ووصلت الخادمة الأندونيسية المنتظرة "ناني"..واستقرت في بيت "أحلام"..
وبدأت في ممارسة عملها كخادمة..
وللحقيقة..فقد كانت ناني شابة في الخامسة والثلاثين من عمرها..
متوسطة الجمال..نشيطة..رشيقة..تحسن الطبخ بكافة أنواعه!!..مطيعة للأوامر..
وتقوم بأعباء المنزل خير قيام..وكانت صامتة هادئة..لا تتكلم كثيرا..
تحافظ على صلواتها الخمس في مواعيدها..وأحيانا كانت أحلام..تراها تقرأ القرآن في غرفتها..
وكانت ملابسها محتشمة فضفاضة..
لقد كان الجميع يحسدون أحلام على هذه الخادمة الطيبة..
ويتمنون أن عندهن خادمات مطيعات مثلها..
وبدأت أحلام قليلا قليلا..تتخلى عن مسئوليتها في تنظيف البيت والقيام بأعبائه..
وتدريجيا تولت الخادمة ناني كل ذلك..
وصار كل هم أحلام العناية برشاقتها ومظهرها وأناقتها..والتنقل بين محلات الأزياء..ومن كوافيرة لأخرى..
بحثا عن أحدث الموضات..وآخر الصرعات والتقليعات..
وإذا انتهت من ذلك..فوقتها موزع بين الاتصالات الهاتفية مع بعض الصديقات..
أو الزيارات الاجتماعية لبعض الأقارب والجيران..أو الانكباب على دفتر التحضير..
أو الانشغال برصد الدرجات..أو تصحيح كراسات الطالبات..
وكان أحمد في البداية ..يحاول ألا يحتك بهذه الخادمة كثيرا..وكان إذا احتاج شيئا..طلب من زوجته أحلام أن تطلب منها فعله أو تحضره..
ولكن لابد والحال هذه أن يقع بصره عليها ولو مصادفة..
فكثيرا ما كان أحمد يذهب إلى المطبخ لغرض ما ..فيفاجأ بالخادمة "ناني"..وقد وضعت الخمار عن رأسها
أو هي تلبس ثوبا أكمامه قصيرة..وكانت ناني إذا رأته تبادر بلبس خمارها..أو تغطية ذراعها..
وسارت الأمور على هذا المنوال..فترة من الزمن لكن حادثا مهما غير كثيرا من مجرى حياة تلك الأسرة الهانئة السعيدة..
لقد اكتشفت أحلام أنها حامل..في الشهر الثاني..وهنا ازداد إهمالها لزوجها..
وتهربها من مسئوليتها..بحجة أنها حخامل وتحتاج عناية خاصة..وراحة شبه تامة..حتى لا يتضرر الجنين الذي
تحمله في بطنها..
لقد تخلت أحلام عن أعمال المنزل وأعبائه..ولكنها للأسف الشديد..تخلت كذلك عن الاهتمام بشئون زوجها
ورعاية أحواله..ومراعاة مشاعره وعواطفه الداخلية..والاقتراب منه نفسيا..وتركت كل ذلك للخادمة "ناني"
في أيام الإجازة الصيفية..كان أحمد يستيقظ صباحا للذهاب إلى عمله..بينما تظل أحلام نائمة في فراشها إلى الظهر..وتتولى ناني إعداد الإفطار لأحمد..وتهيء له ثيابه..بل كانت تمشي معه إلى الباب ثم تودعه قائلة:
مع السلامة بابا!!
فكان أحمد يستغرب منها ذلك..ويقارن بين تلك الخادمة المسكينة..وتفانيها في خدمته..وبين زوجته المصونة..التي علا شخيرها..والتي لم تكلف نفسها حتى إلقاء التحية صباحا عليه..
بل إنه ذات صباح ..اشتاق إلى الحديث معها..فأيقظها من نومه ليتحدثا قليلا..
ولتودعه قبل ذهابه لعمله..كما كانت تفعل قبل قدوم الخادمة..فغضبت عليه وثارت في وجهه..
واتهمته بأنه لا يراعي ظروفها الصحية ولا يهتم براحتها!!
ولكن أحمد بعقله الناضج المتزن..لم يستسلم لتلك المقارنات الداخلية النفسية..
بل كان في أحيان كثيرة..يأخذ هو بنفسه زمام المبادرة..فيطلب من زوجته أحلام..أن تحضر له شيئا..
أو تصنع له طعاما معينا..حتى يشعر نفسه بوجودها معه في المنزل..وبأنها ليست قطعة أثاث جامدة في البيت..
ولكي تشعر أحلام بإهمالها لزوجها..
ولكن بدون جدوى..فقد جهلت أحلام أو تجاهلت..تلك الرسائل الرمزية..ولم تلق بالا لها..وقابلتها بالصدود والإعراض..
ذات مرة اشتهى أن يأكل الطعام من يديها..فطلب منها أن تطبخ له أكلة ما..كان يحبها جدا..
فقالت له أحلام:سأكلف ناني أن تطبخها لك..
فقال أحمد:أنا أريد أن أذوقها من يديك الجميلتين..فإن لهما مذاقا مميزا..
فأجابته بكل برود:بصراحة الأندونيسيات ماهرات في الطبخ أكثر مني..وناني طباخة ممتازة..فقل لها :تطبخ لك ما تريد!!!!
وكان أحمد أحيانا..يتعمد ويتقصد طلب بعض الأشياء من أحلام..فكانت تقول له بكل لا مبالاة:
اطلب من ناني أن تأتيك به..أم أنك تستحي منها!!..أمرك عجيب غريب!!
هل من الضروري أن أفعل كل شيء بنفسي…إذا ما وظيفة الخادمة..نحن ما أحضرناها إلا لتخدمنا!!
ذات مرة ..مرض أحمد مرضا شديدا..وظل طريح الفراش ليومين متتاليين..
وكان يتوقع أن تبقى زوجته أحلام بجواره..وأن تطلب إجازة استثنائية من مدرستها أو حتى تغيب بدون إذن..
3وليخصموا من راتبها ما شاءوا فزوجها أهم من ملايين الأرض كلها..
ولكن للأسف..لم تطلب أحلام إجازة..ولم تبق بجوار زوجها في محنته..
واستمرت تذهب إلى عملها كالمعتاد..وزوجها طريح الفراش..يئن من ألم المرض في البيت..
واكتفت فقط بالتأكيد على ناني..أن تهتم برعايته!!!!!
**
نكمل القصة فيما بعد..إن شاء الله..
وبتو وووووووووووووووووووووووووفيق 00
في انتظار البقيه
ولكن باختصار أنها في النهاية وجدته في آخر الليل مع الخادمة في غرفتها
وهو يقول سلبت قلبي يا ناني وهو في وضع مشين معها..
وذهبت لأهلها وهي تجتر الحسرات ..
ولكن هي السبب..نعم هي السبب..
بارك الله فيكم على الرد
أستودعكم الله
وأسأله أن يجمعنا في جنات النعيم..
أخوكم الداعي لكم بالخير
أبو خالد
لاحول ولا قوة الا بالله
وبتوووووووووووووووووووفيق 00