وليس بيدك شئ تفعله … تتأمل ملامحه الحزينة .. فتزيدك حزنا ….
تشعر أن الهواء حزين من أجله …
وأن البحر خامد من أجله ….
وأن الشمس عابسة من أجله …
وأن القمر كئيب من أجله …
تشعر أن كل شئ حزين من أجله .. وكيف لا ..؟ وهو العزيز الغالي على قلبك …
كل حركة من جسده …
أو رعشة من يده ….
تدلك على حزنه …
تحاول أن تخفف عنه…
ولكن .. لاتستطيع ..
…….
الحزن كلمة نسمعها دائما … نشعر بها دائما … تملأ حياتنا دائما..
الحزن كالرياح .. تهب بعنفوان ومن غير رحمة …
كالأمواج .. تتحرك غير آبهة بمن حولها ..
……..
هل ياترى يعلم الحزن كم هو يحزننا ؟
وهل سيحزن إذا علم بحزننا ؟
…….
الحزن كلمة تحمل معاني عديدة ..
فالحزن الدائم يتغلغل داخل النفوس الرقيقة ..
وتتشرّبه الدماء النقية ..
ويتعمق داخل الأرواح العذبة …
فينعكس حزن تلك النفوس والأرواح على حياتها .. وتصرفاتها … وأفكارها ..
مهما حاولت إخفاء أحزانها .. أو التفرد بألآمها ..
…….
تلك الأرواح الحزينة الممتلئة رقةً وصفاءً .. عذوبةً ونقاءً ..
تتحرك في حياتنا وحولنا تاركة لمساتٍ واضحةً … وبصماتٍ راسخةً … وبريقاً رائعاً …
تتحرك بروحانيةٍ عميقةٍ … لا تدركها طاقات البشر الذين يلهثون خلف الماديات …
تتحرك تلك النفوس الحزينة مجسدةً قيماً وأخلاقاً عاليةً ..
دموع تلك النفوس لآلئ تسقط من القلب إلى القلب …
دموع تعبر عن صفاء النفس وعذوبتها … عن رقتها وجمالها ..
دموع تحاول أن تشق طريقها في الحياة … قبل أن تشق طريقها على الخدود …
…..
ليت أصحاب تلك الدموع الرقراقة والأحزان الرفيعة من أحبابنا يمنحوننا أن نشاركهم ..
أن نسكب دمعةً تعبر عن إحساسنا بألآمهم …
فالحزن للآخرين والتأثر بألآمهم نوع آخر من الأحزان …
نوع جميل يعيش دائما مع الذات لا يفارقها . ..
نوع رفيع يعيش مع الأرواح ويتغلغل في دمائها …
وأية أرواح هي …؟؟
بارك الله فيك صدى الصوت..