تخطى إلى المحتوى

أســباب التوفيق في طلب العلم 2024.

بِسْـمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيـمِ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

أســباب التوفيق في طلب العلم

أولاً : التـقـوى وأنها البـداية الصحيحـة في الطلـب : لقوله تعالى : {. . . وَََاتَّقُواْ اللَّهَ ويُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} سورة البقرة الآية : (282).
فقد اشتملت الآية على أمر ووعد ؛ أمر بالتقوى ، ووعد بالعلم الذي هو معقد كل عز ، ومجمع كل فضيلة.
ويعلمكم اللَّه : أي : كل خير يحبه ، ويرضاه.
فلكي تبدأ البداية الصحيحة ، ويقال لك فـي الملإ الأعلى : يا باغي الخير أقبل(!) وتضع لك الملائكة أجنحتها ، رضاً بما تصنع ، ويستقيم لك الطريق ؛ فلا ترى فيه عوجاً ، ولا أمتاً ، وتُكفى العثار وتكفى أن ترهق صعوداً ؛ فلا عقبات ، ولا عثرات ؛ عليك أن تلبس نعال التقوى ؛ فهي على صعاب الطريق أقوى(!) ومادتها اجتناب المحارم(!) وإياك ونعال المعاصي . . فلا يقال لك : اخلع نعليك(!) أو ارجع على عقبيك(!) أو ليس هذا بعشك فادرجي . . (!) فليس في هذا الطريق مع غياب التقوى ، ووجود المعاصي محاباة ، فانظر نعليك ، قبل أن تُرَدَّ على عقبيك ، وتُذَادَ عن حياض العلم ذوداً كغرائب الإبل.
فلن يستقيم لك السير في طريق العلم كما تريد ما لم تستقم على مراد الله ، فلا للذنوب والمعاصي والآثام ؛ فإذا زلت بك القدم ، وألممت بذنب ؛ فقم واستغفر ؛ وإياك أن تقيم عليه صريعاً ، ولا تجعلها الزلة التي تودي بك .
* التقوى تحفظ القلوب من مفسداتها :
والتقوى حافظة للقلوب من مفسداتها ، ومما يكدر صفوها ، ويذهب طراوتها ، وكفى بها أنها تعصم صاحبها الذنوب ؛ فإن الذنوب تميت القلوب ، وحياة القلوب ترك الذنوب ؛ كما قال ابن المبارك عليه رحمة اللَّه :
رأيت الـذنوب ؛ تميت القلـوب
وقـد يورث الـذل إدمانها
وترك الـذنوب ؛ حياة القلـوب
وخـير لنفسـك ؛ عصيانها
فقلب رانت عليه الذنوب بما كسب صاحبه ، وأحاطته الشهوات ، وجاءه موجها من كل مكان ؛ فغمرته ، وعن ربه حجبته ؛ أنى له العلم(؟!).
* إشارة لطيفة لأبي حامد الغزالي لمن أراد المعرفة من كتابه : (( الإحياء )) :
قال أبو حامد رحمه اللَّه تعالى : (( أنوار العلوم لم تحجب من القلوب لبخل ، ومنع من جهة المنعم تعالى عن ذلك ، بل لخبث وكدورة ، وشغل من جهة القلوب ؛ فإنها كالأواني مادامت مملؤة بالماء لا يدخلها الهواء ، والقلب المشغول بغير اللَّه لا تدخله المعرفة بجلاله )).
قلت : وهذا كلام نفيس ينبغي لطالب العلم أن يهتم له ؛ فإنه يربو على الغاية في الإرشاد والتذكير ، لمن أراد مواصلة المسير.
* إشارة لطيفة لابن القيم لمن أراد صفاء قلبه من كتابه : (( الفوائد )) :
قال الإمام الرِّبِّيُّ ابن قيّم الجوزية رحمه الله تعالى: (( فمن أراد صفاء قلبه فليؤثر اللَّه على شهوته ، فإن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن اللَّه بقدر تعلقها بتلك الشهوات )).
* إشارة أخرى للمؤلف فـي أن العمى عمى البصيرة :
قلت : فالعلم لشرفه ، ورفعته لا يدخل إلا القلوب الصافية الرقيقة ، فاحرص على صفاء قلبك ورقته ؛ يمتلىء بالحكمة والفقه فـي الدين إن كنت فـي ذلك من الراغبين.
وليكن لك قلب تعقل به ، وأذن تسمع بها ، ولا عليك إن لم يكن لك عين تبصر بها ؛ { . . . فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } سورة الحج الآية : ( 46 ).
قال بشار بن برد الشُعبي
عميت جنيناً والـذكاء من العمى
فجئت عجيب الظن ، للعلم موئلا
وغاض ضياء العين للعلم رافداً
لقلب إذا ما ضيع الناس حصَّلا
قلت ( العمروني ) : مما من شكٍّ أن بشار بن برد ـ أعمى البصيرة ـ مخطىء في نسبة الذكاء إلى العمى فليس الذكاء كما يقول من العمى ، فقد عمي جنيناً وأعمى الله بصيرته كبيراً فجمع الله له بين الاثنين عياذاً بالله رب العالمين فقد كان شعوبياً إبليسيّاً يؤثر عبادة النار على الواحد القهار ويفضل إبليس على آدم عليه السلام ، وقد نص الله في كتابه أنه لا يلزم من عمى العين عمي البصيرة وقد يجتمعان كما هو حال بشار وحينئذ ليس لمن هذا حاله عند الله إلا النار عياذاً به تعالى..
قال تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} سورة ق الآية : (37 )..
فأين العين ههنا(؟) لا محل لـها(!) إذاً اقطع علائق قلبك بالشهوات يبصر ، ويرى.
وقد أحسن القائل :
القلـب يدرك مـا لا عـين تدركـه
والحـسن ما استحسنته النفـس لا البصـر
ومـا العـين التي تعمـى إذا نظـرت
بل القلـوب الـتي يعمـى بها البصـر
* من آثار المعاصي حرمان العلم :
قال ابن قيم الجوزية رحمه اللَّه تعالى : (( وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب ، والبدن فـي الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا اللَّه.
فمنها : حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه اللَّه في القلب ، والمعصية تطفىء ذلك النور.
ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته ، وتوقد ذكائه ، وكمال فهمه ، فقال : إني أرى اللَّه قد ألقى على قلبك نوراً ؛ فلا تطفئه بظلمة المعصية )) ابن قيم الجوزية ( الداء و الدواء )( فصل آثار المعاصي ).
وقال أبو عبداللَّه محمد بن إدريس قدس اللَّه روحه :
شكـوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشـدني إلى ترك المعاصـي
وأخـبرني بأن العلـم نـور
ونور اللَّـه لا يهـدى لعاصـي
* نور اللَّه والمعصية لا يجتمعان فـي قلب واحد :
إذاً نور اللَّه ، والمعصية لا يجتمعان في قلب امرئ أبداً ، فحيث كان في القلب أحدهما فلا مكان للآخر.
فإذا شكوت سوء حفظ ، أو عدم فهم ؛ فلعمر إلـهك إنها الذنوب ، فكم قطعت بطالب علم ، وأثقلته وأقعدته(؟!) وكم أوقرت من أذن ، وجعلت على بصر غشاوة(؟).
فالزم حماك اللَّه حمى التقوى ؛ تكن فـي طلب العلم أقوى.
(( سئل أبو هريرة رضي الله عنه عن التقوى ، فقال : هل أخذت طريقاً ذا شوك(؟) قال : نعم ، قال :كيف صنعت(؟) قال : إذا رأيت الشوك عدلت عنه ، أو جاوزته ، أو قصرت عنه ، قال : ذاك التقوى.
وأخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال :
خـل الـذنوب صغـيرها
وكـبيرها فهـو التقـى
واصـنع كمـاش فـوق أر
ض الشـوك يحـذر مـا يرى
لا تحقـرن صغـيرة
إن الجـبال مـن الحصـى
قال ابن رجب رحمه اللَّه : وأصل التقوى : أن يعلم العبد ما يتقي ثم يتقي ، قال عون ابن عبد اللَّه : تمام التقوى أن تبتغي علم ما لم يعلم منها إلى ما علم منها )) ابن رجب الحنبلي ( جامع العلوم والحكم )( 1/ 402 ) تحقيق شعيب الأرناؤوط ، و إبراهيم باجس.
قال الشاعر :
وبالتقـى تغـنم الإصـلاح في عمـل
وتستفـيد بـه علـماً بلا سهـر
ونفـع ذلك لا يحصـى لـه عـدد
ونص ذلك فـي آي الكـتاب قُـري

ضبح العاديات -وكتب أبو عبيد العمروني

للرفع حفظكن ربي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مقال قيّم..بارك الله فيكِ أختي أم مجاهد..

نسالأ الله أن يرزقنا علماً نافعاً وأن ينفعنا بما علمنا..

بارك الله فيكِ أختى الحبيبـــــه أم المجاهــــد

شكـوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشـدني إلى ترك المعاصـي
وأخـبرني بأن العلـم نـور
ونور اللَّـه لا يهـدى لعاصـي

أحب هذه الكلمات جداً
وأحب سماعها
وتؤثر فىّ دائماً
جُزيتى الجنـــه

لاكي كتبت بواسطة ..الغدير.. لاكي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مقال قيّم..بارك الله فيكِ أختي أم مجاهد..

نسالأ الله أن يرزقنا علماً نافعاً وأن ينفعنا بما علمنا..

حياك ربي اختي وفيك باراك الله يارب امين

ربي يتقبل دعوتك وينور ايامك يارب كما بتنورين اللمواضيع بمرورك الطيب امينلاكي

لاكي كتبت بواسطة . تيوليب*** لاكي
بارك الله فيكِ أختى الحبيبـــــه أم المجاهــــد

أحب هذه الكلمات جداً
وأحب سماعها
وتؤثر فىّ دائماً
جُزيتى الجنـــه

حياك ربي اختي تيوليب ويجزاك الجنة

هل موجوده هذه الكلمات كانشودةلاكي؟؟؟

الإحـســان

ثانيـاً : الإحـسان : لقوله تعالى : {. . . وَكَذَلِكِ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }(1)، وذلك بعد ما أخبر سبحانه عن يوسف وموسى عليهما السلام ، وما آتاهما من العلم ، وأصبغ عليهما من الفضل.

والإحسان كما فـي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ، ومسلم ابن الحجاج ، وأصحاب السنن : (( أن تعبد اللَّه كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) (2).

وليس المراد ، ولا المقصود بالعبادة ههنا ما قد علمت ، وعملت فحسب ، بل العبادة : (( اسم جامع لكل ما يحبه اللَّه ويرضاه من الأقوال ، والأعمال الباطنة والظاهرة ))(3).

واقرأ إن شئت قوله تعالى :{ . . . وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }(4)، فهذا من العبادة ؛ أي : مما يحبه اللَّه ويرضاه.

قال ابن رجب رحمه اللَّه تعالى : (( قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تفسير الإحسان : (( أن تعبد اللَّه كأنك تراه . . . إلخ )) يشير إلى أن العبد يعبد اللَّه على هذه الصفة ، وهي استحضار قربه ، وأنه بين يديه كأنه يراه ، وذلك يوجب الخشية ، والخوف ، والـهيبة ، والتعظيم،كما جاء فـي رواية أبي هريرة : (( أن تخشى اللَّه كأنك تراه )).

ويوجب أيضاً النصح فـي العبادة ، وبذل الجهد فـي تحسينها وإتمامها وإكمالـها )) (5).

قلت ( أبو عبيد العمروني): والخشية ثمرة من ثمار المعرفة والعلم باللَّه الذي أثنى الله على أهله بقوله : { . . . إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ . . . }(6)، فالخشية رأس الإحسان ، وليست لأحد كما ينبغي إلا لمن قدر اللَّه حق قدره ، ومن جاء بها فقد جاز القنطرة فـي العلم ، والعبادة معاً.

فالعلم باللَّه وما هو عليه من كبرياء ، وعظمة ، وجبروت ؛ يثمر الخشية ، ويولد الخوف ، وذلك مدعاة إلى الإحسان فـي القول ، والعمل.

فعلى هذا الإحسان من روافد العلم ، كما التقوى ، وبالعلم يستزاد من الاثنين معاً ، فلا بد لنيلهما من العلم ، ولا طريق إلى العلم إلا بهما.

فتعرَّف على اللَّه تكن من المحسنين ، وأحسن تكن من العارفين.

وفـي الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه اللَّه : (( إن اللَّه كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ، وليحد أحدكم شفرته ، فليرح ذبيحته )) (7).

وبالجملة فقد اشتمل الإحسان من المعاني على كل جميل ، ضمنه اللَّه قوله : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِـي رَسُولِ اللَّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(8).

فالأسوة الحسنة التي لنا فـي رسول الله هي مقام الإحسان الذي أنزله الله إياه فـي جميع العبادات ؛ فليس فوق الإحسان إمكان ونبينا صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم كما قد عُلم أكمل الخلق فـي جميع مقامات العبودية ، وقد كان خلقه القرآن كما أخبرت بذلك أمنا عائشة رضي اللَّه عنها والقرآن يهدي للتي هي أقوم وقد كان صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم : (( يصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويكسب المعدم ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق )).

ـــــــــــــــــ
(1) سورة يوسف الآية : (22) ، والقصص الآية : (14).
(2) البخاري ( كتاب الإيمان )( باب سؤال جبريل النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان،وعلم الساعة ) ، ومسلم ( كتاب الإيمان )( باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان )( حديث رقم / 1) ، وأبو داود ( كتاب السنة )( باب في القدر )( حديث رقم/ 4695 ) ، والترمذي ( أبواب الإيمان )( باب ما جاء في وصف جبريل للنبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم الإيمان والإسلام )( حديث رقم/ 2610) والنسائي ( كتاب الإيمان وشرائعه )( باب نعت الإسلام )( حديث رقم / 4993 ) ، وابن ماجه ( كتاب السنة )( باب في الإيمان )( حديث رقم/ 63 ).
(3) ابن تيمية ( رسالة العبودية )( مجموع الفتاوى )( 10/ 149).
(4) سورة آل عمران الآية : (143).
(5) ابن رجب الحنبلي ( جامع العلوم والحكم )( 1/ 126) تحقيق شعيب الأرناؤوط ، و إبراهيم باجس.
(6) سورة فاطر الآية : ( 28 ).
(7) مسلم ( كتاب الصيد والذبائح )( باب الأمر بإحسان الذبح والقتل،وتحديد الشفرة )( حديث رقم 1955) ، وأبو داود ( كتاب الضحايا )( باب في النهي أن تصبر البهائم والرفق بالذبيحة )( حديث رقم 2814) ، والنسائي ( كتاب الضحايا )( باب حسن الذبح )( حديث رقم 4417، 4418، 4419 ) ، وابن ماجه ( أبواب الذبائح )( باب إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح )( حديث رقم 3170 ).
(8) سورة الأحزاب الآية : (21).

الـــدعـــــاء

ثالـثاً : الـدعـاء : لقوله تعالى : { . . . وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً }(1).

وقوله : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِن أَزْوَاجِنَا وَذُرِّياتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }(2).
وقد كان من دعائه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم : (( اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، وأعوذ بك من علم لا ينفع ))(3).

وهذا الإمام الجليل ابن تيمية رحمه اللَّه يقول عن نفسه : (( ربما طالعت على الآية الواحدة مائة تفسير )) ؛ ثم يسأل اللّه قائلاً : (( يا معلم آدم وإبراهيم علمني )) ، وينطلق إلى المساجد المهجورة حيث لا يراه أحد ، يمرغ وجهه فـي التراب افتقاراً ، وانكساراً للَّه سائلاً الفهم ، قائلاً : (( يامعلم إبراهيم علمني )) ؛ فيفتح الله عليه ويهديه لما اختلف فيه ، وبذلك بَزَّ الأقران ، وساد فـي الإسلام ؛ وأعلى اللَّه كعبه ، ورسخ فـي العلم قدمه.

إنه الدعاء . . فهل عجزت عنه ؛ فإن أعجز الخلق من عجز أن يدعو.

قال الشافعي رحمه اللَّه تعالى :

أتهـزأ بالدعـاء وتزدريـه
وما تدري بما صنع الدعاء

سهام اللـيل لا تخطي ولكن
لها أمـد وللأمـد انقضاء

فعليك بالدعاء فإنه سهام الليل التي لا تخطي وكن موقناً من الإجابة ترى من ربك كل خير تتمناه ، وترجوه ، أما قرأت قوله تعالى : {. . . فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ . . . }(4)(؟!).

فما ظنك بالقريب المجيب الذي يدعو عباده إلى دعائه بقوله : { . . . أدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }(5)(!).

بل ويتوعد أولئك الذين يستكبرون عن دعائه بقوله : { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(5).

فأي كرم أعظم من هذا(!) وأي رحمة أوسع من هذه ، أن تقاد إلى الخير قوداً ؛ وتوعد بالعذاب إن رغبت عنه(!).

فسل ربك العلم : (( . . . . . . . . . وأخلص فـي السؤال إذا سألتا )).

وأدمن قرع الأبواب ـ ولا تقل : (( طرقت الباب حتى كَلَّ متني )) ـ تتيسر لك الأسباب.

قال محمد بن بشير :

لا تيأسن وإن طالت مطالبة
إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

وقال الألبيري :

ولازم بابه قرعـاً عسـاه
سيفـتح بابه لك إن قرعـتا

ـــــــــــــ
(1) سورة طه الآية : ( 114).
(2) سورة الفرقان الآية : ( 74 ).
(3) أخرجه ابن حبان ، وصححه ( باب الاعتصام بالسنة )( ذكر ما يجب على المرء أن يسأل الله جلا وعلا العلم النافع )، والنسائي في ( السنن الكبرى )( كتاب الاستعاذة )( الاستعاذة من علم لا ينفع ) والهيثمي في ( المجمع )( كتاب الأدعية )( باب الأدعية المأثورة عن رسول الله ) من طريق عائشة وقال لاكي رجاله ثقات ) ومن طريق جابر ، وقال : ( إسناده حسن ).
(4) سورة البقرة الآية : ( 186).
(5) سورة غافر الآية : (60).

ضبح العاديات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.