ما المراد بآخر الزمان ؟
آخر الزمان : أي آخر زمان الدنيا الذي يكون بين يدي الساعة
شرور آخر الزمان – المنفرات – :
أولاً : ما رواه أبو موسى الأشعري وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما ، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج. والهرج القتل ) / أخرجه البخاري
ثانياً : ما رواه أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال وتبقى النساء؛ حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد ) / رواه مسلم
ثالثاً : ما رواه أبو مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف.. ) / أخرجه البخاري
تضمنت هذه النصوص مجموعة من المساوئ التي تكون في آخر الزمان، ويرتبط بعضها ببعض، وهي كما يلي :
1- فشو الجهل وقلة العلم
2 – فشو الزنى وكثرته
3 – ظهور الأغاني والمعازف
4 – استحلال الخمر وكثرة شربها وتداولها بين الناس
5 – كثرة القتل
نسأل الله العفو والعافية ..
رابعاً : ما رواه طارق بن شهاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم ) / سلسلة الأحاديث الصحيحة [2/250]، رقم 647
خامساً : ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم: يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا ) / صحيح مسلم
في هذا الحديث العظيم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمبادرة بالأعمال الصالحة التي تكون حصنا قويا من الفتن العظيمة المظلمة التي تكون بين يدي الساعة، ومنها الفتنة في الدين؛ حيث يضعف التمسك به ويعز الثبات عليه لدرجة أن العبد يتقلب بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر في اليوم الواحد؛ حتى إنه يصبح مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. كما بين الحديث السبب الحقيقي لتلك الفتنة؛ وهو تعلق القلب بمتاع الدنيا الزائل ..
وستعظم هذه الفتنة بمظاهرها المختلفة حتى تعبد الأوثان، كما جاء في حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( . . . ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ) / صحيح أشراط الساعة
سادساً : ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ) / صحيح أشراط الساعة
والرويبضة هو الرجل التافه كما فسره الحديث، والمراد من الحديث بيان فساد آخر الزمان؛ حيث تختل المقاييس وتتقلب الموازين ..
-ومن المظاهر المؤلمة تداعي الأمم على الأمة الإسلامية، ونهب خيراتها، والعبث بعقول أبنائها، كما في حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: أمن قلة نحن يومئذ؟ قال: لا؛ بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ) / سلسلة الأحاديث الصحيحة [4/512]، رقم 1891.
سابعاً : ما خرجه الألباني في السلسلة الصحيحة: ( إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، الذين يطلبون ألوان الطعام وألوان الثياب، يتشدقون بالكلام ) / صحيح أشراط الساعة يشير الحديث إلى قضية الترف التي هي أخطر المراحل التي تمر بها الأمم؛ إذ ليس بعدها إلا السقوط، ولقد بلغت الأمة اليوم حد الترف وأوج الرفاهية في كل مجالات الحياة؛ حتى أصبح الوضع ينذر بالخطر، والله جل وعلا يقول: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس} [يونس: 24]
نسأل الله العفو والعافية ..
فتأمل أخي المسلم ،أختـي المسلمة .. كيف بلغ الترف هذا المبلغ العجيب في الطبقات الغنية، والمتوسطة، وبعض الطبقات الفقيرة التي لا تجد أحيانا قيمة الضروريات؛ لكنها تحاكي الآخرين تحت ضغط الواقع الاجتماعي المبني على المظاهر والكماليات!
فضائل آخر الزمان – المبشرات – :
رغم كثرة المساوئ والمنفرات التي تقع في آخر الزمان؛ فإن هناك فضائل ومبشرات كثيرة تفتح باب الأمل للمسلم ، وتزيد في يقينه وثقته بنصر الله تعالى، وقد جاءت تلك المبشرات في كثير من النصوص النبوية، وسأقتصر على بعضها خشية الإطالة:
أولاً : ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى. فقالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله! إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} [التوبة: 33] أن ذلك تاما! قال: إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ) / سلسلة الأحاديث الصحيحة، [1 / 7]
، وكذلك ما خرجه الألباني في الصحيحة: ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر ) / سلسلة الأحاديث الصحيحة، [1 / 8].
في هذين النصين الكريمين بشارة من النبي صلى الله عليه وسلم بأن الأمة ستعود إلى دينها بإذن الله تعالى، وسيدخل هذا الدين الحواضر والبوادي، وسيظهر على الدين كله ولو كره المشركون، وذلك يوم تكون الأمة أهلا لذلك تعمل للدين وتضحي من أجله.
ثانياً : ما رواه أبو قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وسئل: أي المدينتين تفتح أولا: القسطنطينية أو رومية؟ الحديث، وفيه: ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية ) / صحيح مسلم
وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج لهم جيش من المدينة.. ) الحديث، وفيه: ( فيفتحون قسطنطينية ) ـ صحيح مسلم
وما رواه أبو هريرة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟! قالوا: نعم يا رسول الله. قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق ) / صحيح مسلم
وما رواه أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه شجر اليهود ) / صحيح مسلم
هذه النصوص الكثيرة تبشر بعودة الجهاد في سبيل الله، وكثرة الفتوحات، وتطهير الأرض من نجاسة اليهود وخبثهم
ثالثاً : ما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت ) / صحيح مسلم
في هذا الحديث بشارة عظيمة بوقوع خلافة راشدة على منهاج النبوة، ولكنها لن تقوم إلا بما قامت به الخلافات الراشدة الأولى.
رابعاً : ما رواه المستورد القرشي رضي الله عنه عند عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( تقوم الساعة والروم أكثر الناس ) ، فقال له عمرو بن العاص: أبصر ما تقول ! قال: أقول ما سمعت من رسول الله. قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسه حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك ) / صحيح أشراط الساعة
استنبط العلماء من هذا الحديث أن الروم يسلمون في آخر الزمان، وذلك من المبشرات ولا شك. قال الأستاذ مصطفى أبو النصر الشلبي: ( وهذا يدل والله أعلم أن الروم سيسلمون في آخر الزمان؛ لأن هذه الصفات قلما توجد إلا في أصحاب الإيمان الصادق، ودليلي على ما أقول قوله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده! لو كان الإيمان بالثريا لتناوله رجال من هؤلاء ) يعني فارس والروم[49]، ويؤيد ما ذهب إليه الشلبي الحديث الذي تقدم: ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ) ، وهو عام لا يخصص بأمة دون أمة ولا بمكان دون مكان.
ولعل المراكز والدعوات الإسلامية التي تنتشر في بلاد الكفار على أيدي الدعاة والعلماء مقدمات لهذه البشارة العظيمة
خامساً : ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة )
/ مشكاة المصابيح، [3/ 24] والجامع الصغير [6/70]
سادساً : ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ) / صحيح الجامع الصغير، [6 / 2276]
هذا الحديث من المبشرات بالمهدي؛ حيث تواترت النصوص بخروجه وصفاته ومدة حكمه، وهي مستوفاة في كتب السنة، والمراد أنه من مبشرات آخر الزمان.
وما رواه أبو أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً ؛ يدق الصليب ويذبح الخنزير ويضع الجزية، ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره، وتضرب الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم؛ حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بدريهمات ) سلسلة الأحاديث الصحيحة، [4/ 559]
وكذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( طوبى لعيش بعد المسيح! يؤذن للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات؛ حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت، وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره، ويطأ على الحية فلا تضره، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض )
ومن المبشرات التي تكون في آخر الزمان ما تقدم في الحديثين من نزول عيسى عليه السلام، وما يتبع ذلك من الخيرات والبركات المذكورة.
منقول من ( مجلة البيان ) مع شيء من التصرف والاختصار ..
دمتم بحفظ الرحمن ..
يارب قر اعيننا بهذا اليوم
جزاك الله خير ياحمامة على النقل الرائع
كثيرا ما نقراء عن شرور آخر الزمان
غير انك ذكرتي الشرور والمبشرات
( بادروا بالأعمال الصالحة فستكون فتنا كقطع الليل المظلم: يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا ) / صحيح مسلم
موضوع هام يظنه البعض علم لا ينفع …. أو أن تلك الأحداث بعيدة ولن نلحقها …
بوركتى على النقل الهام …
—
يارب قر اعيننا بهذا اليوم
آآآآآآميــــن ..
جزاكِ الرحمن خيراً أختي الحبيبة البشرى ..
بوركت أخي الفاضل ..