أوصى عتبة بن أبي سفيان مؤدب ولده قائلا:
يا عبد الصمد، ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت؛ علِّمهم كتاب الله ولا تملَّهم منه فيتركوه، ولا تتركهم فيه فيهجروه، وروِّهم من الحديث أشرفه، ومن السعر أعفَّه، ولا تنقلهم من علم إلى آخر حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مشغلة في الفهم؛ وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الأدباء؛ وهدِّدهم في أدبي دوني، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجِّل بالدواء قبل معرفة الداء؛ واستزدني بزيادتك إياهم أزدك في بري، وإياك أن تتكل على عذر مني فقد اتَّكلت على كفاية منك.