أحبتى ..
ها أنا أتيت بقصتى الطويلة .. الثالثة ..
وأتمنى من الله أن تنال اعجابكم ..
ملحوظة:
أحداث القصة .. انما هى محض خيال ,, فقط !!
ولنبدأ .. بإذن الله
شعر (مازن) بيد رقيقة تهزه فى رفق وبصوت حنون دافئ يهمس فى أذنه قائلاً:
– هيا يا (مازن) إنها التاسعة الآن.
فتح (مازن) عينيه فى تكاسل وهو يقول:
– حسنا يا أمى .. .. هل لى فى قدح من الشاى؟
قالت الأم بلهجة تفيض حناناً:
– ألن تتناول طعام إفطارك معنا؟
وقبل أن يجيب قالت الأم وهى تفرد كفيها فى وجهه:
– أعلم أنك تفضل تناول إفطارك معها.
شعر (مازن) بتلك اللهجة الحزينة فى صوت أمه فاعتدل فى فراشه وقال لها:
– ليتنى أعلم يا أمى لِمَ تكرهى (لقاء) إلى هذا الحد؟!
قالت الأم فى سرعة:
– أنا لا أكره أحد .. ولكنى لا أحبها.
قال (مازن) بلهجة أقرب إلى الرجاء:
– لماذا يا أمى؟ رغم انك تعرفين أنى أعشقها.
قالت الأم وهى تجلس بجواره على طرف الفراش:
– لا أعرف يا (مازن) لِمَ لا أحبها .. ولكن هل تعلم هناك فتاة أشعر أنها تحبك من قلبها.
ابتسم (مازن) وقال:
– إن (لقاء) تحبنى من أعماق قلبها .. ولكن أخبرينى من أين لكِ أن تعرفى الفتيات ومن تحبنى ومن لا تحبنى؟
قالت الأم فى شئ من السخط:
– كان هذا يوم زفاف أختك عندما دعوت طلاب جامعة القاهرة بأكملها.
ضحك (مازن) ثم قال:
– ومن تلك الفتاة التى رأيتى انها تحبنى من قلبها؟
قالت الأم فى اهتمام:
– هى تلك الفتاة ذات الجمال الفائق والصوت الجميل والتى قامت بالغناء فى الحفل.
قال (مازن) فى ضيق وهو يقطب حاجبيه:
– أتقصدين (روان)؟
لمعت عينا الأم وهى تقول:
– نعم نعم إنها هى.
قال (مازن) بدهشة:
– عجباً يا أمى .. إنك لا تحبى الفتاة المتحررة فكيف لكِ أن تحبى (روان) وهى نسخة مقلدة من الفتاة الأوروبية بتحررها وإنطلاقها وعدم تقيدها بالتقاليد؟
اتسعت عينا الأم وهى تقول:
– هل تعنى بهذا أنها فتاة غير محترمة؟
قال (مازن) فى سرعة:
– كلا يا أمى إن (روان) فتاة محترمة للغاية ولكنها تعيش بمفردها فوالدها ووالدتها يسافران كثيراً وربما لا يستقران فى القاهرة أيام معدودة كل عام ولذلك لا يوجد رابط أو ضابط فى حياتها ولكنها رغم ذلك أخلاقها ممتازة.
نهضت الأم وهى تقول فى سخط:
– ياللتناقض الغريب الذى تحويه كلماتك يا (مازن).
ثم استدارت وهى تهم بالإنصراف:
– هيا إنهض من فراشك وسوف أعد لك قدح الشاى.
*****
(صباح الخير يا أبى)
قالها (مازن) وهو يجلس مع والده ووالدته على مائدة الإفطار ويختلس نظرة إلى والدته والتى يبدو أنها مازلت غاضبة من ذلك الحوار عن (لقاء) و (روان) وقال الأب وقد لاحظ النظرات المستترة بين زوجته وابنه:
– صباح الخير يا (مازن).
مال (مازن) على والدته قليلاً وهو يقول لها مداعباً:
– كيف حالك يا جميلتى؟
فصاحت فى وجهه فى غضب مصطنع:
– ألم أكن معك منذ قليل.
قال لها وهو يتناول قدح الشاى بين راحتيه:
– لقد أوحشتنى.
أخفى الأب إبتسامته فى الجريدة التى بين يديه فى حين قالت الأم:
– هيا تناول الشاى وإذهب إلى الجامعة لقد تاخرت كثيراً.
قال (مازن) وهو ينهض واقفاً ويضع قدح الشاى دون أن يتناول منه الكثير:
– حسناً .. ولكننا سوف نكمل حديثنا لاحقاً.
ضربت الأم على سطح المائدة فإنتفض الأب وهو ينظر إليها وهى تقول:
– لن نتحدث فى هذا الموضوع مرة أخرى.
قال (مازن) وهو يتصنع الحزم:
– وأنا لن أقبّل وجنتك قبل أن أغادر المنزل مرة أخرى.
تطلعت إليه الأم فى دهشة وكذلك فعل الأب فى حين لانت ملامح (مازن) وإتسعت ابتسامته وهو يقول:
– سوف أقبل وجنتيك.
ابتسمت الأم فى حنان وهو يقبل وجنتيها وتابعته بنظرها إلى أن أغلق باب المنزل خلفه فبادرها زوجها قائلاً وهو مازال يتطلع إلى الجريدة:
– لماذا ترفضين ارتباط (مازن) بـ (لقاء) رغم انه يحبها؟
سارعت الأم بقولها:
– ولكنها لا تحبه.
قال الأب فى دهشة:
– وما أدراك أنتِ؟
أشارت إلى موضع قلبها قائلة:
– شئ ما هنا يأبى أن يصدق انها تحبه إن من تحبه هى تلك الفتاة ذات الصوت الجميل التى دائماً ما يغيب عن ذهنى اسمها.
قال لها زوجها بلهجة ذات مغزى:
– عندما أردت أن أتزوجك لم أتوقف أو أتراجع أمام اعتراضات عمى وأخى رحمهما الله.
فهمت ما يرمى إليه زوجها فقالت فى خضوع:
– ليفعل ما يشاء.
*****
مقعد في اول صف وجبت معايا البوب كورن
في انتظار البقيه
تابعي اختي الغاليـه
الثانية عشان الوقت إللي نزلتي فيـــــــــ ــــــــــــه كنت خارج التغطية ….
أصبحنا وأصبح الملك لله هوشات من الصبح…
متـــــــــــــــــــــابعة
2) فى الجامعــــة
بحثت عينا (مازن) عن (لقاء) فى كل مكان يفترض أن تتواجد فيه ولكنه لم يجدها وقرر أن ينتظرها فى الكافتيريا الخاصة بكليته وبينما هو سائر توقفت أمامه سيارة حمراء صغيرة معترضة طريقه وقالت الفتاة التى تقودها:
– تاكسى يا دكتور؟
تطلع إليها (مازن) ثم عقد ذراعيه أمام صدره وقال بشئ من الضجر:
– أشكرك.
كانت فتاة تحظى بالكثير من الجمال وصوتها عذب رقيق وهى تقول:
– لن أكلفك الكثير ربما قدح من الشاى أو على أقصى تقدير سيكون من النيسكافه.
وضع (مازن) يديه على باب السيارة واقترب منها قائلاً:
– ماذا تريدين منى يا (روان)؟
قالت (روان) وهى تدنو منه هى الأخرى:
– قلبى .. .. يؤلمنى بعض الشئ.
ارتفع حاجباه لحظة ثم قال فى سخرية:
– وما شأنى بقلبك؟
قالت بابتسامة ساحرة:
– ألست طبيباً للقلوب؟
قال وهو يرتكز بمرفقه على سقف السيارة:
– ليس كل القلوب.
قالت (روان) وهى تبتسم ابتسامة مريرة:
– قلبها هى فقط .. أليس كذلك؟
قال (مازن) بابتسامة متشفية:
– بالتأكيد.
انطلقت بسيارتها فجأة فكاد (مازن) أن يختل توازنه وهو الذى كان يرتكز إلى السيارة وهى تهتف به:
– إذهب إليها إذن ستجدها مع (شاهر) عند مبنى كلية الآداب.
تابعها (مازن) بنظرة سخط وهى تنطلق بسيارتها الحمراء الرشيقة فى سرعة.
وأسعد لأني أول متابعيها
وأتمنى الأ تكوني ممن لا يحب العصافير
لأن صفحتك امتلأت بها على ما أظن ,,
انا اسعد بوجودك
هل تعرفين
أنا أعشق العصافير .. فليتهم يكونوا من مرتادى صفحاتى على الدوام
شاكرة لك تواجدك الراقى
تطلع (مازن) إلى (لقاء) و (شاهر) الذى يجلس مرتكزاً على مسند المقعد خلف (لقاء) وكأنه يلف ذراعه حول عنقها ويتحدث إليها وهى تستمع إليه بإهتمام فشعر (مازن) بالضيق وتوجه إليهما على الفور فما أن رأته (لقاء) حتى نهضت واقفة وهى تبتسم وتقول فى سرعة:
– صباح الخير يا (مازن) .. لماذا تأخرت؟
تطلع إلى (شاهر) الذى لايزال على جلسته وينظر إليه نظرة عابثة مستهترة ثم قال موجهاً حديثه إلى (لقاء):
– لقد أتيت فى موعدى .. هيا بنا.
وهم بالإنصراف مع (لقاء) إلا أن (شاهر) استوقفه قائلاً:
– (مازن).
استدار (مازن) إليه متسائلاً:
– هل تنادينى؟
قفز (شاهر) من مكانه واقفاً وقال وهو يلوح بذراعه فى حركة مسرحية:
– بالطبع أيها الطبيب الوسيم .. أنا أدعوك لحضور حفل عيد ميلادى فى منزلى بالمعادى.
عقد (مازن) ذراعيه أمام صدره وهو يقول بنفاذ صبر:
– لست أظن أننى أستطيع الحضور فالإمتحانات على الأبواب.
رفع (شاهر) خصلة الشعر التى تزين جبينه وهو يقول بلهجة مستفزة:
– كيف هذا؟ ..
ثم وضع يده على كتف (لقاء) وهو يستطرد:
– .. لقد وعدتنى (لقاء) بالحضور.
أزاح (مازن) يد (شاهر) عن كتف (لقاء) فى خشونة وهو يقول:
– هذا شأنها.
ثم أمسك يدها وقال وهو يمضى مبتعداً:
– هيا بنا.