ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب
لكل شر وكم سلبت المخالطـة والمعاشرة من
نعمة وكم زرعت من عداوة وكم غرست فـي
القلب من حزازات تزول الجبــــال الراسيـات
وهي في القـلوب لا تزول ففضول المخالطـة
فيه خسارة الدنيا والآخرة وإنما ينبغي للعبد
أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة ويجعل
الناس فيهــا أربعة أقســام متــى خلط أحــد
الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه
الشر :
أحدها : من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه
في اليوم والليلة فإذا أخذ حاجتــــه منه ترك
الخلطـة ثم إذا احتاج إليه خالــطه هكذا على
الـدوام وهـــذا الضرب أعــــز مـــن الكبريت
الأحمــر وهم العلمــاء بالله تعالــى وأمـــره
ومكايـد عدوه وأمراض القلــــوب وأدويتها
الناصحـون لله تـعالى ولكـــتابه ولرسـوله
ولخلـقـه فهـــذا الضرب في مخالطــتـهـم
الربح كله .
القسـم الثاني : من مخالطته كالدواء يحتاج
إليـه عند المرض فما دمــت صحيــحا فـــلا
حاجة لك في خلطــته وهـــم من لا يستغنى
عنه مخالطتهم في مصلحة المعاش وقيــام
ما أنـت محتـاج إليه من أنــواع المعاملات
والمشــاركات والإستـــشــــارة والعــــلاج
للأدواء ونحــوها فـإذا قضيت حاجتـك من
مخالطــــة هـذا الضرب بقيت مخالطتهــم
من القسم الثالث : وهم من مخالطته كـالداء
على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه
فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض
المزمن وهو من لا تــربح عليـه فــي ديـــن
ولا دنيا ومع ذلك فلا بد من أن تخسر عليه
الديـن والدنـــيا أو أحـدهما فهذا إذا تمكنـت
مخالطتـه واتصلــت فهي مـــرض المـــوت
المخوف ومنهـــم مــن مخالطتـــه كوجـــع
الضرس يشتد ضربا عليك فإذا فارقك سكن
الألم ومنهم من مخالطته حمى الروح وهـو
الثقيل البغيض العقل الـــذي لا يحســـن أن
يتكلم فيفيدك ولا يحسن أن ينصت فيستفيد
منـك ولا يعرف نفسه فيضعها في مـنزلتها
بل إن تكلـم فكلامـه كالعصــي تنزل عـــلى
قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه
به فهو يحدث من فيـه كلمـا تحدث ويظـن
أنـه مسك يطيب بـــه المجلـس وإن سكـت
فأثقــــل مـــن نصف الـرحا العظيــمة التي
لا يطـاق حمـلها ولا جـــرها عـلى الأرض
ويـذكـر عن الشافعي رحمه الله أنــه قــال
" ما جلــس إلـى جانبــي ثقيــل إلا وجدت
الجانب الذي هو فيه أنـــزل مـــن الجانب
الآخر " وبالجملة فمخالطـة كـل مخالـف
حمى للروح فعـرضية ولازمــة ومـن نكد
الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هـذا
الضرب وليـــــس له بد مـن مـعـاشرتــه
ومخالطته فليعاشره بالمعــروف حتــى
يجعل الله له فرجا ومخرجا
القسـم الرابع : من مخالطتــه الهــلك كلــه
ومخالطته بمنزلة أكل السم فإن اتفق لأكله
ترياق وإلا فأحسن الله فيه العزاء وما أكثر
هـذا الضرب في الناس لا كثــرهم الله وهم
أهـل البدع والضلالة الصــادون عــن سنة
رســول الله الــداعون إلـى خــلافها الــذين
يصدون عــن سبـيل الله ويبـغــونها عوجا
فيجعـلـون البدعة سـنـة والسنـــة بدعـــة
والمعــروف منكرا والمنكــر معـــروفــا إن
جردت التوحـيد بينهم قالوا تنقـصت جناب
الأوليـاء والصالحيـن وإن جـردت المتابعة
لـرسول الله قالوا أهدرت الأئمة المتبوعين
وإن وصفت الله بما وصف به نفـسه وبما
وصفه به رسوله من غير غلو ولا تقصير
قـالوا أنت مـن المشبهــين وإن أمرت بما
أمر الله به ورسوله من المعروف ونهيت
عمـا نهى الله عنه ورسوله من المنكــــر
قـالوا أنت من المفتنين وإن اتبعت السنة
وتركت ما خالفها قالوا أنت من أهل البدع
المضلين وإن انقطعــت إلــى الله تعــالـى
وخليت بينهم وبين جيفة الدنيا قالوا أنت
مـن المبلسين وإن تركت ما أنت عليــــه
واتبعت أهواءهم فأنت عند الله تعالى من
الخـاسرين وعندهم من المنافقين فالحزم
كـل الحزم التمـاس مـــــرضاة الله تعالى
ورسـولـــه بإغضابهم وأن لا تشـتــغــل
بإعتابهم ولا باستعتابهم ولا تبالي بذمهم
ولا بغـضبهم فـإن عين كمالك كما قال :
وإذا أتتك مذمتي من ناقــــــص
فــهـي الشهادة لي بأني كــامل
بدائع الفوائد – ابن القيم الجوزية ( بتصرف)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعلا خالطة الناس المستمرة مضيعة للوقت ومرض للنفس
خصوصا لما يكونو من حزب الغافلين
بياخدو بايدينا لاسفل
وانا جربت ابل كدة مخالطة ناس من النوع اللى يجيب الهم والالم زى القسم التالت بس الحمد لله بعدت لما استيقنت حقيقتهم
ربنا يكفينا شر الناس