هو فيها لايشعر بها.فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده ، عرفه نعمته الحاضرة ، وأعطاه من شكره قيدا يقيدها به حتى لاتشرد ؛فإنتها تشرد بالمعصية وتقيد بالشكر.ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة ، وبصره بالطرق
التي تسدها وتقطع طريقها ووفقه لإجتنابها . وإذا بهاقد وافت إليه على أتم الوجوه، وعرفه النعم التي هو فيها ولايشعر بها .
ويحكى أن أعرابيا دخل على الرشيد ، فقال : أمير المؤمنين ، ثبت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها ،
وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته ، وعرفك النعم التي أنت فيها ولاتعرفها لتشكرها . فأعجبه
ذلك منه وقال : ماأحسن تقسيمه.