تخطى إلى المحتوى

{ إن شانئك هو الأبتر } مقال للشيخ عايض القرني 2024.

  • بواسطة

وقوله {إن شانئك } هجوم أدبي كاسح ، وتهديد رباني ماحق ساحق لأعداء محمد صلى الله عيه وسلم وخصومه ومبغضيه ، وهذا ذب عن شخصية الكريم ، ودفاع عن مقامه العظيم ، فإذا كان المدافع والحامي والناصر هو الله فيا لقرة عينه صلى الله عليه وسلم بهذا النصر والدفاع والولاية ، وشانئه صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا كافراً مارداً حقيراً خسيساً ، لأنه ما أبغضه إلا بعد ما أصابه الله بخذلان ، وكتب عليه الخسران ، وأراد له الهوان ، وإلا فإنسانٌ مثل الرسول صلى الله عليه وسلم يوجب النقل والعقل حبه ، إذ لو كان الطهر جسداً كان جسده صلى الله عليه وسلم ، ولو كان النبل والسمو صورة لكان صورته بأبي هو وأمي ، فهو منتهى الفضيلة ، وغاية الخصال الجميلة ، والمستحق للوسيلة ، وصاحب الدرجة العالية الرفيعة الجليلة ، فكان الواجب على من عنده ذرة رأي ، وبصيص من نور ، إذا كان يحترم عقله أن يحب هذا الإمام العظيم لما جمع الله فيه من الفضائل ، ولما حازه من مناقب ، ولكن واحسرتاه على تلك العقول العفنة ، والنفوس المندثرة بجلباب الخزي ، القابعة في سراديب البغي ، الراتعة في مراتع الرذيلة ، كيف عادته مع كماله البشري ، ومقامه السامي فكأنه المقصود بقول الشاعر:
أعادي على ما يوجب الحب للفتى وأهدأ والأفكار في تجـول
وقول الآخر :
إذا محاسني اللاتي أدل بها كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر
وقوله :{هو الأبتر } أي مقطوع البركة والنفع والأثر ، فكل من عاداك لا خير فيه ولا منفعة من وراءه ، أما أنت فأنت المبارك أينما كنت ، اليمن معك ، السعادة موكبك ، الرضا راحتك ، البركة تحفك ، السكينة تغشاك ، الرحمة تتنزل عليك ، الهدى حيثما كنت ، النور يممت ، وأعداؤه صلى الله عليه وسلم قالوا أنه أبتر لا نسل له ولا ولد ، فجاء الجواب مرغماً لتلك الأنوف ، دافعاً لتلك الرؤوس ، محبطاً لتلك النفوس ، فكأنه يقول لهم : كيف يكون أبتر وقد أصلح الله على يديه الأمم ، وهدى بنوره الشعوب ، وأخرج برسالته الناس من الظلمات إلى النور ؟ كيف يكون أبتر والعالم أشرق على أنواره ، والكون استيقظ على دعوته ، والدنيا استبشرت بقدومه ؟ كيف يكون أبتر والمساجد تردد بالوحي الذي جاء به ، والحديث الذي تكلم به ، والمآذن تعلن مبادئه ، والمنابر تذيع تعاليمه ، والجامعات تدرس وثيقته الربانية ؟ كيف يكون أبتر والخلفاء الراشسدون نهلوا من علمه والشهداء اقتبسوا من شجاعته والعلماء شربوا من معين نبوته ، والأولياء استضاؤا بنور ولايته ؟ كيف يكون أبتر وقد طبق ميراثه المعمور ة ، وهزت دعوته الأرض ، ودخلت كلمته كل بيت ، فذكره مرفوع ، وفضله غير مدفوع ، ووزره موضوع . كيف يكون أبتر وكلما قرأ قارئ كتاب الله فلمحمد صلى الله عليه وسلم مثل أجره ، لأنه هو الذي دل على الخير ، وكلما صلى مصلي فله مثل أجر صلاته ، لأنه هو الذي علمنا الصلاة "صلوا كما رأيتموني أصلي " وكلما حج حاج فله صلى الله عليه وسلم مثل حجته لأنه عرفنا تلك المناسك " خذوا عني مناسككم " .
بل الأبتر الذي عاداه وحاربه وهجر سنته وأعرض عن هداه . فهذا الذي قطع الله من الأرض بركته ، وعطل نفعه وأطفأ نوره ، وطبع على قلبه وشتت شمله ، وهتك ستره ، فكلامه لغو من القول وزور من الحديث ، وعلمه رجس مردود عليه ، وأثره فاسد وسعيه في تباب .
وانظر لكل من ناصب هذا الرسول الأكرم العداء ، أو أعرض عن شرعه أو شيء مما بعث به كيف يصيبه من الخذلان والمقت والسخط والهوان بقدر إعراضه ومحاربته وعدائه . فالملحد مقلوب الإرادة مطموس البصيرة مخذول تائه منبوذ ، والمبتدع زائغ ضال منحرف ، والفاسق مظلم القلب في حجب المعصية ، وفي أقبية الانحراف .
ولك أن ترى سموه صلىالله عليه وسلم وعلو قدره ، ومن تبعه يوم ترى الناس وحملة حديثه وآثاره ، وهم في مجد خالد من الأثر الطيب ، والذكر الحسن ، والثناء العاطر من حسن المصير ، وجميل المنقلب ، وطيب الإقامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر . ثم انظر للفلاسفة المعرضين عن السنة مع ما هم في من الشبه والقلق والحيرة والاضطراب والندم والأسف على تصرم العمر في الضياع وذهاب الزمن في اللغو وشتات القلب في أودية الأوهام .
فهذا الإمام المعصوم صلى الله عليه وسلم معه النجاة وسنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ، وهوالذي يدور معه الحق حيثما دار وكلامه حجة على كل متكلم من البشر من بعده ، وليس لأحد من الناس حجة على كلامه ، وكلنا راد ومردود عليه إلا هو صلى الله عليه وسلم ، لأنه لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، زكى الله سمعه وبصره وقلبه ، ونفى عنه الضلال وحصنه من الغي ، وسلمه من الهوى ، وحماه الزيغ ، وصانه من الانحراف ، وعصمه من الفتنة ، فكل قلب لم يبصر نوره فهو قلب مغضوب عليه ، وكل قلب لم تشرق عليها شمسه فهي أرض مشؤومة ، فهوالمعصوم من الخطأ المبرأ من العيب ، السليم من الحيف ، النقي من الدنس ، المنزه عن موارد التهم على قوله توزن الأقوال ، وعلى فعله تقاس الأفعال ، وعلى حاله تعرض الأحوال .
وقد قصد الكفار بقولهم : أنه أبتر عليه الصلاة والسلام أنه لا ولد له فإذا مات انقطع عقبه الأبتر عند العرب هو من لا نسل له ولا عقب ، فرد الله عليهم وأخبر أن من عاداه هو الأبتر حقيقة .
وفي هذه السورة ثلاث آيات ؛ فالأولى عن الله عز وجل وعطاؤه لرسوله صلى الله عليه وسلم ، والثانية للرسول صلى الله عليه وسلم والواجب عليه في مقابلة هذا العطاء وهي الصلاة والنحر ، والثالثة لأعدائه صلى الله عليه وسلم وهو البتر والقطع من الخير والبركة والنفع . فالأولى عطية له ، والثانية واجب عليه ، والثالثة دفاع عنه . وفي السورة تكريم الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وإثبات الكوثر له كما صحت به الأحاديث أيضاً والدفاع عنه وجواز سب الكافر وشتمه وزجره ليرتدع .

——————
الكلمة الطيبة صدقه

جزاك الله خيرا وجزى الله الشيخ خيرا

========

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

بارك الله فيك .
جزاك الله خيرا وبارك فيك
بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرا على هذه المشاركة الطيبة.

———————-
عاشر من تعاشر فلا بد من الفراق

وفيكم بارك

——————
الكلمة الطيبة صدقه

<FONT face="Script MT Bold">

أبو الحسن – – – -الفاضل- – -بارك الله فيك

– – -وجزا الله الشيخ عائض القرني خير الجزاء

والله الموفق وهو يهدي السبيل

</FONT f><FONT size="4">Text</FONT s><FONT COLOR="Teal">Text</FONT c>

——————
وخالق الناس بخلق حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.