قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاك
الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
وكأني بين الأهل منطرحا على الفراش وأيديهم تقلبني
وقد تجمع حولي من ينوح ومن يبكي علي ومن ينعاني ويندبني
وقد أتوا بطبيب كي يعالجني ولم أر الطب هذا اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها من كل عرق بلا رفق ولا هون
واستخرج الروح مني في تغرغرها وصار ريقي مريرا حين غرغرني
وغمضوني وراح الكل وانصرفوا بعد الإياس وجدوا في شرا الكفن
وقام من كان حب الناس في عجل نحو المغسل يأتيني يغسلني
فجاءني رجل فجردني من الثياب وأعراني وأفردني
وأودعوني على الألواح منطرحاً وصار فوقي خرير الماء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي وغسلني غسلاً ثلاثاً وناد القوم بالكفن
وألبسوني ثياباً لا كمام لها وصار زادي حنوطي حين حنطني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا على رحيل بلا زاد يبلغني
وحملوني على الأكتاف أربعة من الرجال وخلفي من يشيعني
وقدموني إلى المحراب وانصرفوا خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا علي صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعل الله يرحمني
وأنزلوني إلى قبري على مهل وقدموا واحداً منهم يلحدني
وكشف الثوب عن وجهي لينظرني وأسبل الدمع من عينيه أغرقني
قصيدة أكثر من رائعة ، ومع أنها قد قيلت منذ سنوات وما زال الناس يتداولونها ، إلا أنه لابد للإنسان أن يقرأها بتمعن من حين لآخر ليتذكر هادم اللذات
فقام محترماً بالعزم مشتملاً وصفف اللبن من فوقي وفارقني
في ظلمة القبر لا أم هناك ولا أب شفيق ولا أخ يؤانسني
وهالني صورة في العين إذ نظرت من هول مطلع ما قد كان أدهشني
من منكر ونكير ما أقول لهم قد هالني أمرهم جداً فأفزعني
وأقعدوني وجدوا في سؤالهم مالي سواك إلهي من يخلصني
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها
منقوووول للفائدة