عن الحسن رضي الله عنه قال : حضر باب عمر رضوان الله عليه .. سهيل بن عمرو بن الحارث ، وأبو سفيان بن حرب في نفر من قريش من تلك الرؤوس وصهيب وبلال وتلك الموالي الذين شهدوا بدرا ، فخرج ابن عمر وأذن لبلال وصهيب بالدخول وترك أولئك ، فقال أبو سفيان : لم أر مثل اليوم قط ، يأذن لهؤلاء العبيد ويتركنا على بابه لا يلتفت إلينا !! فقال سهيل بن عمرو : أيها القوم إني والله أرى الذي في وجوهكم .. إن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم دُعي القوم ودُعيتم ، فأسرعوا وأبطأتم ، فكيف بكم إذا دُعوا يوم القيامه وتُركتم
عن ابن عباس رضي الله عنه أنه دخل على عمر ، وبين يديه مال ، فنشج حتى اختلفت أضلاعه ، ثم قال : وددت لو أنجو منه كفافا لا لي ولا علي ..
عن عبد الرحمن بن سليط ، قال : أرسل عمر رضوان الله عليه إلى سعيد بن عامر ، فقال : إنا مستعملوك على هؤلاء تجاهد معهم فقال : لا تفتني ، فقال عمر : والله لا أدعكم جعلتموها في عنقي ثم تخليتم عني ..
عن ابن عمر قال : كان عمر يأتي مجزرة الزبير بن العوام رحمه الله بالبقيع ولم يكن بالمدينه مجزره غيرها فيأتي ومعه الدره فإذا رأى رجل اشترى لحما يومين متتابعين ، ضربه بالدره وقال : ألا طويت بطنك يومين !
بلغه اعتراض عمرو بن العاص على سعد بن أبي وقاص ، فكتب إليه : لئن لم تستقم لأميرك ، لأوجهن إليك رجلا يضع سيفه في رأسك فيخرجه من بين رجليك .. فقال عمرو : هددني بعلي – والله
أراد أن يحد جبله بن الأيهم – من ملوك غسان – لأن رجلا فزاريا في الحج وطئ على إزاره فلطمه جبله فهشم أنفه ، وشكاه الفزاري فأراد عمر جبله على أن يقتدي نفسه أو يأمر الرجل بلطمه ، فقال جبله : كيف ذلك وأنا ملك وهو سوقه !! فقال : إن الإسلام جمع بينكما وسوى بين الملك والسوقه في الحد ففر جبله والتحق ببلاد الروم ..
أهدى رجل إلى عمر رضي الله عنه جزورا .. ثم خاصم إليه بعد ذلك في خصومه ، فجعل يقول : افصلها يا أمير المؤمنين كفصل رجل الجزور !! فاغتاظ عمر رضي الله عنه وقال : يامعشر المسلمين .. إياكم والهدايا ، فإن هذا أهدى إلي منذ أيام رجل جزور ، فوالله مازال يرددها حتى خفت أن أحكم بخلاف الحكم
اتخذ أبو موسى الأشعري نصرانيا – كاتبا لديوانه – فكتب إليه عمر : إعزله واستعمل حنيفيا ، فكتب إليه أبو موسى : إن من خبره كيت وكيت .. فكتب إليه عمر رضي الله عنه : ليس لنا أن نأتمنهم وقد خوّنهم الله ، ولا أن نرفعهم وقد وضعهم الله ، ولا أن نستنصحهم في الأمر وهم يرون الإسلام قد وترهم ( فجعهم ) ويعطون الجزية عن يد وهم صاغرون ..
كان أعرابيا يعاتب زوجته ، فعلى صوتها صوته ، فساءه ذلك منها وأنكره عليها ثم قال : والله لأشكونك إلى أمير المؤمنين .. وبينما هو عند بابه في انتظار خروجه ليسمع شكواه ، سمع امرأته تستطيل عليه وتقول : اتق الله ياعمر فيما ولاك ، فهم الرجل بالانصراف وهو يقول : إذا كان هذا حال أمير المؤمنين ، فكيف حالي ؟؟ وفيما هو كذلك خرج عمر ، فلما رآه قال : ماحاجتك يا أخا العرب ؟ فقال الأعرابي : يا أمير المؤمنين ، جئت إليك أشكو خلق زوجتي ! واستطالتها علي ، فرأيت عندك ما زهّدني ، إذ كان ماعندك أكثر مما عندي ، فهممت بالرجوع .. فتبسم عمر وقال : يا أخا الإسلام ، إني احتملتها لحقوق لها علي .. إنها طبّاخه لطعامي ، خبّازه لخبزي ، مرضعه لأولادي ، غاسله لثيابي ، وبقدر صبري عليها يكون ثوابي ..
قال له أبو عبيده حين نزل عن ناقته وخلع خفيه وخاض المخاضه .. مايسرني أن أهل البلد استشرفوك ( اطلعوا عليك وأنت هكذا ) .. فقال له عمر :لو غيرك يقول هذا لجعلته نكالا ، إنا كنا أذل قوم ، فأعزنا الله بالإسلام ، فإن طلبنا العز بغير ما أعزنا الله به .. أذلنا !!
قال لربيع بن زياده الحارثي : ياربيع .. إنا لو نشاء ملأنا هذه الرحاب من صلائق وسبائك وصناب ، ولكني رأيت الله – عز وجل – نعى على قوم شهواتهم فقال : (( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ))
لما قدم عتبه بن فرقد أذربيجان أوتي له بالخبيص ، فلما أكله وجد شيئا حلوا طيبا ، فقال : والله لو صنعت لأمير المؤمنين من هذا ، فجعل له صفطين عظيمين ، ثم حملهما على بعير مع رجلين فسرح بهما إلى عمر ، فلما قدما عليه فتحهما وقال : أي شيء هذا ؟ قالوا : خبيص ، فذاقه .. فإذا شيء حلو فقال للرسول : أكل المسلمين تشبع من هذا في رحالهم ؟ قال : لا ، فقال : أما لا فارددهما ثم كتب : أما بعد ، فإنه ليس من كدك ولا من كد أمك ، أشبع المسلمين مما تشبع منه في رحلك ..
عن عمر بن مره قال : لقي رجل من قريش عمرا ، فقال : لِن لنا ، فقد ملأت قلوبنا مهابه .. فقال : أفي ذلك ظلم ؟ قال : لا ، قال : فزادني الله في صدوركم مهابه ..
نظر عمر رضوان الله عليه إلى رجل أذنب ذنبا .. فتناوله بالدره .. فقال الرجل يا عمر إن كنت أحسنت فقد ظلمتني ، وإن كنت أسأت فما علمتني .. فقال عمر : صدقت ، فاستغفر الله لي واقتص من عمر .. فقال الرجل : أهبها لله وغفر الله لي ولك …
اثابك الله اختي ميسون ….
شكرا لك اختي ميسون
الله يرزقنا جميعا محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته.