تخطى إلى المحتوى

وها قد تداعت علينا الأمم فما المخرج ؟؟ 2024.

  • بواسطة
وها قد تداعت علينا الأمم فما المخرج ؟؟ خطبة الجمعة25/1/1242
الحمد لله معزِّ الإسلام بنصره ، ومذلِّ الشرك بقهره ، ومصرِّفِ الأمور بأمره ، ومديمِ النعم بشُكره ، الذي قدر الأيام دولاً بعدله ، وجعل العاقبة للمتقين بفضله ، وأظهر دينه على الدين كله .
القاهرِ فوق عباده فلا يُمانَع ، والظاهرِ على خليقته فلا يُنازَع والآمِر بما يشاء فلا يُراجَع ، والحاكمِ بما يُريد فلا يُدافَع .

وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له الأحدُ الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحدْ .

وأشهد أن نبينا محمداً عبدُه ورسولُه ، سيدُ الخلق ، وإمامُ المجاهدين ، والمبعوثُ رحمةً للعالمين .
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابِه ، أمناءِ دعوته ، وقادةِ ألويته ، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد أيها المسلمون

أخرج ابو داود رحمه الله في سننه عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه أن قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )

في هذا الحديث يبين المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الأمم الكافرة والضالة ستجتمع ويدعوا بعضهم بعضا لحرب المسلمين واستغلال خيراتهم ،واستحلال بلادهم ، كما يجتمع جماعة من الناس على إناء فيه طعام ينادي بعضهم بعضا للتعاون على أكله ، والاستفادة منه.

والسبب الذي جعل الكفار ، يطمعون في المسلمين ، ويجتمعوا على نهب خيراتهم ، هو ما أصاب المسلمين من وهن في القلوب ، وركون إلى الدنيا ، وترك التمسك بدين الله عز وجل .

أيها الأخوة
ونحن اليوم نشاهد الأمم الكفارة تدعو بعضَها بعضاً لمقاتلة المسلمين ، وكسر شوكتهم وسلب ثرواتهم ، وأخذ أموالهم ، واغتصاب أراضيهم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها يأخذون منها بلا مانع ولا منازع ، فيأكلونها عفواً وصفواً ، يأخذون ما في أيديهم بلا تعب ينالهم ، أو ضرر يلحقهم ، أو بأس يمنعهم 0

والسبب في ذلك هو الوهن الذي هو سرّ الضعف ، فالناس في هذا الزمن إلا من رحم الله يعيشون عبيداً لدنياهم ، عشاقاً لأوضاعهم الرتيبة ، تُحركهم الشهوات والشبهات ، وتسيرهم الرغبات والنزوات . قد أعرضوا عن دين الله تعلما وعملا ، هم الواحد بطنه وفرجه ونومه ..

أيها الأخوة في الله

كل هذا التقصير وهذا الركون أصاب الأمة بالذل ..نعم أصيبت الأمة بالذل بجميع معانية ..اقتصاديا وعسكريا وسياسيا واجتماعيا .. حتى اصبح الكفار يقسمون بلادهم وهم ينظرون ، ويقتلون إخوانهم وهم يشاهدون ، بل بعضهم فرحون مسرورون ..

ما هذا الخزي والعار ،؟؟ ما هذه المهانة أمة الإسلام ..؟؟

فضيحة ما بعدها فضيحة .. وذل ما بعده ذل ..

عبدة الصليب وأحفاد القردة يعيثون في بلاد المسلمين بلا رقيب ولا حسيب ..فلا حول ولاقوة إلا بالله ..

ولسائل يسال ويقول : ما هو المخرج من هذا المأزق الخطير ، وما هو الحل من هذه المصيبة ؟؟
الجواب أتركه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يخبركم به ..

أخرج أبو داود رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ) ..

إذا الرجوع إلى دين الله ، ومن ذلك ترك المعاملات الربوية ، ورفع راية الجهاد
هذا هو الحل الوحيد ..

الرجوع إلى دين الله تعالى المبني على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على وفق ما فهمه سلفنا الصالح ..

أيها المسلمون :

لقد جربنا الانضمام إلى مجلس اللآ أمن ، والانضمام هيئة حماية الأمم النصرانية ..

ولقد أسسنا المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ،

واشتركنا في منظمة دول عدم الانحياز ،

ونادى بعضنا بالقومية العربية ، ورفع بعضنا شعار الوطنية ..

ولكن هل نفعنا ذلك ؟؟

ولقد تنازل بعضنا عن بعض تعاليم الدين ، وحاول ان يمسك العصا من الوسط ، ونادى بإسلام معتدل ، لا يصطدم مع الحضارة الغربية ، ولا يغضب ابنا العم سام ..وقسم المجتمع إلى متنطع متشدد ، والى معتدل متفتح.

ولكن هل نفع ذلك ؟؟

لقد تفاعل البعض مع النداءات الغربية ، فحارب العلماء ، وجفف منابع الصحوة ، ومنع المساجد ان يذكر فيها اسم الله ، وحارب مظاهر الالتزام كما فعل الرئيس العراقي في بلده ..

فهل نفعه ذلك ؟؟

أيها الأخوة في الله :

لقد أعلنها الله جل جلال صريحة في كتابه منذ فجر الرسالة فقال ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ .. قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى .. وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير )..

ان الكفار لن يرحمونا ، ولن يحترمونا ، ولن يرضوا عنا حتى نترك ديننا ، ونتبع دينهم الذي هو عبارة عن أهواء بشريةٍ منحرفة.

هذه الحقيقية ، فنحن إذا بين أمرين

إما أ، نترك دينا ونعطي الدنية فيه ، فنحسر في الدنيا والآخرة .

وإما أن نلتزم بالدين التزاما حقيقيا ، وندعوا إليه ، ونجاهد من أجل رفع رايته ، ونصبر على ما أصابنا في سبيله ، وبهذا نفز في الدنيا والآخرة ، ونحقق لأمتنا المكانة والاحترام بين سائر الأمم ..

وهذا وعد قطعه الله على نفسه حين قال جل من قائل( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ، وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ، يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ، وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(55)

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

الخطبة الثانية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا..

أما بعد أيها المسلمون :

يقول تعالى في كتابه العزيز ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ، أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ، تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ، يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ، سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ .. ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ،
وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ ، يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(29)
إخواني الكرام : هذه بعض أوصاف الصحابة رضوان الله عليهم .

هولاء الرجال الذين غيروا بفضل الله الخارطة العالمية لصالح البشرية.

فأسسوا أعظم دولة واعدل دولة وارحم دولة ..

هولاء هم الكرام البررة ، الذي حملوا للبشرية النور والهدى ، وحملوا الرحمة والعدل والأمن ..

هولاء هم الذين رفعوا شان العرب ، وأخرجوهم من مؤخرة الأمم إلى قادة الأمم ، ورفعوا شان العجم فأخرجوهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ..

هولاء ومن سار على دربهم هم المخلصون الحقيقيون للعالم من الجهل والظلم والتخلف والرجعية ،

هولاء ومن سار على دربهم هو الداعون الحقيقيون إلى التقدم والرقي والحرية والعدل والمساواة ..

أيها الأخوة المؤمنون :

وما أراد منا ان يرفعه الله في الدنيا والآخرة فليمسك بركابهم ، وليقتدي بهم ، وليفهم الإسلام كما فهموه ..وليطبق الإسلام كما طبقوه ..

إننا دائما وأبدا خصوصا في هذه الأيام بحاجة إلى دراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، ومحاولة الاقتداء بهم في جميع شؤون حياتنا، مع نبذ التقليد للكافر والجاهل

نحن بحاجة إلى عودة إلى ديننا ،والجدية في لالتزام .. وقبل ذلك الإقلاع عن المعاصي والعادات والتقاليد المخالفة للشرع.

بحاجة إلى التكاتف والتلاحم والتراحم والتحابِ فيما بيننا ، مع نبذ العصبيات والتحزبات للأشخاص والمذاهب والبلدان.

نحن بحاجة إلى الشعور بشعور إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ، ندعوا لهم .. نساعدهم بكل ما نستطيع .. فربما دعوة صادقة أو درهم حلال أو فكرة حرة نفع الله بها الأمة اكثر من الجيوش الجرارة ..

وختاما اخوة الايمان : فنسأل الله تعالى ان يعزَّ الإسلام والمسلمين ، وأن يذلَّ الشرك والمشركين ،
اللهم دمر أعداءك أعداء الدينِ ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئنا ، وسائر بلاد المسلمين ،

اللهم انصر من نصر الدين ، واخذُل من خذل عبادك المؤمنين
اللمه فرّج همَّ المهمومين ، ونفّثْ كرب المكروبين ، واقضِ الدين عن المدينين ، وفكَّ أسر المأسورين ، وأحسن خلاص المسجونين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين ، برحمتك يا أرحم الراحمين 0
اللهم انصرنا نصراً عزيزاً مؤزراً ، وارزقنا فتحاً قريباً مبينـــاً ، وارزقنا يقيناً بأنه لا فعّال ولا ناصر في الأرض إلا أنت .

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ، وأفرغ علينا صبراً ، وثبت أقدامنا ، وانصرنا على القوم الكافرين .
اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيراً فوفقه لكل خير ، ومن أراد بهم غير ذلك فخذه أخذ عزيز مقتدر .
اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا ، وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا في من خافك واتّقاك ، واتّبع رضاك … يا رب العالمين .

————————————

حبيبتى هذا مصداق نبؤة النبى صلى الله عليه وسلم

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك أختي خديجة
ففعلاً السبب الرئيسي لما نحن فيه هو ضعف الإيمان والخوف من الكفار واعتقاد البعض أن الغلبة ستكون لهم بسبب ما يملكونه من أسلحة ولكن نحن لدينا ما هو أقوى
لدينا الإيمان بالله وبنصره ولكن علينا أن نبتعد عن المعاصي التي هي سبب البلاء وأن نلجأ إلى الله بالدعاء فهو أقوى سلاح يمتلكه المؤمن
و الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.