تخطى إلى المحتوى

۞•:* ۞ الأدب مــــ(( الله ))ـــــع ۞•:*۞[ روضة السعداء ] 2024.



لاكي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه أمَّا بعد


بدافع من البحث في ظل آية ، وعن طريق الصدفة استمعت لدرس عن الأدب مع الله ..،

أردتُ أن أتوسع في البحث عن هذه الآيات وعن هذا المعنى ، بالرغم من أنني سمعت الآية مراراً ، وقرأتها عدة مرات ، ولكني لم أتعمق فيها ، ولكن بمنّ من الله تعالى وكرمه علي ،يَسر لي ذلك بدون عناء السؤال ~

.





فوجدت نفسي في بحور العلم للدلالات الإيمانية ، فسبحانه حين قال : ..

قال تعالى : { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ْ} .


ففي كل مرة أتطرق لجملة من الجمل التي لا ينطق عن الهوى ، فأجد مساحة واآسعة شاسعة المد ، لشتى أنواع المفاهيم والتفاسير

فأدركت ما غاب عني فهمه ، وأكتفيتُ بِمفاهيم أخرى لم أسمع عنها ، أو حتى أنني إسْتهونت البحث عنها ، وفيها فوائد جَّمّة ، ونافعات راآئعة ~

لاكي

.

لكلٍ منا "سورة أو آية" يحس أنها تتكلم عنه ، أو تشده كلما قرأها ، أو تمعن في حروفها وآياتها

وكلما قرأت " سورة الكهف" أحس بعطش فطري لإعادة قراءتها من جديد ، وتمعن في كل جملة من جملها

وكثيراا من الأحيان تكون هناك ، آيات بسيطة ، فنلخص مفهومها من طوع أنفسنا بدون أن نلجأ إلى العلماء

وكتب التفسير التي تدلنا على أكثر من معلومة ، وحتى أنني سمعت أن هناك تفاسير متجددة مقربة للفهم أكثر( والله أعلم )


فوقفت عند آية .{ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ْ}


وأخرى: .{ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ْ}


وأخرى : .{ فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا ْ}


أتلاحظن شيئاً..؟

نعم ، هناك جمل قاطعة تدل على الأدب مع الله تعالى في صدق الرسالة ومخاطبة الغير


قال في الأولى : فأردتُ ، وهو على يقين أن من يقدر علينا المقادير هو الله ، فقال : " أنا " من فعل ذلك بالرغم من أنه كان بأمر الله ، ولم يقل ، أمرني الله بذلك ، أو أعابها الله أو ماآ شابه


فنرى حسن المعاملة مع الله حتى وإن كان مرسولاً مأمورا بأن يؤدي رسالته ،،


وكذلك في الآية الثانية ذكر " خشينا" جعل من عذره خشية للعقوق ، والإفساد ، ولم يقل قتله الله ، أو أماته ، أو أمرني الله بذلك


فكان للخضر ( رضي الله عنه ) أن يلبس العيب لنفسه بغض النظر أن يفسره بأمر الله الذي لا يُعارض ، وأنه لا طاعة لغيره بشفقة أو ما شابه


فكان العذر : فخشينا أن يرهقهما … ))

وفي الآية التالثة قال: فأراد ربك ، وهنا نسب الفضل لله عز وجل ، إنها لقمة الأدب مع الله ، وحسن الخطاب ، وهو يعلم أنه المدبر لكل شيء ، وعلام الغيوب ، قبل وقوعها

فأراد ربك أن يستخرجا هذا الكنز وينعما به ، فهو هدية من عند الكريم الوهاب

ولم يقل :فَأَردْتُ أن يستخرجوا .. وهنا الفرق ظاهر بين كل آية وأخرى ، وبين كل آية نسبت لله عز وجل ،أو نسبت إلى المرسول.

ومع ذلك قال { وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ْ}ولكن برحمة من ربي وفضله تم ذلك

ماوقع من سوء فهو مني ، وما وقع من خير ، فهو من الله برحمته وعطائه ومنه ، وكل ماهو في الخير ، هو منسوب لله عز وجل ~



ومنها: استعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ، فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله { فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ْ}وأما الخير، فأضافه إلى الله تعالى لقوله: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ْ}كما قال إبراهيم عليه السلام { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ْ}وقالت الجن: { وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ْ}مع أن الكل بقضاء الله وقدره..


لاكي

.ومن أدب يوسف عليه السلام: قوله عندما خرج من السجن عندما رفع أبويه على العرش قال:" وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن" (يوسف:100) ولم يضف سبب وقوعه في السجن إليه’ وإنما ذكر إحسان الله إليه.
وأمثال هذه الأخلاقية كثيرة جدا عند أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام أجمعين.

.
.
لاكي.

ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله تعالي إلا بثلاثة أشياء:-


1المعرفة بأسمائه وصفاته.
2المعرفة بدينه وشرعه’ وما يحب وما يكره.
3أن تكون له النفس مستعدة ومتهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا
من الأدب مع الله عز وجل.
.


وفي معظم آيات التفاسير تجد أن معظم المفسرين في كثير من كتب التفاسير ، استعملوا تفسير مبسط ، مكتفي حسب الآية ، ووقوع الحدث ، حسب الكلمة

فنجد التفسير المكمل للآية ، في دروس خاصة ، توصلنا إلى المعنى الحقيقي لها ،

فيسهل علينا الفهم ، وحتى الحفظ ،

وطالب العلم ومكرر للسور ، يجد نفسه يبحث على أكثر من تفسير وأكثر من فهم ، للتعمق في معاني السورة

ولكن لو تعمقنا أكثر فأكثر ، نجد هناك آيات غاية في الروعة ، وفي روعة التعمق في معانيها

والتي لها فروع و توسعات ، نسأل الله أن ينفعنا ويفقهنا في ديننا


.

.
لاكي.

وبواقع الصدفة مع آيات الأدب مع الله ، وبسماعي لهذا المدخل من التفاسير، لا ننسى أن هناك فروض تستوجب الأدب مع الله لكل مسلم يشهد "أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله " سأذكرها سريعاً ،،




في صلاته ، وزكاته ، وصيامه ، وقيامه بكل الفرائض والسنن ، وبأن الله يعلم نيته وعمله إن كان خالصا لوجهه أو فيه نوع من الشرك


.وإذا خلوت بريبة في ظلمة **والنفس داعية إلي الطغيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها **إن الذي خلق الظلام يراني
.


وهناك أمثلة ظاهرة ، وقد تدرج في أكثر من عنوان ، ولكنها تدخل بالأول في الأدب مع الله


فالأدب مع الله سبحانه ، يقتضي توحيده وتعظيمه سبحانه ، وإطاعة أوامره ، ونواهيه ، والحياء منه ،

وهذا يشمل القلب واللسان والأركان ،،


وهذا يكلف مجلدات وكتب ومواقع خاصة بها ، ومتواجدة بكثرة في كل مكان


ولا يخفى على كل واحد منا ، أمراً من أمرها ~


ولكن ماآ شدني هي أول نقطة بدأت منها ، والتي يغفل عنها الكثير من الناس ، ولربما يمارسها الكثير من الناس بدون شعور ..

وبدافع من أمرهم أنها نية قول ،


فنجد الكثير منا من يصيبه مكروه من صنع نفسه ، أو قُدِرَ له ، يقول دوماً من الله ، ولربما يسخط ويجهل أحيانا لذلك ..،

وينسى أنه كان هو السبب في ذلك ، أو حتى ينسى أن يقول (( … مني ومن الشيطان ))


أو حتى أصابه خير ، يقول : لولم أفعل كذا ، … لكان كذا ،


أو أن الفضل بيده ، أو مارزقه الله من مال ، فهو من جهده وتعبه ، فينسى وينسيه الشيطان ، أن يعود بذلك إلى الله من كل إحسان ،


والأكثر من ذلك يحس أن كل أمر يقوم به هو على الصواب ، وفي جادة الأمر، ولم يفعل ما ينافي الأدب مع الله

أو ما يخالف أمره ، وبذلك إنه صبور لكل أمر وقع معه ، وهنا درجااات


فإن الواجب على المكلفين بالتأدب مع الله عز وجل في كل قول وعمل ، في السر والعلن

وأن لا نستصغر أي قول أو أي عمل نقوم به ، فهو عند الله عظيم


.
لاكي.




أسأل الله أن يفقهنا في ديننا ، ويصلح لنا نياتنا وأقوالنا ، وأعمالنا

وأن يكرمنا بالأدب معه في كل الأوقات


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم كتابة الموضوع بقلمي ~
مع نسخ الآيات
فما كان من صواب ، فبتوفيق من الله ، وما كان من خطأ ، فمني ومن الشيطان.

ما شاء الله ابدعتى فى طرحك للموضوع
جزاكي الله خيرا مضاعفا
بمقدار كل حرف كتبتيه لنا
وثقل به ميزان حسناتك

تحياتي


اللهم آآمين ياحبيبة

ولك بالمثل

بارك الله فيك وفي حضورك الطييب ~

جزيت عني كل خير

بارك الله فيك يا غاليه وجعله في ميزان حسناتك

طرح رائع .. وقيم ..

ربي يجعله في ميزان حسناتكِ ..

أبحرت في ظلال الإيات .. العظيمة ..

سبحانك ربي ما أعظمك ..

"إن كنت متأدباً مع نفسك فستكون متأدباً مع الله"

شكراً غاليتي" على هذا الموضوع القيم

بــــــــارك الله فيكِ و جزاكِ أعالي الجنان.

لاكي كتبت بواسطة بيبي مورو لاكي

بارك الله فيك يا غاليه وجعله في ميزان حسناتك

اللهم آميـــن ~

بوركت خطواتك ،،

وجزيتي عني كل خير

طرح مبارك
ودعوة متميزة لمن لا يحسنون الأدب مع الله تعالى

سبحان الله وبحمده

هل لاحظتِ أننا حين ندعوا الله تعالى يكون دعائنا بصيغة الأمر
اللهم أحسن خاتمتنا …
اللهم ارزقنا من حيث لا نحستب..
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا

كلها بصيغة الأمر …
لذا لا بد من احسان التأدب مع رب العباد …
وإن لم نحن الأدب مع الله تعالى..فمع من سيكون التأدب

بوركت غاليتي

بارك الله فيكِ يا غالية

لاكي كتبت بواسطة Sécurité Hanov لاكي
طرح رائع .. وقيم ..

ربي يجعله في ميزان حسناتكِ ..

أبحرت في ظلال الإيات .. العظيمة ..

سبحانك ربي ما أعظمك ..

ربنا يباآرك فيك ويسعدك

سررت بطيب وجودك

جزيت عني كل خير ~

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.