وقال سبحانه : {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (111) سورة النحل .
وقال جل وعلا : {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} } (99) (100) سورة المؤمنون .
قال الملك : {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ } (68) سورة الزمر .
قال تبارك وتعالى : {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} (23) سورة الفجر .
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده )
ووقف قوم على عالم فقالوا إنا سائلوك أفمجيبنا أنت ؟ قال : سلوا, و لا تكثروا , فإن النهار لن يرجع و العمر لن يعود , والطالب حثيث في طلبه , قالوا فأوصنا , قال تزودوا على قدر سفركم فإن خير الزاد ما أبلغ البغية , ثم قال : الأيام صحائف الأعمار فخلدوها أحسن الأعمال , فإن الفرص تمر مر السحاب , و التواني من أخلاق الكسالى و الخوالف و من استوطن مركب العجز عثر به , وتزوج التواني بالكسل فولد بينهما الخسران . اهـ يرحمه الله .
– بكى سعيد بن جبير حتى عمش .
– وقال جعفر بن سليمان بكى ثابت حتى كادت عيناه تذهب فنهاه الكحال عن البكاء , فقال : فما خيرهما إذا لم يبكيا ؟!.
– قال سبحانه : {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا*} (109) سورة الإسراء.
– وقال جل وعلا : {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا*} (58) سورة مريم .
قال شاذ بن فياض : " بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه , فكانت مفتوحة و هو لا يكاد يبصر بها " .
قال أبو سليمان الداراني : " لكل شيء علم وعلم الخذلان ترك البكاء , و لكل شيء صدأ و صدأ القلوب الشبع " .
– و عن محمد بن ناجية قال : " صليت خلف الفضيل فقرأ (( الحاقة )) في الصبح , فلما بلغ إلى قوله : {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} (30) سورة الحاقة, غلبه البكاء , فسقط ابنه علي مغشيا عليه " .
لله قوم أخلصوا في حبه … فكسا وجوههم الوسيمة نورا
ذكروا النعيم فطلقوا دنياهموا… زهدوا فعوضهم بذاك أجورا
قاموا يناجون الإله بأدمع … تجري فتحكي لؤلؤا منثورا
ستروا وجوههموا بأستار الدجى … ليلا فأضحت في النهار بدورا
– ولابد أن يكون البكاء خشية من الله تعالى , وخوفا منه وطعما في رحمته فهذا هو البكاء المحمود ويكون من سماع القرءان وما فيه والتدبر والتأمل في آياته , أو أن يكون لمعنى إنساني نبيل كسماع رجل وهو يشهد لله بالوحدانية بعد الكفر أو يكون كما بكى سيد البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات ابنه إبراهيم و هذا كله من البكاء المحمود المشروع
– وقد قيل إن المصنوع لا يخفى وقال حكيم :
إذا اشتبكت دموع في خدود ,,, تبين من بكى ممن تباكى .
– وليعلم ان للبكاء فوائد منها :
– البكاء دليل على خشية الله و مراقبته.
– البكاء دليل على صلاح العبد واستقامته.
– البكاء يورث الخوف من الله وهو علامة على صحة الإيمان
– البكاء دليل على رقة القلب واستجابته
– البكاء سمة من سمات الخاشعين .
قال سبحانه :{وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا*} (109) سورة الإسراء.
اللهم يا غافر الذنب وقابل التوب ياشديد العقاب لا إله إلا أنت إليك المصير نسألك أن تذيقنا برد عفوك وحلاوة رحمتك يا أرحم الراحمين و صل الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
المراجع :
* تحفة العلماء بترتيب سير أعلام النبلاء
* موسوعة نضرة النعيم
* مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار .