—————
شدة الأهل ماوراءها؟؟
تسأل احد الفتيات :لماذا الأهل شديدون جدا مع ابنائهم ويضربونهم لأتفه الأسباب ؟؟
ليس جميع الاهالي شديدين في التعامل مع ابنائهم وحتى الأهل الذين يتصفون بالشدة فليسوا دائما شدسدسن ، ويبدوا ان تشدد اهلك معك جعلك تطلقين هذه الاحكام على جميع الاهالي .
على أي حال فإنه يحسن ان نتذكر ان اكثر دوافع شدة الاهل تجاه ابنائهم هو حرصهم عليهم ، ورغبتهم في ان يكونوا ذوي خلق ، ناجحين في حياتهم ، بحيث يطمئنون عليهم ويفخرون بهم .
لذا فإني ارجوا ان نحسن الظن في دوافع الاهل الى اتباع اسلوب الشدة ، فهم لايشددون على ابنائهم كرها لهم ، او انتقاما منهم ، اورغبة في الحاق الاذى بهم ، صحيح اننا نراهم يصرخون في ابنائهم ، ويثورون عليهم ، وقد يضربونهم ولكنهم انما يفعلون ذلك لأنهم وجدوهم يقومون بعمل خاطئ أو فوجئو بهم في حالة غير مرضية كعندما يجدون الابن يدخن اولفتاة تتحدث بطريقة غير مهذبة …..وهكذا
طبعا لايعني انه لايوجد هناك اهل يضربون أبنائهم على افعال واحوال لاتستحق الضرب ، ولايعني أن الأهل دائما على حق ، فلاشك ان هناك أهالي يقسون على أبنائهم ، ويقصرون بحقهم ، ويسيئون اليهم وهناك اهل ليسوا دائما على حق في قسوتهم ولكننا ندعو الابناء الذين ابتلوا بهؤلاء الأهل الى الصبرعليهم ، والدعاء لهم بالصلاح ، ولاندعوهم الى التمرد عليهم ومواجهتهم ….هذا مايأمرنا به اسلامنا .
سؤالك( كيف أتعامل مع…..) يوحي بأنك ترين امك مثل أي صديقة او زميلة اخرى ، ويبدو لي ان هنا مكمن الخطأ ، ذلك أن علاقة البنت بأمها ليست علاقة ندية ، فالبنت ليست ندأ لأمها .
عليك يابنتي ان تجعلي صلتك بأمك صلة خفض الجناح كما صورها القرآن ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) هذا هو السبيل لتفهمك أمك ، وتحتويك ، ويتسع صدرها لك .
تقولين عن امك انها لاتفهم تفكيرك ، فتؤكدين بهذا أنك لاتريدين أن تكون صلتك بأمك صلة خضوع ، خضوع الذل من الرحمة ، والذل والرحمة لايطالب صاحبهما ممن يخضع له ويذل ويرحم بأن يفهمه او يفهم تفكيره.
لاشك في انه مطلوب من كل ام ان تدرك ان ابنتها تحت الى فهم خاص ، وان جيلها يختلف عن جيل ابنتها ، فهي خلقت لزمان غير زمانها ، لكنه مطلوب من البنت ايضا – حتى تجعل امها تفهمها – ان تتودد اليها ، وتتقرب منها ، وتحتمل شدتها ولاتضيق بتأنيبها .
حينما تظهرين لأمك وكأنك تريدين ان تتعلمي منها ، وتفهمي الحياة من خلالها ، حينما تحرضين على استشارتها في كل صغيرة وكبيرة ، فإنك تسلكين الطريق الى قلبها وعقلها ووجدانها وحتى لاتقارنك بالفتيات الآخريات ليس عليك الا ان تكوني خيرا خيرا منهن ، وهي فرصة لتعرفي ماذا تحب امك ان تراه فيك ، فتعلمي على ان تتحلي به .
وفقك الله الى ارضاء امك ووفق امك الى فهمك وتقديرك وحبك .
إذا اردت الاجابة مختصرة فإني اقول لك : احرصي على ان يجدوك حيث يرجون ، وان يفتقدوك حيث يرغبون .
اذا نجحت في تحقيق هذا فإنك تكسبين ثقة والديك وثقة الاخرين ، فحين يجدك والدك تعطفين على اخوانك الصغارولايجدانك تضربينهم ، وحين يجدانك تحافظين على صلاتك ولاتقصرين في ادائها ، وحين يجدانك صادقة في كل احاديثك ، ولايجدانك تكذبين ابدا ، وحين يجدانك تؤدين واجباتك المدرسية وتراجعين دروسك ولايجدانك في حاجة الى من يتابعك ويذكرك بها ، وحين يجدانك تتحلين بكل خلق حسن ولايجدان أي خلق سيئ بين أخلاقك ، وحين يجدانك محافظة على حجابك ولايجدانك مهملة له …..
حينئذ تكسبين ثقة والديك وثقة الاخرين جميعهم .
فالفتاة تفقد ثقة والديها بها حين يأمرانها ان تعطف على إخوتها الصغارفتظهر عطفها عليهم أمامهما ثم يكتشفان انهما في غيابهما تسيئ اليهم وتؤذيهم .
وتفقد ثقتهماحين يجدانها مهملة في آداء واجباتها المدرسية ونتائجها الدراسية غير المرضية ودرجاتها متدنيةوهكذا
واحب ان اذكرك انك حين تكسبين ثقة والديك فإنك تكسبين مع ثقتهما امرا مهما اخر هو رضاهما عنك وبالتالي رضا الله عنك فرضا الله من رضا الوالدين .
هناك بعض الطرق والاساليب التي تعبرين بها عن حبك للاخريات :
1- عبري لهم عن حبك تعبيرا صريحا مباشرا ، كما علم النبي صلى الله عليه وسلم صحابته بأنه اذا احب احدا اخا له في الله ان يخبره بذلك ، والتعبير الصريح المباشر بقول كلمة ( احبك) ، او انا ( احبك )او ( اني احبكم )
2- الثناء على اخلاقهم الفاضلة ، او مواهبهم المبدعة او غيرها مما يعجبك فيهم ، ويشدك اليهم ، كأن تقولي لصديقتك : احب ماتتحلين به من صدق في الحديث ، او : احب اسلوبك في الكتابة ، او يعجبني جمال وجهك .
3- إذا كنتي شديدة الخجل ، ولاتملكين الجرأة في التعبير عن مشاعر الحب في نفسك تجاه الآخرين ، فإنك تستطيعين ان تلجأي الى الكتابة ، الكتابة التي تمنحك فرصة اختيار الكلمات ، والمراجعة ، والتصحيح ، والتقديم ، والتأخير .
4- يمكن للنظرة والابتسامة ان تعبر عن الحب ، فحين تنظرين نظرة رضا وامتنان ، اونظرة حب واعجاب ، فإنك تعبرين بذلك عن حبك تجاه من تنظرين اليها هذه النظرة او تبتسمين في وجهها بهذه الابتسامة .
5- الهدايا ، حتى ولو كانت بسيطة ، من وسائل التعبير عن الحب ، وهي وسائل غاية في التأثير ،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا )
أنا كثيرة الشك في نفسي وفي ديني وفي الناس الذين يحيطون بي ..
كيف اتخلص من هذا الشك؟؟
أفضل طريقة للتخلص من الشك هو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، وتكرار هذه الاستعاذة ، كلما راوك هذا الشك ، يطرده ويبدده ويجعله بعيدا عنك انشاء الله .
هذا كلام علمي ديني مجّرب ، لأن الشيطان الرجيم هو من يثير هذه الشكوك بنفسك ، ويقويها في قلبك ، ويملأ بها خاطرك .
وقد تسأليني – اختي الغالية – ولماذا يثير الشيطان الشكوك في نفسي وذهني وقلبي انا دون الأخريات ؟؟
وأجيبك فأقول : لأنه وجد فراغا في ذهنك ونفسك وقلبك فملأها جميعا بهذه الشكوك المختلفة .
وحتى لايجد الشيطان مكانايملأ به وساوسه املأي نفسك بذكر الله تعالى .
ولاتنسى الدعاء الى الله تعالى أ، يشرح صدرك بفيض من نوره ، وأن يملأ قلبك بحبه سبحانه ، وأن يثبتك باليقين الحق .
إذا فعلت هذا كله فستختفي تلك الشكوك الشيطانية الى الأبد ان شاء الله تعالى .
والى ان تفعلي هذا كله …ردي باستمرار الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
هل هناك دوافع تدفع الفتاة الى التشبه بالرجال احيانا ؟؟
شعور الفتاة الخاطئ بالنقص يدفعها الى التشبه بالرجل ، في محاولة منها لتكون مثله مكانة بعد ان صارت مثله شكلا !!
ولهذا فإن المرأة المسلمة الملتزمة لاتقلد الرجل ولاتتشبه به لأنها لاتعاني من اي عقدة نقص ، فهي تعلم يقينا انها بصلاحها وتقواها خير من آلاف الرجال ، الذين لاتقوى لهم ولاصلاح .
انها تضع نصب عينيها قوله تعالى ( اكرمكم عند الله اتقاكم ) فلاتشعر بأي نقص تجاه الرجل
بل إنها – حين تصير أماً- تسبق الرجل بثلاث مراتب :
(أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم ابوك )
وكم تعجبني النصحية التي تقول للفتاة : افتحي عينيك قبل الزواج ، واغمضي احداهما بعده ، وواقع الحال على العكس من هذه النصيحة إذا تغمض الفتاة عينيها الاثنتين قبل الزواج وتفتحهما بعده!!!
وهذا في رأيي وراء اخفاق الكثير من حالات الزواج .
ولكن …..
كيف تستطيع الفتاة ان تعرف الكثير عن الرجل الذي تقدم للزواج منها ؟؟
هذا بعض مايقترح على الفتاة ان تفعله :
1- أن لاتخجلي من سؤالك اهلك عنه ، عن سنه ، وعمله ، ودخله ، واسرته ، ودراسته ، وحياته كلها واذا عجر اهلك عن اجابتك عن احد اسئلتك ، وابدوا جهلهم بالاجابة عنه فهذا يعني أن المعلومات عنه مازالت ناقصة ، ومن ثم فإنك بهذا تطلبين منهم ان يستكملوا هذا النقص من المعلومات .
2- لاتكتفي بسؤال اهلك إنما بادري ايضا بسؤال اهله : امه ، شقيقاته ، وصحيح انهن سيذكرنه بخير ، وسيغفلن طباعه السلبية ولكنك مع ذلك ستعرفين كثيرا عن طباعه الخاصة ، وهنا انبه الى أن سؤالك اهله يحتاج الى حكمة ، وهذه الحكمة في ذرك تبرير مناسب لأسئلتك التي تطرحينها عليهم ، وذلك من مثل قولك لهم : إنك تريدين معرفة كل شيء عما يجب ان توفريه له بعد الزواج ، وعما يكره لتبعديه عنه.
3-إذا كان قد سبق له الزواج فيمكنك ان تسألي مطلقته عنه ، والافضل الا تكشفي نفسك لها … اسأليها عن سبب الطلاق ، وكل ماتريدين معرفته .
وهنا ينبغي ان تلاحظي انها ستجعله مسؤولا عن الطلاق ، وانه سبب اخفاف الزواج ، ستصخم عيوبه وصفاته السلبية ، لكنك تستطيعني ان تقارني مااخذته منها من معلومات مع ماحصلت عليه من اهللك واهله وغيرهما.
4- من خلال الزيارة التي سيقوم بها لمشاهدتك ومشاهدتك له ، والتي يعقبها عادة طلبه لك ، تستطيعين أن تسأليه الكثير ، لاداعي للخجل والاكتفاء بالاجابة على الاسئلة التي يطرحها هو عليك ، ومن خلال اجابته وطريقته فيها ، وتعابير وجهه معها ، يمكنك بفراستك وإبعاد عوطفك معرفة بعض خفاياه وملامح شخصيته .
———–
غدا نكمل
موضوع متكامل وجميل
ان شاء الكل يستفيد
مشكورة على الجهد المبذول
تسلمين
حقاً انها مسائل تهم كل فتاة.. و احسنت تناولها
و نسأل الله ان ينفع بها
بارك الله فيكِ.. و نحن ننتظر المزيد ان شاء الله