تخطى إلى المحتوى

إياك ! والغضب ! 2024.

  • بواسطة

لاكي

إياك ! والغضب !

فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين : الحمد لله ، أحمده وأشكره ، وأستعينه وأستغفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله : أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ؛ فبلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وترك الأمة على محجة بيضاء وطريق مستقيم لا يزيغ عنه إلا هالك ؛ فصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :

أيها المسلمون : لقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن رجلاً قال له : أوصني يا رسول الله ! قال : ( لا تغضب فردد مرارًا ، قال : لا تغضب ) . والغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم ، ولذلك تنتفخ أوداجه ويحمر وجهه ، وتكبر عيناه وينتفش شعره ؛ كل ذلك من الغضب الذي ألقاه الشيطان في قلبه حتى صار دمه يغلي .

أيها المسلمون : إن الإنسان إذا غضب فينبغي له : أن يفعل الأسباب التي تمنع مقتضيات الغضب ؛ فيتوضأ ، وإذا كان قائمًا فليجس ، وإذا كان جالسًا فليضجع ، وإذا كان في مكان ؛ فلينصرف إلى غيره حتى يهدأ غضبه كما جاءت بذلك السنة القولية عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، والسنة الإقرارية .

وإن من المؤسف : أن من الناس من إذا غضب أدنى غضب على أهله طلق زوجته ، وربما بت طلاقها ثم ذهب إلى أعتاب العلماء يسألهم ؛ فيسأل عالمًا بعد عالم ؛ فإذا أفتي بما لا يهواه ذهب إلى عالم آخر ، وهكذا يتتبع رخص العلماء بما جناه هو على نفسه ، والذي ينبغي للعاقل : أن يملك نفسه عند الغضب كما أرشد إلى ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – في قوله : ( ليس الشديد بالصرعة ؛ إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) . يعني : ليس القوي بالإنسان إذا صارعه الناس صرعهم وغلبهم في المصارعة ، ولكن الشديد الذي يصرع نفسه فيملكها عند الغضب ولا يحدث شيئا يكرهه بعد ذلك ؛ فالمسألة خطيرة جدًا في هذا الأمر الذي يتسرع فيه هؤلاء الغاضبون فيطلقون نساءهم ، وربما يبتون طلاقها فعليهم أن يملكوا أنفسهم ، وأن يكونوا أشداء أقوياء حتى تطمئن نفوسهم ، والإنسان إذا مرن نفسه ملكها عند الغضب ، وعلت قوته عليها ؛ فإنه سوف يكون ذلك طبيعة له ولا يغضب ، وإذا غضب لم ينفذ مقتضى غضبه .

فاتقوا الله عباد الله ، وتحلوا بالأخلاق الفاضلة ، واجتنبوا الأخلاق السيئة .
منقول

لاكي



شكرا لك والله يعطيك العافيه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله واللهم صلي وسلم وبارك على محمد رسول الله وعلى أله وصحبه أجمعين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير

بارك الله فيك

وجزاك الله بالجنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.