاً على هذه المسألة: (تقلّل عمليّة الختان التي تجرى على المواليد، من نسبة إصابة القضيب بسرطان الخلايا الحرشفية)

وأيّدتْ ذلك دراسة الدكتور "روبسون"، فقال: (أكثر من ستين ألف حالة أصيبتْ بسرطان القضيب في أمريكا، ومن المدهش حقاً أنّ عشرة أشخاص فقط من هؤلاء كانوا مختونين)

وجاءتْ نتائج دراسات أخرى، فأوضحتْ قلّة حالات سرطان غدّة البروستات، وسرطان الخصية والبربخ، لدى ذكور المسلمين، نتيجة التزامهم بعملية الختان، ولبعدهم عن ارتكاب المحرّمات كالشذوذ الجنسيّ والزنى

ومن الملاحَظ أيضاً كثرة الإصابة بالتهابات المجاري البوليّة، لدى غير المختونين، وتنصّ أبحاث أجريتْ على نصف مليون طفل أمريكي، على أنّ نسبة الالتهابات هذه، وصلتْ إلى ثلاثة وتسعين ضعفاً عند غير المختونين، وتنصّ دراسة أخرى على أنّ الختان في أمريكا، يمنع حدوث عشرين ألف حالة من داء التهاب الكلية عند الأطفال سنويّاً

وتنتشر الأمراض الجنسيّة بصورة أوضح، بين صفوف غير المختونين، مثل داء الهربس والزهري والالتهابات الفطريّة والسيلان والثؤلول الجنسي وداء نقص المناعة المعروف بالإيدز، وقد جاءت نتائج أكثر من ستين دراسة علميّة لتثبت صحة ذلك

وفي دراسة للدكتور "وليم بيكرز"، يقول: (إنّ أطهر الفروج التي فحصتُها كانت في الجزيرة العربية (يعني لدى المسلمات)، فقد كانت جميعها سلبيّة بالنسبة للأمراض الجنسية كالسيلان والهربس وسرطان عنق الرحم)، وقد عزا "بيكرز" نتائجَه تلك، إلى ختان الرجال، وقلّة ارتكاب فاحشة الزنى بين صفوف المسلمين

وقد شجعتْ نتائج هذه الدراسات والأبحاث العلميّة، الغربَ على إعادة حساباته، ومراجعة مواقفه السابقة المعادية لسنّة الختان، فظهر الاهتمام بها جليّاً، وأخذ بعضهم يقترب بذلك خطوة من الفطرة، ويجري عملية الختان لنفسه رغم كبر سنّه

وفي ذلك يقول أحد علماء الغرب: (لقد تراجعتُ عن عدائي الطويل للختان، وصفقتُ مرحّباً بقرار جمعية الأطباء في كاليفورنيا، بالإجماع على أنّ ختان الوليد وسيلة صحيّة فعّالة، وتشير الحقائق إلى أنّ 15% من الأطفال الذكور غير المختونين سوف يحتاجون إلى إجراء الختان في سنّ متقدّمة من العمر، بسبب حدوث تضيّق في القلفة أو التهاب الحشفة المتكرّر)

وأصدرتْ الأكاديمية الأمريكية لطبّ الأطفال، إرشادات وتوجيهات، أعلنتْ فيها بصريح العبارة، ضرورة إجراء الختان على نحو منتظم على جميع المواليد من الذكور، فوصل العدد إلى أكثر من مليون طفل يتمّ ختانهم سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية

وممّا يضاف إلى القائمة الطويلة التي تنتج عن إهمال الختان، ما ثبت من معلومات حول نقل الرجل الغير مختون، ما يصيبه من الالتهابات المختلفة إلى جسم زوجه، وممّا يكثر حدوثه هنا في جسم المرأة: التهابات المهبل ، والغدد التناسلية، وعنق الرحم، والمبيض، وقد يقود ذلك إلى الإصابة بالعقم الدائم، كما ثبت حديثاً أنّ إهمال الختان عامل هامّ في إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم ، وهو أقلّ حدوثاً لدى زوجات الذكور المختونين

لاكي

جزاك الله خيرا يا اسماء

معلومات ودراسات وكلها
نجدها في كتاب الله الكريم
ونجد ذكرها في أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام

عرض شيق
بوركتِ

ابدعتى يا غاليه ما شاء الله موضوع كامل

جزاك الله كل خير

رااائع جداا موضوعك غاليتي

معلومات قيمة حقا وعرض موفق

الحمدلله على نعمة الإسلام

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بارك الله بكِ وجزاك ِ خيرا

ما شاء الله موضوع شامل

رااااائعة انتِ يا غالية

بوركتِ

رضي الله عنكي وارضاكي
سنن رااائعه
حفظك المولى ويرضى الله عنك يااارب
ظن الكثيرون ان لباس المراة المسلمة للحجاب سيكون سببا في عدم نظافتها

لكنهم لم يبالوا بتلك المعلومات القيمة التي تدل ان النظافة ان خرجت من الاسلام لم تعد نظافة

معلوومات قيمة

بوركتِ

جزاكى الله كل الخير حبيبتى اسماء

على هذا الطرح القيم جدااا

بارك الله فيكى

ما شاء الله موضوع شامل
ابدعتي ياقمري
جزاك الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.