خلاف العادة هذه المرة ..
خلاف العادة ..
وسقطت العبرات من العينين .. أبعد هذه المدة الطويلة؟! أبعد هذا البعد الطويل ..؟! .. سنوات وسنوات مرت، فقدت القدرة على النوم، بانتظار مرسال منهم .. وللجدران الطينية أنين لفراقهم، وللعجز الذي أصابني وقع أليم .
جاءوا فجأة .. أبنائي وبناتي البعيدون وبعض الأقرباء ..
فرحت بهم. فرحت كثيراً ..
عادة .. كانوا يرسلون لي الأشواق، والمساعدات مع بعض المسافرين، وصوراً لهم في البلاد البعيدة.
يأتيني مرسال منهم على بيتي الكئيب:
"مرحباً، هل أنت أبو فلان؟"
"نعم"
"هذه أمانة من أولادك، يسلمون عليك، ويرجون لك دوام الصحة، مشتاقون اليك كثيراً".
كنت اعرف دائماً، أن هذه الأمانة من أولادي البعيدين .. أضم (الصرة) الى صدري، وأذرف دموعاً من أشواق وحرقة البعد.
ودائماً .. ومنذ عدة سنوات، كنت أقضي العيد وحيداً .. أودع عيداً وأستقبل آخر، وحيدٌ مع أحزاني المريرة، وروحي شاردة عن كياني.
إنما هذه المرة .. لم يتصل بي أحد، ولم يرسل لي أحدهم أي مرسال، ولم يقل لي أحدٌ (مشتاقٌ اليك كثيراً) .. لكنهم جاؤوا جميعاً على غير عادة .. أولادي وبعض الأقارب .. وكنت بانتظارهم، ملفوفاً بقماش أبيض .. ثم أحسست بأيادٍ كثيرة ترفعني وتحمل بي الى مكان مجهول من هذا العالم .. مكانٍ باردٍ وموحشٍ، ولأول مرة يحدث ذلك .. منذ زمنٍ طويلٍ منذ زمنٍ طويلٍ ..
بارك الله فيك يا أخي …
لكن هل المغزى منها ان الواحد ما يبعد عن والديه
فهمت القصه و لم أفهم المغزى