تخطى إلى المحتوى

أهلا بالوافد الكريم 2024.

اهلا بالوافد الكريم

في هذه الليلة يتبثق في كبد السماء هلال رمضان الوليد

الناس كلهم ، قلوبهم قبل عيونهم ، ترنو الى السماء ، تستطلع مولد الشهر الكريم

يحدوهم الشوق لبداية جديدة ، لامل متجدد ، لفرصة أكيدة ، لشهر تطهير القلوب ، لشهر الكفارة .

فقد آذنهم الله بشهر ، له في قلوبهم أثر ، وفي نفوسهم تاديب، وفي مشاعرهم ايقاظ .

آذن اذا موسم الربيع ، أحد عشر شهرا مرّوا والناس سائرون في مسالك الحياة

ينالون منها وتنال منهم ، وآن الأوان لازالة الادران والشوائب ، آن الاوان لاصلاح ما

فسد ، آن الاوان لبراعم الخير أن تتفتح ، وأن تعود للروح بهجتها ، وأن تفرح بالقرب

من الله .

شهر رمضان لو تدرون ، شهر جد واجتهاد ، شهر بطولات وامجاد ،بطولة الصراع في

الميدان بين الكفر والاسلام ، بطولة اليقين والايمان ، بطولة التأبي على الشهوات ،

بطولة الترفع عن خسيس الملذات ، ولرمضان من كل هذه البطولات ، حظه الوافر

في الماضي والحاضر من تاريخ الامة الاسلامية.

شهر رمضان شهر القرآن ، والانسان من غير القرآن ، كالحياة بلا ماء او هواء ، بل هو

الدواء والشفاء ، شفاء القلوب والابدان

قال تعالى

"وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ۬ وَرَحۡمَةٌ۬ لِّلۡمُؤۡمِنِينَۙ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارً۬ا (٨٢ الاسراء)

وَلَوۡ جَعَلۡنَـٰهُ قُرۡءَانًا أَعۡجَمِيًّ۬ا لَّقَالُواْ لَوۡلَا فُصِّلَتۡ ءَايَـٰتُهُ ۥۤۖ ءَا۠عۡجَمِىٌّ۬ وَعَرَبِىٌّ۬ۗ قُلۡ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدً۬ى وَشِفَآءٌ۬ۖ وَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ فِىٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٌ۬ وَهُوَ عَلَيۡهِمۡ عَمًىۚ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ يُنَادَوۡنَ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٍ۬ (٤٤فصلت )

فكلما ضاقت امام المرء مسالك الحياة وشعابها ،وافتقد الرائد عند الحيرة ، والنور

عند الظلمة ، وجد القرآن خير جليس ، والملجأ والمعتصم.

شهر رمضان شهر الجود والعطاء ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ،

وكان أجود ما يكون في رمضان ، جود في كل شيء ، في بذل العلم والمال والوعظ

وحمل أثقال الامة .

فهلا تأسينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتخذنا من هذا الشهر عونا لنا على

الجود ، وتربية النفس على البذل والعطاء

هلاّ علمنا أن الجمع بين الصيام والصدقة موجب من موجبات الجنة ، يصدق ذلك قول

رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن في الجنة غرفا ، يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها ، قالوا : لمن هي

يا رسول الله ؟ قال: لمن طيب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأدام الصيام، وصلى بالليل

والناس نيام "….

شهر رمضان شهر القيام ، الم يطرق مسامعكم قول رسول الله صلى الله عليه

وسلم:

" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

شهر رمضان : شهر تاديب النفس وتهذيبها، فرصة نعود فيه النفس على الهدوء

والاقلاع عن الغيبة والنميمة وكبح جماح الرغبات ، واسراف الشهوات ، ها هي

المفطرات من حولنا من كل نوع ، وليس من رقيب او حسيب سوى الله سبحانه

وتعالى ، ولا يزال العبد في صيام وعبادة حتى يخرقها بشيء من غيبة او نميمة

او فاحشة .

الصائمون اذا كانوا كما أمروا…..صامت شرورهم فريحان

وطاعةالله تهذيب ومرحمة……..وخيرها المنبع الفيسان

والصوم طب واخلاق ورابطة ….وتقى ودين وترويض حسان

شهر رمضان شهر الجد وتشمير الساعد والتسابق الى رحمة الله وعفوه والتزود

ليوم تخشع فيه الابصار .

مر الحسن بقوم يضحكون في شهر رمضان، فقال : يا قوم إن الله جعل رمضان

مضمارا لخلقه، يتسابقون فيه الى رحمته ، فسبق أقوام ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا

، فالعجب من الضاحك اللاهي في اليوم الذي فاز فيه السابقون ، وخاب فيه

المتخلفون ، أما والله لو كشف الغطاء ، لشغل محسنا أحسانه ومسيئا إسائته " …

وأذِرِ الدمع نجيا وابك من أسف……على فراق ليال ذات أنوار

على ليال لشهر الصوم ما جعلت…..الا لتمحيص آثام وأوزار

يا لائمي في البكا زدني به كلفا……واسمع غريب أحاديثي وأخباري

ما كان أحسننا والشمل مجتمع……منا المصلي ومنا القانت القاري

وفي التراويح للراحات جامعة…..فيها المصابيح تزهو مثل أزهاري

فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا….ما قد بقي فهو حق عنكم جاري

اللهم اجعل مواسم الخيرات لنا مربحا ومغنما ، وأوقات البركات والنفحات لنا الى رحمتك طريقا وسلما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.