الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم أجمعين………أما بعد:
فإن التوبة والهداية أمنية لكل نفسٍ بشرية ، والعودة إلى الحق مطلب لكل العقلاء.
وهناك عوائق قد تقف بين المرء وبين الهداية ، وهي لاشك حواجز ، ولكن يستطيع قوي الإرادة بإذن الله تجاوزها وتحطيها بشرط أن يملك القدرة والعزيمة القوية; باستشعاره لعظمة خالقه – جلَّت قدرته – وبتفكره في يوم معاده……((إِنَّ اْلَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ اْلْقًُرْءَانَ لَرَآدٌُّكَ إلَى مَعَادٍ))
وأول هذه العوائق "الأصدقــاء"
=====================
فنحن نلمس جميعاً ماللأصدقاء من أثر في توجيه السلوك ، وبالإختلاط يتأثر الأصدقاء بعضهم ببعض ، فالطباع سراقة ، والنفس قد جبلت على المحاكاة والتقليد ، فنجد للأصدقاء دوراً مهماً ورئيسياً في تغيير مسار زملائهم وأصحابهم ، وهناك من الشباب من يرغب في الهداية ولكن أصدقاءه يقفون حائلاً دون تحقيق أمنيته بصورٍ شتى ، وأساليب عديدة :
لعل أبرزها عدم إعطائه فرصة للتفكير ، حيث نجد أن الأصدقاء دائماً يجتمعون يومياً ساعات طويلة بحيث لايكون أمام الواحد منهم فرصة للتفكير في وضعه وما هو عليه من ضياع ، فلو تأخر عن الحضور ولو ساعة تجدهم يجرون معه كافة طرق الإتصال , الهاتف ، الجوال ، النداء الآلي ، إرسال من يقوم بإحضاره في التو واللحظة ….وقد يجتمعون في مسجد وتلقى كلمة فيتأثر أحد الأصحاب بها ، ولكن بعضهم أو غالبهم لايتيحون له الفرصة للإستفادة منها ، ومنهم- والعياذ بالله- من إذا رأى صديقه قد تأثر بزيارة لمقبرة أو بكلمة ألقيت في مسجد بادر وأسرع بإسماعه أغنية ليذهب عنه مايحسبه حزناً وهو لايدري ، أو يذهب بهذا الصديق إلى أصحاب يأنس بهم ليفرجوا عنه وما علم أن الذي به هو ألم المعصية وإشراقة التوبة.
وهكذا نجد الأصدقاء غالباً مايقفون حاجزاً بين أترابهم والإلتزام ، ولكن هذا الحاجز يستطيع العاقل تجاوزه إذا صدقت نيته وصحت عزيمته ، واستعان بالله واعتصم به (( وَمَن يَعْتَصِم بِاللهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ)) وعدم إعطائه الآخرين فرصة للتصرف في حياته لأنها غالية جداً …
ويتجمع الأصدقاء مع بعضهم ، بوسائل مختلفة منها :
الدوريــــــات : الأسبوعية أو الشهرية أو النصف شهرية حيث لايتركون فرصة لأحدهم بالبحث عن غيرهم ، فإذا همَّ أو فكر أحدهم في الهداية وتركه دورياتهم هم إليه زميله ، وقال له لماذا لا يكون هذا إلا في دوريتي ، وهكذا يستمر في المجاملات حتى لا يترك له مجالاً للتفكير أو قد ينسه فكرة الهداية والبحث عنها من أساسها ؟
ومن وسائلهم كذلك : تكوين مخيم أو استئجار استراحة ، حيث نرى بعض الشباب يبحثون عن مكان يجمعهم وغالباً مايستأجرون مخيماً أو استراحة أو أشبه ذلك بحيث لا يترك لأصحابهم فكرة البحث عن غيرهم
وعلى من ابتلي بهذه الأشياء أن يعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، وفي الخيرين الخير ، وعليه بمصاحبة الرفاق الصالحين فهم خير بديل عن غيرهم….
إن شاء الله سأكمل لكم الموضوع مع المعوق الثاني من معوقات الهداية………
انتظروووووووووووني
جزاك الله خير وكلامك فعلا فى محله(( المرء على دين خليله فالينظر احدكم من يخالل))…
بارك الله فيك اختى الكريمه
ثاني نقطة من المعوقات :" الغـفـلة والتسويف "
والناس في غفلة عما يراد بهم……………كأنهم غنم في حوش جزار
جميع الفطناء يتمنون الهداية ، ويحرصون عليها لما يعرفون عن آثارها الطيبة في الدنيا والآخرة ، ولكن هناك من لايسعى لها ويقوم بتأجيلها وتسويفها ويغفل عن آثار هذه الغفلة والإعراض , قال تعالى (( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون )) فكم من مسلم ومسلمة كانت التوبة والهداية من الأمور التي يبحث عنها ويخطط لها ويتمناها ولكنه سوفها وأجلها حتى غفل عنها ظناً منه أنها شيء كاسد في متناول يده متى ماأرادها .
إن تأجيل التوبة إلى أوقات الرجولة وزمن الشيخوخة أفكار تعشعش في عقول الشباب والأحداث من ذكور وإناث ، كم من شاب نزل الموت بساحته وهو في زمن الغفلة ، وفي مرحلة الفترة ، وكم من شاب مر بجميع مراحل العمر والأطوار ووصل زمن الرجولة ثم الكهولة وهو يسوِّف ويؤجل ويغفل حتى أدركه الموت قبل أن تدركه التوبة…..
إن العاقل اللبيب الفطن هو الذي يبحث عن التوبة ويطلق الدنيا ويعض بنواجذه على الهداية إن ظفر بها فهي صيد سمين…..
إن لله عبـــــــاداً فطنـــــا…………طلَّقوا الدنيــا وخافوا الفتنـــــا
إلى اللقاء مع المعوق الثالث من معوقات الهداية
انتظرووووووووووووووني
المعوق الثالث " المخـــدرات"
كم تنخر المخدرات في جسد الأمة وفي مقدراتها ، أضاعت عليها شبابها ، ودمرت أخلاق رجالها ، ما انتشرت في مجتمع إلا ظهرت فيه الرذيلة ، وغادرته الفضيلة…
أصبح تعاطيها وإدمانها عائقاً عن التوبة ، وشاغلاً يشغل عن الله في الدنيا والآخرة….
كم من شاب قضت هذه السموم على آماله وطموحاته ، وكم من ألم وحسرة أورتتها تلك الآفة المحرمة فكانت نتيجتها ضياع الدنيا والآخرة ، قال تعالى (( خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ))……
ليست المصيبة فقط بمن شغلتهم المخدرات والبحث عنها عن الهداية ، ولكن المصيبة الأعظم والحادثة الأخطر والجرح الأكلم فيمن نقلته تلك الآفة من طريق الهداية والاستقامة إلى مراتع الضلالة والغواية….
إن الأمة بمجموعها مطالبة بالتعرف على آثار تلك الآفة ..كم من شاب أثرت فيه نصيحة واغرورقت عيناه من موعظة , وجالت في خاطره آمال الهداية ، ولكن المخدرات صرفته عنها ورمت به بعيداً عن مراميها….
إن الرجل العاقل اللبيب هو الذي يحرص على عدم الوقوع فيها ، وإن وقع والعياذ بالله تخلص سريعاً من فتنتها وقضى على آثارها واستعان بالله ودعاه أن يكفيه شرها وأن يخلصه من شوائبها …..
على الشاب أن يعلم أن خسارتها أخروية أكثر منها دنيوية , وآثارها على دينه أشد من آثارها على دنياه ولم لا ؟ وقد توعد الله من تعاطى مسكراً بأن يسقيه من طينة الخبال (عرق وعصارة أهل النار)
إن المخدرات قد تقود صاحبها إلى الكفر البواح وليس مجرد الضعف في الإلتزام , فما أكثر تاركي الصلاة من متعاطيها ، وما أكثر مرتكبي المحرمات من مدمنيها ، إنها شر ووبال ، ومع ذلك هي كغيرها من المعاصي والذنوب يستطيع صادق التوبة حسن النية أن يتخلص منها ويكون فرداً صالحاً وعنصراً فعالاً في مجتمعه متى صدق مع الله وعاد إليه واتقاه , فإن الله _ سبحانه وتعالى _ بر رحيم بعباده الصالحين ما رفعت إليه يد صادقه متضرعه فردها خائبة…
فما عليك أيها المبتلى إلا فعل الأسباب , ولن تعدم الخير من الرحيم الرحمن ، فتخلص من مجتمعها سريعاً ، وفر منه عاجلاً ، فهو مجتمع أحقر من أن يضحى له , أو أن يندم على مفارقته ، بل السعادة كل السعادة لمن غادرها وقواه العقلية والجسديه والفكرية تعمل ولو بحدود ضعيفة ليمكنه تدارك مافات قبل دنو الآجال وقرب الممات ، والله الم
المعوق الثالث " المخـــدرات"
كم تنخر المخدرات في جسد الأمة وفي مقدراتها ، أضاعت عليها شبابها ، ودمرت أخلاق رجالها ، ما انتشرت في مجتمع إلا ظهرت فيه الرذيلة ، وغادرته الفضيلة…
أصبح تعاطيها وإدمانها عائقاً عن التوبة ، وشاغلاً يشغل عن الله في الدنيا والآخرة….
كم من شاب قضت هذه السموم على آماله وطموحاته ، وكم من ألم وحسرة أورتتها تلك الآفة المحرمة فكانت نتيجتها ضياع الدنيا والآخرة ، قال تعالى (( خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ))……
ليست المصيبة فقط بمن شغلتهم المخدرات والبحث عنها عن الهداية ، ولكن المصيبة الأعظم والحادثة الأخطر والجرح الأكلم فيمن نقلته تلك الآفة من طريق الهداية والاستقامة إلى مراتع الضلالة والغواية….
إن الأمة بمجموعها مطالبة بالتعرف على آثار تلك الآفة ..كم من شاب أثرت فيه نصيحة واغرورقت عيناه من موعظة , وجالت في خاطره آمال الهداية ، ولكن المخدرات صرفته عنها ورمت به بعيداً عن مراميها….
إن الرجل العاقل اللبيب هو الذي يحرص على عدم الوقوع فيها ، وإن وقع والعياذ بالله تخلص سريعاً من فتنتها وقضى على آثارها واستعان بالله ودعاه أن يكفيه شرها وأن يخلصه من شوائبها …..
على الشاب أن يعلم أن خسارتها أخروية أكثر منها دنيوية , وآثارها على دينه أشد من آثارها على دنياه ولم لا ؟ وقد توعد الله من تعاطى مسكراً بأن يسقيه من طينة الخبال (عرق وعصارة أهل النار)
إن المخدرات قد تقود صاحبها إلى الكفر البواح وليس مجرد الضعف في الإلتزام , فما أكثر تاركي الصلاة من متعاطيها ، وما أكثر مرتكبي المحرمات من مدمنيها ، إنها شر ووبال ، ومع ذلك هي كغيرها من المعاصي والذنوب يستطيع صادق التوبة حسن النية أن يتخلص منها ويكون فرداً صالحاً وعنصراً فعالاً في مجتمعه متى صدق مع الله وعاد إليه واتقاه , فإن الله _ سبحانه وتعالى _ بر رحيم بعباده الصالحين ما رفعت إليه يد صادقه متضرعه فردها خائبة…
فما عليك أيها المبتلى إلا فعل الأسباب , ولن تعدم الخير من الرحيم الرحمن ، فتخلص من مجتمعها سريعاً ، وفر منه عاجلاً ، فهو مجتمع أحقر من أن يضحى له , أو أن يندم على مفارقته ، بل السعادة كل السعادة لمن غادرها وقواه العقلية والجسديه والفكرية تعمل ولو بحدود ضعيفة ليمكنه تدارك مافات قبل دنو الآجال وقرب الممات ، والله المستعان…………
موضوع رائع
أم جودي الله يجزانا الجنة جميعاً يارب……
أكمل الموضوع مع المعوق الرابع وهو "السفر"
من اعتاد السفر إلى أماكن اللهو والرذيلة من أجل ممارسة البغاء ونبذ الفضيلة وتعاطي الخمور يصعب عليه الالتزام لشدة تأثيرها وقوة جاذبيتها ……..
إن السفر إلى أماكن الفساد ولو بغير قصد الإفساد ، يكون عائقاً أمام الالتزام ، كم من شاب فكر في الالتزام ولكن هواية السفر إلى بلاد الشرق والغرب أصبحت تعوقه عن الهداية كما عاقت غيره من الشباب….
كثير من الناس لا يستطيعون كبح جماح شهواتهم ورغباتهم في السفر ، ولا يستطيعون خطم أنفسهم عن شهواتها أو مجاهدة أنفسهم بنبذ السفر وتركه ، وليس عندهم استعداد للتضحية بشئ لله سبحانه وتعالى…
إن السفر الى بلاد الفساد ولو كان في أصل هذا السفر الإباحة فإن صاحبه عرضة للوقوع في المحظورات…
على الشاب المسلم الواعي أن يعي جيداً خطر السفر وشره …والعجب ممن يضع الأدلة في غير موضعها ويلوي أعناقها لتساير هواه ، فبعضهم إذا نصحته استدل بقوله تعالى ((قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ))….فياللعجب !! فقد وضع الدليل في غير موضعه وأخذ من الآية ماوافق هواه ومذهبه ، وما كلف نفسه عناء البحث عن تفسيرها ولا سأل أهل العلم عن معانيها……..
فمن معانيها أن حاله إذا عصى الله فسيكون مثل حال المكذبين الذين أهلكهم الله عز وجل (( فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور))…
ومن دواعي السفر والأسباب الملحة عليه الطاعة العمياء للزوجة والمرأة ضعيفة بطبعها ، ضعيفة في عقلها للأمور ومعرفتها بأخطارها ، ومع ذلك تجد من الرجال من سلَّم زمام قيادته وقيادة بيته وأولاده لزوجته فأوقعته في المهالك ، فكم من امرأة جعلت شهواتها قائدها ، وخلوها بزوجها مقصدها وغايتها ، فهي تلح عليه به وتزينه في عينه وتصور له المتعة والاستجمام ،وأنه بعيد عن الآثام فوقع صريع طاعته العمياء لها ، وسفر الرجل ومعه زوجته وأولاده خطر لما له من أثر سيء على أخلاق النساء والأولاد بسبب مايشاهدنه في دول الكفر من مناظر مخالفة للشرع ، وحث على الرذيلة والدعوة إليها ……
فتنبه أيها الغافل إن كنت عاقلاً ………
المعوق الخامس : الدش ((الأطباق الفضائية))
===========================
من أمسك بيده آلة التحكم ( الريموت كنترول ) وتعلق قلبه بها ، وشاهد الأفلام والمسلسلات وجعل هذا ديدنه وبرنامج حياته ، مثل هذا يصعب عليه الالتزام وتنهار قواه أمام المغريات لوجود هذا العائق الشائك….
فكم من رجل أضاع عمره وأهدر وقته وصحته وماله وهتك عرضه بسبب هذه القنوات ، وكم من فتاة هتك عرضها ودنست كرامتها وجلبت العار والفضيحة لأهلها بسبب الاستسلام لشهواتها جراء ماتبثه تلك القنوات من سم زعاف ، فلم تستطيع مغالبة شهوتها وكبح جماحها ، فوقعت في الرذيلة…
إن الدش خطر محدق بالأمة وصارف يصرفها عن الهداية والالتزام أغرته تلك القنوات بفتاة لعوب فأضاع معها وقته ، وأهدر دينه ومبادئه ، وأضاع قيمه وأخلاقه ، وخان رعيته وأفسد أخلاق زوجته وأولاده فاستمرت به حياة الغفلة والبعد عن طريق الجنة….
إن الإنسان الواعي يستمع لنصح الناصحين ، وتخويف المصلحين ، وتحذير العلماء والواعظين والمربين من خطر هذه القنوات , ويتركها سريعاً بلا عودة , ولكن المشكلة فيمن لايتأثر بالنصيحة وقدوته في ذلك أعداء الأنبياء والمرسلين قال تعالى ((ولـكن لايحبون الناصحين )) حتى ينزل الموت بساحته فعندها ينكشف المغطى ويخرج المخبأ ويبصر ماكان عليه من الضلالة والردى ، وعندها يندم ويتحسر ولات ساعة مندم ، ويصدق فيه قوله تعالى (( قالوا ياحسرتنا على مافرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء مايزرون * وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ))
إن مشاهدة الدش وما يبثه من أفلام خليعة وأغان ماجنة ومشاهد مخزية ، يسلب الأفئدة المريضة والقلوب الميتة والأنفس الخبيثة أسيرة الشهوة وضحية الغفلة لما جبلت عليه من حب الشهوة ناسياً أنها أمارة بالسـوء….
إن الدعاء ومجالسة الصالحين أمور تعين بإذن الله من ابتلي بالدش على تركه ومتى ماصدقت النية كان العون من الله عز وجل ، فعلى مشاهد الدش أن يتقي الله جل وعلا ، ويخافه في السر والعلن ، وليعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه…………. ء