منهم من يصيرهُ سماء
و منهم من يحيله إلى وِعاء
.
الصدر بحر لا ساحل له
و عُمق لا قعر له
يحوي اللؤلؤ كما يكتنف الطُحلب
الصدر عنوانُ المُتناقضات
و ديوانُ الخطَرات
و أنهل فيها من يمه
ليبقى لهُ أثر
في مساحات البشر
!
تأملتُ القوارب
فألفيتها تهوى السكون ، و تستأنس بالموانئ
تعشق المراسي و يحلو لها مسامرة النوارس
تحيد عن الإبحار ، فالإبحار كُلفة
و مجاراة الأمواج قريبُ الإنتحار
أما مصارعة الرياح فنوع جنون
و إقدام ليس بالمأمون
.
أشعلتُ جِذوة الفِكر ، و أذنتُ بإمعانِ النظَر
فوجدتُ أن رزقها في سبر الأغوار
و قوتَها بُعيدَ سوادِ البحار
الظلمة محطٌ و لها و ميعاد
و الهولُ مطيةٌ للغُنمِ و انقشاعُ سُهاد
بجَريِها تشُقُّ حجبَ الحرمان
و بإبحارِها تلامسُ أيادي الأمان
.
فعجباً لها
كيف بها تنكفُ عن ولوج تلكم المسالك
و ما خُلقَتْ إلا لذلك !
.
و الحياءُ قرنفل و طيبُ عود
كلا الخلقين مطلب العقلاء
و مُبتغى النجباء
و هما شرطان في تقارب البعداء
و رمز النقاء في زمن الشقاء
العفة حجاب الطاهرات
و برقعُ الفاضلات
سربلٌ هوَ من حر الشهوات
و صقيع النزوات
و خُدوش الجارِحات
فما أبشع منظر الزهر في براثن الغدر !
و ما أقبح الجمال أسيراً في قبضة الأنذال
و ما أكثر المقنعين ، أولي العقول الذنية
و الأغراض الطينيـة و العروض الفلسفية
أصبحنـا و أصبحَ المُلكُ للهِ .. و الحمدُ لله ~
.
و غدُوٌّ انتشى بأريج الحنين
و سيلٌ من الحنان سقى الفؤاد
مُزنٌ ارتوت من غيثهِ العروق
و أطلبُ المزيدَ
أبغي الجُمود
رفقة أمي
سحرٌ عذب
دفئٌ و سكب
بين جزر الذنب و مدّ الإنابة
و السير بعيد ، و الغفلة قاتلة
و الهوى سلطان
و الشيطان يقظان
و جذوة الوازع ضعيفة
و سطوة النفس مخيفة
و الدنيـا متاهة
و العمر إلى خفوت
فعلى ماذا الموت ؟
نتحسسها ، نتلمسها ،
نرميها تارة و نحضنها أخرى
تلك الأشيـاء ذاتُها ، نُفاضل بينها ..
فنتحبب إلى بعضها و نركن بعضها في زوايا الفوت
لتُصاحب العناكب ، و تمتطي ظهور الفئران .. تماما كالفرسان !!
و هنـاك أشياء لا نبالي بها ، فتسعى لأن تكسب وُدنـا
تشاكسنـا لتلفت انتباهنـا .. و تختلس بعضا من أوقاتنا
ترثنـا أحياءً ثم تحجر على مشـاعرنـا
تريدنا ذواتا و أرواحا ، تسعى إلى امتلاكنا
مع علمها المسبق أن القوانين و المواثيق و العهود
تُجرم الرق و تنبذ التعبيـد ..
فتنجح في سلب أشفِّ و أرقى ممتلاكتنـا ، تفكيرنـا
تداعبنـا تارة ، تشاغبنا بأرق عبارة
تغازلنـا لأنها تعلم عجزنـا أمام إغوائها
ثم تهجرنـا لرغبتها في تعذيبنـا
تقول أنها تُحبنـا !
هكذا تُعبر عن مشاعرنـا!
في القديم كُنّـا نكبر ، فتأبى أن تكبر معنـا
تستنزف شبابنـا ، لتستبدلنا عند أول تقاسيم الكهولة فينـا
اليوم ..
نكبر لتكبـرَ معنـا
ثم إذا متنا ، فهي تمني النفس بأن تُدفن جنبنــا !
.
لطالما كانت العين ، تلك الجارحة الصادقـة
التي لا تجدُ مادةُ [ ك ذ ب ] لانفعالاتِها سبيلا !
عيناي الكئيبتان ، تلكم العينان المثخنتان بتجاربَ
من أسى ’ من حنـين ، و مُتفرقات تحدٍ تلفها حزم خمول
عينايَ يا بشائرَ الليالـي لا تكذب ، أقسمُ أنها لا تفعلُ ..
و إذن لا تسألينـي يا سويعاتِ الوداعِ رؤيتهمـا
ألا تريدينهما أن يُشعّا بشرياتِ نجاحٍ و عقبى فلاح ؟!
لا تستثيري يا جماحُ أيّونـاتِ التحدي المُتَسَمِّرةِ و نظراتها
فإن أنتم فعلتم يا معشر المتربصين ، أرعبكم المشهدُ
و هالكم المنظـر ، و ضربتم أخماساً في أسداسٍ
و طفقتم تُتمتمون : يا ليتنـا فتقنـا بؤبؤ الحقيقة فكنا نحنُ الغالبين !
{ .. ْ
و تسبح العين في بحر مظلم من الإنطواء ،
تتخذُ العزلة قاربا .. و البُعدَ شراعا .. و رياحَ الوداعِ مُحركـا
لترسوَ في شاطئ الجفاف ، جفاف المقل من بكاءٍ لن يُجدي نفعاً
و الحقيقة الشبيهة بالجليد أختُ اللهيبِ تُغطي اللامحدودَ
بحروفٍ تُنقشَ بماءِ المُقلِ [ عيني و عينكَِ ] على صفحاتِ القلوب السوداء
أنتَ تريدُ ,, هيَ تُريد ’’ أنا أريدُ >> [ اللهُ يفعلُ ما يريدُ ] << هم يريدون .. العالم يريدُ
تخبرني عينـايَ أننا نحنُ البشر معشر البكّائيـنَ ،، لو نركنـا لأعيننا فرصا للتعبير
لأغرقونـا دماءً حسرةً على أحوالنـا ، هكذا أومأتْ عينايَ
فأعرضتُ عن المرآةِ مطفئا نورَ السجال لأتوسّدَ الهروب كعادتنــا
مطبقاً رموشي معتقلا حقيقة الذات إلى أجل غير موسوم !!
.
مشاركات جيدةاتمنى لك التوفيق
لا معظم الصبيـان ، إنمـا النبلاء منهم
صغارٌ تشربو الصفاء و لبنَ الأمـومة
فأضحت معالم انفعالاتهم ثلجاً
و ما أبهى منظر الثلج المشوب بنبضاتٍ
يبعثها دفئ قابع في أعماق تلكَ الأشياء اللامحدودة الفِكر
وجهةً .. قبلة .. غُنمٌ
تهواهُ كلُ حروفِ البشر
فيا لهفي على بياض تعبثُ به أيادي الطمع
و ما أسعدنـا بثلجٍ بريء البياض
شديد البرودة .. شديد التصلب
إيذانـاً بأن خلف الشفافية شعلةُ تحَدٍ ]
أن نكف عن ترقب دفئهم الزائل
لنمسح يا أناملُ ضباب الوله
و لتتوقفي يا مقل عن استشراف الفرح
من بين أحضـان الأفق
فالأفق صهرُ السراب أو أقرب منه
فرب صاحبة تظل حبلى بليالي الأنس
و أحجيّاتِ السعادة