تخطى إلى المحتوى

أخلاق الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 2024.

  • بواسطة

خلق الرسول

الحمدّ لله والصلاة والسلام على رسول الله، فقد قال الله تبارك وتعالى في حق سيدنا محمد: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان أحسن الناس خلقا" رواه مسلم.

وروى البخاريّ من حديث عائشة في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت: "كان خلقَه القرءان" أي أنّ كل خصلة خير أمر الله في القرءان بالتخلق بها فهي من خلق الرسول.

فالرسول عليه الصلاة والسلام الذي اصطفاه الله تبارك وتعالى وفضّله على العالمين وخصّه بالخلق الحسن كان همّه إرضاء ربّه بتبليغ تشريع مولاه من غير تحريف ولا تبديل ولا تقصير. وفي هذا الباب قال القائل:

إن صحّ منك الرضا يا من هو الطلب **** فلا أبالي بكل الناس إن غضبوا

فمن كان هذا خلقه وهذه صفاته فكيف يكون متعلق القلب بالنساء كما يزعم ويفتري عليه أعداء الإسلام. إنّ الرسول صلى الله عليه وسلم تزوّج كما تزوج إخوانه الأنبياء، قال تعالى:

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً}

ومعلوم سنة الله في أنبيائه أن أعطاهم خوارق للعادة ومن جملة الخوارق التي أعطاهم قوة غريزة الشهوة من غير أن تشغلهم عن طاعة الله بل يزداد أجرهم على الثبوت في طاعة الله وعدم التقصير فيها مع هذه القوة الغريزية وهذا كمال في حقهم.

ولقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام معروفا بين أهل مكة بمحمد الأمين إلى أن بلغ من العمر أربعين سنة وقد كان أوتي من الجمال ما لم يساوه فيه أحد فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبيّ: "كأنّ الشمس تجري في وجهه" رواه الترمذي وأحمد وابن حبان فلو كان كما يفتري عليه الملحدون ولوعا بالنساء لظهرت منه رذيلة بل رذائل كثيرة ولكان أهل بلده طعنوا فيه بذلك حين أعلن دعوته ودعاهم إلى عبادة الله وحده وترك ما كانوا يعبدونه من الأوثان وكانوا اكتفوا بالتشنيع عليه بذلك عن غيره من أساليب الإيذاء له ولمن ءامن به، كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج إلا بعد أن صار عمره خمسة وعشرين عاما حيث تزوّج من السيدة خديجة رضي الله عنها وكان لها من العمر أربعون عاما وكانت ثيبا لم تك بكرا، ثم ماتت حين بلغ النبي من العمر خمسين سنة ولم يكن عنده غيرها فلو كان متعلق القلب بالنساء كما يزعمون لكان أعرض عن خديجة إلى الفتيات الأبكار أو لكان عدد قبل سنّ الخمسين ولما انتظر إلى هذه السن أو لكان جمع بعد وفاة خديجة الفتيات الأبكار اللاتي اشتهرن بالجمال في مكة والمدينة والجزيرة العربية فيسرعن إليه راضيات فخورات وأولياء أمورهنّ أرضى منهن وأفخر بهذه المصاهرة، فقد عرض شخص على النبي صلى الله عليه وسلم ابنته وكانت شديدة الجمال وقال إنها لم تمرض قطّ فقال صلى الله عليه وسلم: "لا حاجة لي فيها" رواه أحمد، وذلك لأن خيار الناس هم الذين يصابون في هذه الدنيا بالمصائب، فاعتبرها رسول الله قليلة الحظّ فلم يرض بزواجها مع ما وصفت به من الجمال، فلو كان متعلق القلب بالنساء لم يفوّت هذه الفرصة، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يتزوّج بكرا إلا عائشة رضي الله عنها ومع ذلك كان يتركها في دورها ونوبتها على الفراش ثم يذهب إلى الجبانة وحده ليستغفر لأهل الجبانة ويدعو لهم ويقضي هناك ما شاء الله.

فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة أنها قالت: "ما كانت تمرّ ليلتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خرج إلى البقيع أي جبانة المدينة يدعو لأهل الجبانة" وذلك مع ما اجتمع في عائشة من حداثة السن والجمال فقد كان عمرها عند وفاة النبي ثماني عشرة سنة وكانت أجمل نسائه أو من أجملهنّ ولم يكن دورها إلا نحو يوم في عشرة أيام.

وقد خصه الله تعالى بأن أحلّ له الجمع بين أكثر من أربع في ءان واحد وحرّم ذلك على أمته لحكم تعود إلى مصالح الدعوة الإسلامية.

ولقد كان واجبا عليه إظهار هذا الحكم الذي هو تشريع من الله وفي ذلك دلالة على صدقه صلى الله عليه وسلم في دعوى نبوته ورسالته لأنه لو لم يكن يتبع الوحي من ربّه لما تجرأ على أن يقول للنّاس أنا يجوز لي أن أجمع بين أكثر من أربع من النساء ولا يجوز لغيري لكنه لا يبالي إلا بتنفيذ ما يوحى إليه لأنّ همه صلى الله عليه وسلم أن يرضي ربّه إذ كان قلبه ممتلئا بشهود أنه لا ضارّ ولا نافع على الحقيقة إلا الله.

وكان تعدد زوجات النبيّ لحكم منها:

أولا: أن تنتشر شريعته بطريق النساء إلى النساء ولقد عدّد الرسول زوجاته وكنّ من قبائل شتى لتنتشر التعاليم والأحكام الفقهية الخاصة بالنساء كالحيض والنفاس والولادة والجماع والرضاع على الوجه الأتم ليسهل إيضاحها بينهنّ وقد يحول الحياء دونه إذا أراد النساء تلقيه من الرجال.

ثانيا: جمع شتات القبائل بالمصاهرة إلى غير ذلك ممّا يؤيد مشروعية تعدد أزواج النبيّ.

ومما لا شك فيه أنّ لزوجات النبي عليه الصلاة والسلام الطاهرات العفيفات رضوان الله عليهنّ الفضل الكبير في نقل أحواله وأقواله كعائشة رضي الله عنها وهي أفقه النساء على الإطلاق.

وأمّا من يطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم لكونه تزوج بعائشة رضي الله عنها قبل سنّ عشر سنين حيث أدخلت عليه وعمرها تسع سنوات فليس في هذا مطعن من حيث شرائع الأنبياء فإنه من المعروف في عادة عرب الحجاز في الجزيرة العربية البناء بالزوجة أي الدخول بها في سن تسع سنين ليس في ذلك عار في الجزيرة العربية وليس في ذلك إضرار بها وقد وجد في الجزيرة العربية عدة نساء ولدن في العاشرة بل حصل أن ولدت إمرأة في العاشرة بنتا ثم تزوجت هذه البنت بعد تسع فولدت فكانت الأولى جدة وعمرها احدى وعشرون سنة ذكر ذلك الإمام الشافعي في كتاب الأم


أخلاق الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الطاهر الامين .

من أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : الحلم والصبر والعفو والشجاعة

إنّ الحلم والاحتمال والصبر والعفو معانيها كلها متقاربة فهي كلها مما أدّب الله به نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : { خُذ العفو وامُر بالعُرفِ وأعرِض عن الجاهلين } سورة الاعراف.

والعرف هو كل ما فرض الله فعله أي كل الواجبات الدينية.

وإنّ المطالع لسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الاعظم يعلم إنّه كان من صفاته أن يعفو عمن ظلمه ويصل من قطعه ويحسن الى من أساء اليه وإنّه كان لا يزيده كثرة الاذى عليه إلا صبرا وحلما.

قال تعالى في خطابه للرسول عليه الصلاة والسلام :{ فاصبرْ كما صبَر أُولوا العزمِ من الرسلِ } (سورة الاحقاف, آية:35).

تقول السيدة الجليلة عائشة زوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وصفه صلى الله عليه وسلم :" وما انتقم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله في شيء فينتقم بها لله " رواه البخاري.

ومن آثار صبره وعفوه أنّه يوم أحد ابتُلي بلاء شديدا فقد كُسرت رباعيته وشج رأسه الشريف حتى شق ذلك على أصحابه شقا شديدا فقال عليه الصلاة والسلام :" اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون" فانظر، أخي المسلم، ما في هذا القول من جماع الفضل ودرجات الاحسان وحسن الخلق وغاية الصبر والحلم إذ لم يقتصر على السكوت عنهم بل ودعا لهم، أي للمشركين، بالهداية فقال " اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون".

ولما تصدى أحد المشركين وهو غورث بن الحارث ليفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم والرسول نائم تحت شجرة وحده فلم ينتبه إلا والرجل والسيف في يده فقال المشرك للرسول " من يمنعك مني " فقال له عليه الصلاة والسلام بلسان التوكل واليقين " الله " فسقط السيف من يده فأخذه النبي وقال للرجل " من يمنعك مني " قال " كن خير آخذ " فتركه وعفا عنه فرجع ذلك المشرك الى قومه وقال لهم " جئتكم من عند خير الناس ".

ومن أوصاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم الشجاعة والنجدة وكان النبي محمد عليه الصلاة والسلام منهما بالمكان الذي لا يُجهل وقد حضر المواقف الصعبة وفرّ الكُمَاةُ والاشداءُ عنه غير مرة وهو صلى الله عليه وسلم ثابت لا يبرح ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح. وقد روى البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : " ما رأيت أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

وروى البيهقي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في شجاعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المعارك " إنا كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحُدُق اتقينا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب الى العدو منه ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو ".

وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أشد الناس يومئذ بأسا.

ويوم حنين لما التقى المسلمون والكفار ولّى بعض المسلمين مدبرين و الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يفر فطفق عليه الصلاة والسلام يُركض بغلته نحو الكفار وأبو سفيان آخذ بلجامها يكفها بغية أن لا تسرع والرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأعظم يقول " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب". رواه البخاري.

أخي المسلم، ما أجمل أن تقتدي بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن تكون صاحب حلم وصبر وعفو وشجاعة تصبر على أذى الناس وتعفو عمن أساء اليك وتدافع عن دين الله بإقدام وشجاعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.