اقتربت منها صديقتها في يوم لتسألها عن سبب صمتها المفاجئ فلمحت في عيونها دموع لم ترها من قبل اندهشت الصديقة لما رأت في العيون التي تبعث دائماً على الفرح وسألتها عن السبب، ولم يكن منها سوى أنها بكت وبكت ولم تستطع صديقتها أن توقف بكائها من شدة الاندهاش.
ثم قالت فجأة تمر سنين عمري سريعة ولم أتزوج بعد، أهلي يلحون علي في مسألة الزواج وهذا يجرحني، صديقاتي في مثل عمري لديهم ابناء يلعبون حولهم وأنا لازلت كما أنا، يتقدم لي البعض ولكنهم كلهم غير ما أتمنى، فأنا أتمنى من يتقي الله في وفي بيته أنا أريد أن أكون زوجة وأم صالحة لي زوج أحبه ويحبني ولي أبناء أربيهم تربية حسنة ولكني لا أدري لماذا أنا دوناً عن باقي صديقاتي بهذا الحظ العسر، بت أخشى تجمعات الأهل وهمزاتهم علي ولم أعد أحضر حفلات زفاف لما أراه في أعين من حولي أصبحت أخاف تعمق علاقتي بأحد حتى لا تسألني السؤال المعهود لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟، ماذا ينقصني ماذا؟ …. وبكت وبكت حتى أن صديقتها تخيلت أنها لن تتوقف عن البكاء .
بعد أن هدأت عاصفة البكاء سألتها الصديقة لماذا لم ترتدي الحجاب بعد؟ فاندهشت الفتاة الجميلة لهذا السؤال واقلت لها أكلمك عن الزواج تكلمينني عن الحجاب؟ وليكن فأنا لن أتحجب إلا بعد أن أتزوج ثم أن ملابسي عادية وليست الملابس الملفتة للنظر وخلقي حسنة فما الفارق؟
فسألتها الصديقة ولما تضعين هذا الشرط للحجاب الزواج أولاً ثم الحجاب؟ وما العلاقة بينهما؟ .. فردت الفتاة بأها لا تدري .. وفكرت قليلاً ثم قالت أنها بالفعل لا تدري..
فقالت الصديقة بل هو شيطانك زين لك انك لا تستطيعين الزواج وأنت محجبة فلربما يرفضك العرسان.. صمتت قليلاً هذه الصديقة ثم قالت ايتها الغالية أنت اردتي زوج تقي يتقي الله فيك وفي بيته أي أنك تطلبين من يعرف الله ودينه ولا ترضين بمن ينظر إلى حياة لاهية ولأن هذا مظهرك فلن يأتي لكي إلا هذا النوع الثاني، اتقي الله في نفسك أولاً.
قالت الفتاة الحجاب فرض ديني صعب علي فأنا لا أستطيع تخيل نفسي فيه لا أستطيع تخيل أنني أحبس جمالي وشبابي في ثوب يخفي كل هذا الجمال الذي وهبني الله اياه انها فكرة صعبة علي. ثم لماذا كل هذا العناء فأنا لم اتعدى حدودي قط وأخلاقي لا جدال عليها.
فقالت الصديقة أنت تعديتي حدود الله وليس حدودك لأنه فرض أما أنه يخفي جمالك فهذه ميزته وليس عيبه. فتعجبت الفتاة من صديقتها وسألتها كيف يكون اخفاء جمال المرأة ميزة؟ فأوضحت لها الصديقة معنى ما تقول:
أن الله يعتبر المرأة جوهرة ثمينة غالية جداً لذا يجب أن يخفيها عن العيون فان كان لدى انسان قطعة من الماس غالية الثمن وهو مجرد حجر ثمين فهو يخفيها في علبة من المخمل ويضع العلبة داخل خزنة وكل هذا وهي مجرد حجر ثمين فما بالك بالمرأة هذه الفتنة المتحركة التي تستطيع أن تأخذ لب أعظم العقول. لذا فإننا ولأننا جواهر ثمينة يجب أن نصان عن العيون، لأننا غاليات أحرار ولسنا بسلع رخيصة يجب أن نبعد النظر عنا لا أن نلفت النظر الينا.
ان اتقت المرأة الله في نفسها فلن يضيع أجرها وستجد من يتقي الله فيها.
تعجبت الفتاة كثيراً من هذا الكلام وهذه الفكرة الغريبة عليها وتركتها الصديقة غارقة في التفكير وبعد فترة وجيزة كانت هذه الفتاة مثال حي للمرأة المسلمة شكلاً وموضوعاً، هي لم تتزوج بعد ولكن هذا الموضوع لم يعد يؤرقها كما كان يؤرقها من قبل فهي تعلم أن نصيبها عند الله لا محالة فإن أخذته في الدنيا فهو لن يضرها وإن لم تحظى به في الدنيا فما عند الله باقي لا محالة وهو لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
أخواتي المسلمات الحجاب فريضة يجب أنت تنبع من النفس وعن قناعة تامة حتى لا نسيء إلى مظهرنا الاسلامي كما نرى هذه الأيام. فلنتقي الله في ديننا وتعاليمه حتى يجعل الله لنا مخرجا.
جزاك الله خير الجزاء ,,,
اختيار موفق للموضوع … وطرح جميل
اختي في الله
سلمت يمينك على هذا الابداع
لا حرمنا الله فيض قلمك المبدع
حفظك الله ورعاك
دام إبداع قلمك…
" جمالُ الحجاب بحَجب الجمالِ " *** ولولاهُ ضـاع الجمالُ سـُدى
كعادته القمر في ليله خمسه عشر ينيرنا بأشعته الفضيه
لقد امتعتينا باروع الكلمات جزاك الله عنا الف خير
واثابك الجنه.
لاتحرمينا اختي الغاليه من فيض قلمك.
أسعدني مرورك كما يسعدني دائماً
أعز الحبايب
سلمتي حبيبتي ودام مرورك مصدر سعادتي
الأمل M
أشكرك على الرد ولا تحرميني أنتي من مرورك
الجنة أريد
أشكرك على أبياتك التي أضافت على موضوعي المتواضع الكثير من الجمال
فكرة وموضوع اكثر من رائعة
جزاك الله خيرا على النصيحة وجعلها الله في موازين حسناتك