تخطى إلى المحتوى

أيام الفرصة الأخيرة ! 2024.

  • بواسطة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــه ،،

ها هي أيام رمضان تسارع مؤذنة بالانصراف والرحيل، وها هي أيام العشر تحل لتكون الفرصة الأخيرة لمن فرط في أول الشهر، أو لتكون التاج الخاتم لمن أصلح ووفى فيما مضى.

أيها الأحبة ، العشر الأخيرة من شهر رمضان سوق عظيم يتنافس فيه المتنافسون، وموسم يضيق فيه المفرّطون، وامتحان تبتلى فيها الهمم، ويتميز أهل الآخرة من أهل الدنيا، طالما تحدث الخطباء وأطنب الوعاظ وأفاض الناصحون بذكر فضائل هذه الليالي، ويستجيب لهذا النداء قلوب خالطها الإيمان، فسلكت هذه الفئة المستجيبة طريق المؤمنين، وانضمت إلى قافلة الراكعين الساجدين، واختلطت دموع أصحابها بدعائهم في جنح الظلام، وربك يسمع ويجيب، وما ربك بظلام للعبيد. أما الفئة الأخرى فتسمع النداء وكأنه لا يعنيها، وتسمع المؤمنين وهم يصلون في القيام لخالقهم وكأنه ليس لهم حاجة، بل كأنهم قد ضمنوا الجنة. فهل يتأمل الشاردون؟! وهل يعيد الحساب المفرطون؟!

أيها الأعزاء ، هذه أيام شهركم تتقلص، ولياليه الشريفة تتقضَّى، شاهدة بما عملتم، وحافظة لما أودعتم، هي لأعمالكم خزائن محصنة ومستودعات محفوظة، تدعون يوم القيامة، يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ، ينادي ربكم: ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)). هذا هو شهركم، وهذه هي نهاياته، كم من مستقبل له لم يستكمله، وكم من مؤمل أن يعود إليه لم يدركه. هلا تأملتم الأجل ومسيره، وهلا تبينتم خداع الأمل وغروره.

أحبة الإسلام ، إن كان في النفوس زاجر وإن كان في القلوب واعظ فقد بقيت من أيامه بقية، بقيةٌ وأي بقية؟! إنها عَشْرُهُ الأخيرة، بقية كان يحتفي بها نبيكم محمد أيما احتفاء. في العشرين قبلها كان يخلطها بصلاة ونوم، فإذا دخلت العشر شمر وجد وشد المئزر، هجر فراشه، أيقظ أهله، يطرق الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلاً: ((ألا تقومان فتصليان؟!))، ويتجه إلى حجرات نسائه آمرًا وقائلاً: ((أيقظوا صواحب الحجر، فرُبَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة)). كان النبي إذا بقي من رمضان عشرة أيام لا يدع أحدًا من أهله يطيق القيام إلا أقامه، ولقد كان السلف الصالح من أسرع الناس امتثالا واتباعا للنبي ، ففي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم الصلاة الصلاة، ويتلو هذه الآية: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ. وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: "أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجّد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك", وكانت بعض نساء السلف الصالح تقول لزوجها بالليل: "قد ذهب الليل، وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت أمامنا ونحن قد بقينا".

أيها الأحبة في الله ، اعرفوا شرف زمانكم، واقدروا أفضل أوقاتكم، وقدموا لأنفسكم، لا تضيعوا فرصة في غير قربة. إحسان الظن ليس بالتمني، ولكن إحسان الظن بحسن العمل، والرجاء في رحمة مع العصيان ضرب من الحمق والخذلان، والخوف ليس بالبكاء ومسح الدموع، ولكن الخوف بترك ما يخاف منه العقوبة.

أيها الكرام ، أيامكم هذه أعظم الأيام فضلاً وأكثرها أجرًا، تصفو فيها لذيذ المناجاة، وتسكب فيها غزير العبرات، كم لله فيها من عتيق من النار! وكم فيها من منقطع قد وصلته توبته! المغبون من انصرف عن طاعة الله، والمحروم من حرم رحمة الله، والمأسوف عليه من فاتته فرَص الشهر وفرط في فضل العشر وخاب رجاؤه في ليلة القدر، مغبون من لم يرفع يديه بدعوة، ولم تذرف عينه بدمعة، ولم يخشع قلبه لله لحظة، ويحه ثم ويحه أدرك الشهر! ألم يُحْظَ بمغفرة؟! ألم ينل رحمة؟! يا بؤسه! ألم تُقَلْ له عثرة؟! ساءت خليقته وأحاطت به خطيئته، قطع شهره في البطالة وكأنه لم يبق للصلاح عنده موضع، ولا لحبّ الخير في قلبه مَنْزَع. طال رقاده حين قام الناس، هذا والله غاية الإفلاس، عصى رب العالمين واتبع غير سبيل المؤمنين، أُمر بالصلاة فضيعها، ووجبت عليه الزكاة فانتقصها ومنعها، دعته دواعي الخير فأعرض عنها، مسؤولياته قصّر فيها، وقصّر فيمن تحت يديه من بنين وبنات، يفرط في مسؤولياته وقد علم أن من سُنَّة نبينا أنه يوقظ أهله، أما هذا فقد اشتغل بالملهيات وقطع أوقاته في الجلبة في الأسواق والتعرض للفتن، بل قد يأتي بعضنا إلى المسجد ويرسل ابنته وزوجته وأخته تجول في الأسواق، وتتعرض للفتنة من الفساق، حتى غدا السوق في شهر العبادة وَكْرًا للفساد. فاتقوا الله رحمكم الله، وقوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة، فإن الشقي من حرم رحمة الله.

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا ودعاءنا، اللهم وفقنا لإدراك ليلة القدر، اللهم اجعل شهرنا شهر خير وبركة للإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم أعتق رقابنا ورقاب والدينا ووالد والدينا وكافة المسلمين من النار…!!
( من خطبة الجمعة اليوم 21 رمضان )

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك

ننتظر ابداعااتكـ

بارك الله فيك..
الله يجعلها في ميزان حسناتك

الأخت / um Abdalla
السلام عليكم ورحمة الله
تشرفت بمرورك وتواجدك بصفحتي .. شكراً لك ،
تبقي فلسطين في قلوبنا والعراق لن ننساه .. وقد كتبت بالفيض موضوع ( رساله لأهلنا في فلسطين والعراق )
أسأل العلى القدير أن ينصرهم وأن يفرج كربهم في هذه الايام المباركة .
جزاك الله خيراً
حفظك الرحمن ووفقك .

الأخت / ملينا
السلام عليكم ورحمة الله
شاكر لك مرورك وتواجدك ..
جزاك الله خيراً .
وفقك الله وأسعدك .

الأخت / سعودية فزعه
السلام عليكم ورحمة الله
وبارك الله فيك على مرورك وتواجدك ومشاركتك .
أخــوك / قلم صادق

جزاكم الله خيرا .. ونفع بكم ..
تصرمت أيامه .. تعسا للذاهلين الغافلين .

مشرفتنا الفاضلة الأخت / مجد المكية
السلام عليكم ورحمة الله
تشرفت بمرورك الطيب .. شكراً لك ..
تقبل الله منا ومنكم وجميع المسلمين صالح الأعمال .
جزاك الله خيراً ..
وفقك الله وحفظك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.