تخطى إلى المحتوى

إياكم والاغترار بالأماني والآمال 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمـد لله الخالق ومن سواه مخلوق الرازق وغيره

عبد فقير مرزوق أحمده عـلى مالـه مـــــن الصفات

وأسأله أن يعيننا عـــلى أداء الحقــوق وأشهـــد أن

لا إلــه إلا الله وحــده لا شـريك لــه فـــي ألوهيتــه

وربوبيته وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضـل

بريته اللهم صل وسلم عـلى محـمــد وعلى آله

وأصحابه ، ومن تبعهم في سنته أما بعد :

أيها الناس اتقوا الله تعالى وإياكم والاغترار بالأماني

والآمال فإنكـم على وشــك النقــلة والارتــحال ، أيـن

مـن جمــــع الأموال ونماها ؟! وافتخر عــلى أقرانه

وتمتـــع بلذاته وباهى ؟ أمــا ترون القبـــر قــد حواه

والتـراب قد أكله وأبلاه ، ولم يبق له إلا مـا قـدمــت

يداه ( يَا أَيُّهَــا الْإِنسَــانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَـــى رَبِّكَ كَدْحاً

فَمُلَاقِيهِ ،فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ،فَسَوْفَ يُحَاسَبُ

حِسَاباً يَسِيراً وَيَنقَلِبُ إِلَـى أَهْلِهِ مَسْرُوراً ، وَأَمَّا مَـنْ

أُوتِــيَ كِتَــابَهُ وَرَاء ظَهْـرِهِ ، فَسَــوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً ،

وَيَصْـلَـى سَعِيـراً ) كتـاب ينطــق بمــا جرى شفـاها

كتاب عرف بجميع الأعمال حسنها وسيئها وجلاها

تعرض خائنة الأعين عـلـى من قد رآها ، وخافية

الصــدور وصاحبهـا قـد أخفــاها ، لا يغـادر كبيـرة

ولا صغـيرة إلا أحصـاها ، فحينئــذ يغتبط المتقـون

بكتــب أعمــالهـم الـتي قدموها ويقولون لمعارفهم

مبتهجين بالأعمال الصالحة التــي أسلفوها ( هَاؤُمُ

اقْـــرَؤُوا كِتَابِـيهْ ، إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّــي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ ،

فَهُــوَ فِــي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، قُطُوفُهَا

دَانِيَةٌ )ويقال لهم ( كُلُوا وَاشْرَبوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ

فِـي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ) ( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ

فَيَقُولُ ) حيــــن أيقن بالشقـاء الأبــدي و العـــذاب

السرمدي ( يَا لَيْتَنِـي لَـــمْ أُوتَ كِتَابِـيـهْ ، وَلَــمْ أَدْرِ

مَـا حِـسَابِيهْ ، يَـا لَيْــتَهَا كَانَتِ الْقَاضِـيَةَ، مَا أَغْنَى

عَنِّي مَالِيهْ ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ ) فيقــال للزبانية

عند ذلك (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ، ثُــمَّ فِي

سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ ) والسبــب

الـذي أوصله إلـــى هـــذا العـذاب الفظيع والعقاب

الشديد والموضع المريع ( إِنَّهُ كَـــانَ لَايُؤْمِنُ بِاللهِ

الْعَظِيمِ وَلَايَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) ضيع حق

الله فتجرأ على الكفر والفسوق والعصيان ،وضيع

حقوق المحتاجين بالقسوة والبخل وعدم الإحسان

يا له من يـوم يخــسر فيه المبطلون ويفــوز فيه

المتقون ويربح فيه العاملون ( وَتُوَفَّـى كُلُّ نَفْـسٍ

مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُـونَ ) سورة النحل .

أجارني الله وإياكم من النار ومنّ علينا بالرحمة

والمغفرة فإنه الكريم الستار .

المصدر كتاب : الفواكه الشهية في الخطب المنبرية

للشيخ : عبد الرحمن السعدي – رحمه الله –

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لاكي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.