كيفكم أخواتي الحبيبات
أعجبتني هذه القصيده الرائعه وأحببت أن تشاركوني
وهي قصيدة استثنائية لشاعر استثنائي هو الدكتور عبدالرحمن العشماوي
كتبها مجاراة لمعلقة عنترة بن شداد التي مطلعها :-
هل غادر الشعراء من متردم *** أم هل عرفت الدار بعد توهم
وتتضح هذه المجاراة أكثر في بعض أبيات القصيدة منها مطلعها والبيت الذي يقول فيه عنترة :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل منيّ *** وبيض الهند تقطر من دمي
بالاضافة لتشابه الوزن والقافية
أترككم مع القصيده
هل غادر الرؤساء من متردم *** أم هل عرفت حقيقة المتكلم
سنة على سنة تراكم فوقها تعب *** الطريق وسوء حال المسلم
سنة على سنة وأمتنا على جمر *** الغضى والحزن يشرب من دمي
قمم تشيد فوق ارض خضوعنا *** أرأيت قصراً يُبتنى في قمقم؟!
يا دار مأساة الشعوب تكلمي *** وعمي صباح الذل فينا واسلمي
إنا على المأساة نشرب ليلنا سهراً *** وفي حضن التوجس نرتمي
ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى *** شبحاً يعبر عن خيال مبهم
التوصيات تنام فوق رفوفها *** نوم الفقير أمام باب الأشأم
شجب وإنكار وتلك حكاية ماتت *** لتحيا صرخة المستسلم
أ أبا الفوارس وجه عبلة شاحب ***وأمام خيمتها حبائل مجرم
أ أبا الفوارس صوت عبلة لم يزل ***فينا ينادي : ويك عنترة أقدم
ترنو إليك الخيل وهي حبيسة *** تشكو إليك بعبرة وتحمحم
هلاّ غسلت السيف من صدأ الثرى *** وعزفت في الميدان ركض الأدهم
هلاّ أثرت النقع حتى ينجلي *** عن قبح وجه الخائن المتلثم
وأرحتنا من كل صاحب زلة *** يوحي إليك بقصة ابني ضمضم
أ أبا الفوارس أمطرت من بعدكم *** سحب الهدى غيثاً هنيء الموسم
لو أبصرت عيناك وجه محمد *** ورأيت ما يجري بدار الأرقم
ورأيت مكة وهي تغسل وجهها *** بالنور من آثار ليل مظلم
وفتحت نافذة لتسمع ما تلا جبريل *** من آي الكتاب المحكم
ورأيت ميزان العدالة قائماً *** يُقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم
ورأيت كيف غدا بلال سيداً *** ومضى الطغاة إلى شفير جهنم
لو أن عينك أبصرت إسلامنا *** لخرجت من كهف الضلال المعتم
وحملت عبلة والحجاب يزيدها شرفاً*** وأطفأت اللظى في زمزم
لو عشت في الإسلام ما عانيت ***من لون السواد ولا نضحت بمنشم
أ أبا الفوارس قد عرفتك حافظاً *** حق الجوار تغض طرف الأكرم
ولقد رأيتك في خيالي والوغى *** تشتد حين كررت غير مذمم
فأَدَرْتُ دولاب الأماني أن أرى *** في عصرنا وجه الشجاع المقدم
لكنَّ دولاب الأماني لم يدر *** إلا بصورة خائف متوهم
كم فارس من قومنا لما رأى *** لهب الرصاص أدار مقلة غيلم
ترك الضحايا خلفه وسعى إلى قبو *** ليغمض مقلتيه ويحتمي!!
أ أبا الفوارس قف مكانك إننا *** لنعيش في زمن الخداع المبرم
لم يدرك العربي في أيامنا *** كرم الجدود ولا يقين المسلم
طُعِنَت كرامة أمتي في قلبها ***ليس الكريم على القنا بمحرّم
وصراخ أسئلتي يجسد ما حوى قلبي *** من الجرح العميق المؤلم
يا أمة الإسلام هل لك فارس *** يغشى الوغى ويعف عند المغنم
إني ذكرتكِ والجراح نواهل مني*** وحرفي قد تلجلج في فمي
فوددت تمزيق الحروف لأنها*** وجمت وجوم جبينكِ المتورم
يا أرض ( داكار ) اسألي عن حالنا*** إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك مَنْ شهد الهزيمة أننا *** بتنا على حال الأصم الأبكم
يا أرض داكار المشوقة ربما*** رَفَعَت إليك الريح صوت اليُتَّم
ولربما فتحت لكِ الباب الذي يفضي *** إلى الأقصى الجريح فيممي
ولربما أفضى إليك البحر***في زمن السكوت بسرّه فتفهمي
وتأملي كل الوجوه ورددي *** ما تسمعين من الهتاف، ونغّمي
وإذا رأيت بشائر الفرح التي***ماتت لدينا فاصرخي وتكلمي
يا قادة الدول التي لم تتخذ *** لغة موحدة أمام المجرم
في الكون دائرتان واحدة لها ألق ***وأخرى ذات وجه أسحم
يا قادة الدول التي لولا الهوى***وخضوعها لعدوها لم تهزم
القمة الكبرى، صفاء قلوبكم*** لله نصْرُ الخائف المتظلم
القمة الكبرى، خلاص نفوسكم***من قبضة الدنيا وأسر الدرهم
القمة الكبرى، انتشال شعوبكم***من فقرها من جهلها المستحكم
القمة الكبرى، جهادٌ صادق*** وبناء صرح إخائنا المتهدم
أما مطاردة السراب فإنها***وهم يجرعنا كؤوس العلقم
مدوا إلى الرحمن أيديكم***فما خابت يد تمتد نحو المنعم
اختيار رائع يا أضواء
سلمتِ
سلمك الله من كل شر غاليتي