أنشودة المطر
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ، أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم ، وترقص الأضواء … كالأقمار في نهر
يرجه المجداف وهنا ساعة السحر ، كأنما تنبض في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف ، كالبحر سرح اليدين فوقه المساء
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ، والموت والميلادوالظلام والضياء
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء، ونشوة وحشية تعانق السماء
كنشوة الطفل إذا خاف من القمر ! كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر … وكركر الأطفال في عرائش الكروم
ودغدغت صمت العصافير على الشجر ، أنشودة المطر …
مطر …
مطر …
مطر …
أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟ وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ؟ بلا انتهاء -كالدم المراق ، كالجياع
كالحب ، والأطفال ، كالموتى – هو المطر !
.
أذكر كم أعجبت هذه القصيدة صديقتي ،
وقد راقتني بعد حين ،
ترنمت بها كثيراً .. ،
سلمتِ يا ريم على انتقائكِ ..
.
.
رائـــعة ..
انتقاء رائع بالفعل ,
شكرا لمرورك ، وقراءتك ، وتذوقك
ذكرت بأن القصيدة كانت تعجب صديقتك ، ثم راقتك بعد حين
وبعد زمن …
واضح أن غرامك بها لم ينته ، وأنها بكل بساطة سكنت ذات المساحة التي سكنتها أول مرة في ذاتك
هكذا هو الشعر عندما يولد صادقا ، هكذا هي روائعنا منذ قيس بن الملوح ، هكذا هي الكلمة تخرج من القلب
شكرا لك مرة أخرى
أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟ وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ؟ بلا انتهاء -كالدم المراق ، كالجياع
كالحب ، والأطفال ، كالموتى – هو المطر !
مشكووورة ع الأختيار الراائع لشاعرنا بدر شاكر السياب
وبإنتظار أختياراتك القادمه …..دمتي لمحبيك ….
الرائعة خولة
شكرا على المرور ، والإطراء الجميل
تحياتي
كلماتك شجعتني بالفعل على الاستمرار في انتقاء
الشعر الجميل من مضانه ، وتقديمه على صفحات لك .
لا أعلمُ لماذا أعشقُ كلَّ كلمةٍ تخطها أناملُ ذلك الشاعر
كانَ شاعريَ المفضلُ ولايزال
حيث في كلِّ مقطعٍ أجدُ لهُ حكايةً وأجدُ لي حكايةً كذلك
ليتهُ كان معنا اليوم ، ليتهُ يرى عراقه الجريح
لقد ذهبَ ولن يستطيعَ أَحدٌ تعويضَ ما ذهب
رائِعٌ ما انتقيتي ، ولكن اسمحيلي إكمالها :
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبرَ أمواجِ الخليجِ تمسحُ البروق
سواحلَ العراقِ بالنجومِ والمحار،
كأنها تهمُّ بالشروق
فيسحبُ الليلُ عليها من دمٍ دثار
أصيحُ بالخيلج: "يا خليج
يا واهبَ اللؤلؤ والمحارِ والردى"
فيرجع الصدى
كأنّهُ النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"
أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود
ويخزنُ البروقَ في السهولِ والجبال
حتى إذا ما فضّ عنها ختمَها الرجال
لم تترك الرياحُ من ثمود
في الوادِ من أثر
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
وأسمعُ القرى تئنّ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع
عواصفَ الخليجِ والرعود، منشدين
مطر.. مطر .. مطر
… …
شكراً لإسعادي بتلكَ الأبيات
دُمتِ بودّ
مذ عرفت أنشودة المطر وأنا أراها قصيدتان
وجدانية رومانسية عن المطر والطفولة وعيني الحبيبة
وأخرى واقعية تحكي عن قسوة الحياة ، بصدق وبألم
شخصيا تمنيت لو فصل بين الاثنتين !!
وتمنيت لو كانت القصيدة في أغلبها رومانسية كما هي بدايتها
بكلمات أوضح أجد أن القصيدة تشبه لوحة حالمة، شمختها بكل عنف أظافر رسامها المكلوم البائس !
وكان الأجدر به أن يرسم لوحة أخري ، تحكي بؤسه ، خاصة وأن لوحاته الحلم قليلة بل نادرة .
شكرا لك ، وتحياتي