/
.
.
روى البخاري ~ :
أن إبراهيم عليه السلام . . بينما هو ذات يوم يسير مع زوجه سارة . . إذ أتى على
بلد يحكمها جبار من الجبابرة . . فأتى هذا الجبار بعض حاشيته وقالوا: إن ههنا رجلاً
معه امرأة من أحسن الناس ولا تصلح إلا لك . .
فأرسل هذا الجبار جنده إلى إبراهيم وسألوه من هذه معك؟
فــ علم إبراهيم عليه السلام أنه لا قوة له بهذا الطاغية . . وأنه لو قال زوجتي لقتلوه . .
فقال لهم: هي أختي !
ثم أتى إبراهيم إلى سارة . .
وقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك . . وإن هذا سألني عنك . .
فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني . .
فأرسل الجبار إليها . . فأحضرت إليه . . فلما دخلت عليه . . أقبل عليها . .
فلما رفع يده إليها، شُلَّت يده! ففزع الرجل!
وقال: ادعي الله لي ولا أضرُّكِ . .
فدعت الله له. . فأُطلق. .
فوسوس له الشيطان. .
فأقبل إليها مرة أخرى. . فدعت عليه. .
فأصابه كالأولى أو أشد. . فلما رأى أنه لا طاقة له بها. .
فزع وقال: ادعي الله لي ولا أضرُّك. .
فدعت له فأطلق الله يديه !
ففزع منها. . ودعا بعض حجابه. . وقال: إنكم لم تأتوني بإنسان وإنما أتيتموني بشيطان !
ثم أخرجها من قصره. .
فــ خرجت سارة. . إلى زوجها.. فلما دخلت عليه فإذا هو قائم يصلي. . ويدعو ويبتهل !
فلما أحس بها أومأ بيده. . يسألها عن الخبر. . فقالت: رد الله كيد الكافر في نحره !
▓ فانظر كيف فزع إبراهيم إلى الصلاة لما حزت به الأمور ▓
/
.
وانظر كذلك إلى النبي العابد. . زكريا عليه السلام. .
شيخ جاوز عمره السبعين. . ضعف جسده. . ورق عظمه. . واقتربت منيّته. .
فاشتهى أن يكون له ولد أو ولي. . فرفع يديه إلى الله داعياً. . مبتهلاً باكياً. .
قال الله تعالى: { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ ¤ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً ¤
قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً }. .
فتقرع دعواته أبواب السماء. .
فينظر الله إلى عبده الداعي. .
فإذا هو عابد في محرابه.. يترقب إحسان ربه ويخاف من عذابه. .
فإذا بالبشائر تتنزل عليه وهو في الصلاة. .
قال الله { فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ } . .
▓وهكذا الرحمات.. إنما تستنزل بالصلوات▓
فهل نفر إلى الصلاة كلما لازمتنا حاجة ؟
أو صعب علينا أمر ؟
أحبتي في الله . . ~
إن الصلاة بستان العابدين ~
وثمرة الخاشعين ~
عبادة عظَّم الله أمرها. . وشرَّف أهلها. .
وهي آخر ما أوصى به النبي عليه السلام . .
وأول ما يسأل عنه العبد بين يدي الملك العلام . .
ولقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة . .
بل إن كشف الكربات. . وإجابة الدعوات. . يكون أعظم ما يكون الصلوات
فهي عند الصالحين الطريق لرفع البلاء. . وإجابة الدعاء !
/
.
♥ همسة أخيرة ♥
إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلاة وإيقاظهم لها
– خصوصا صلاة الفجر – فتذكر قوله تعالى :{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }
ففي ذلك أعظم دافع للصبر والاحتساب، وطرد الملل، وتذكر عاجل الأجر ومآل
الصبر بعد ذلك في الآية : { لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }
فلا تفرط في هذا الركن العظيم !
░ جعلنا الله وإياكم من أهل الصلاة ░
/
.
.
لا تنسونا من دعوة خاصة بظهر الغيب لعل دعوة صالحة من أحدكم
أسعد بها في ديني ودنياي . .
.
.
/
وجزاكِ بمثله أختي الكريمة
وفقكِ الله
/
/