لا شك إن الإلتزام الظاهري أمرٌ هام لإقامة الإيمان، ولكنه لا يكفي وحده بل لابد أن يكون للظاهر تأثير في باطن العبد المؤمن .. كان يحيى بن معاذ يقول"ولا تكونوا ممن يولع بصلاح الظاهر الذي إنما هو للخلق، ويدع الباطن الذي هو لله" [حلية الأولياء (4,271)].
فالأخت المسلمة الملتزمة بدينها بحق، هي التي تُحقق كافة أطراف المعادلة::
فإلى جانب الحجاب الشرعي، عليها أن تُحصِّل العلم النافع الذي يزيدها قربًا من ربِّها ويُنير لها بصيرتها .. وأن يكون لها أوراد ثابتة تتعبد بها الله عزَّ وجلَّ، من نوافل وتلاوة قرآن وذكر وصيام وقيام .. كما يجب أن يكون دور لها دعوي إيجابي …
وما يتوِِّج كل ما سبق، هو حُسن الخلُق .. فالأخت الملتزمة بحق هي التي ربَّت نفسها التربية الإيمانية الصحيحة، وظهر أثر العلم والعبادة على تصرفاتها وسلوكياتها.
1) الامتثال لأمر الله عزَّ وجلَّ .. فقد أمر الله جلَّ وعلا نبيه بحسن الخلق مع الناس، في قوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف: 199].
2) طاعة رسول الله .. قال النبي "..وخالق الناس بخلق حسن" [رواه أحمد والترمذي والدارمي وحسنه الألباني].
3) حب الله جلَّ وعلا لكِ .. عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند النبي كأنما على رؤوسنا الطير ما يتكلم منا متكلم، إذ جاءه أناس فقالوا: من أحب عباد الله إلى الله تعالى؟، قال "أحسنهم خلقا"[رواه الطبراني وصححه الألباني].. فما أجمل أن تداوي جميع مشاكلك في الحياة، ببلسم حب الله عزَّ وجلَّ.
4) رفقة النبي محمد .. وحُسن الخلُق هو الذي يُبلَّغِك تلك الدرجة والمنزلة العظيمة، عن جابر: أن رسول الله قال "إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا .."[رواه الترمذي وصححه الألباني].
5) من أعظم أسبـــاب دخول الجنة ..فحسن الخلق يُبلِغِك الجنة، عن أبي هريرة قال: سُئِل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال "تقوى الله وحسن الخلق .." [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
فليست العبرة بمن سبقتك في الطاعات، إنما الأحسن أخلاقًا هي التي فازت بالمنازل العُلى .. يقول ابن القيم "الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق: زاد عليك في الدين"[مدراج السالكين (4,45)].
7) تثقيـــل الموازين يوم تخِف الموازين .. عن أبي الدرداء: عن النبي قال "ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق"[رواه أبو داوود وصححه الألباني].
8) من أعظم العبــــادات .. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار" [رواه أبو داوود وصححه الألباني] ..
9) أن تكوني من صفوة الناس ..كان رسول الله يقول "إن خياركم أحاسنكم أخلاقا "[صحيح البخاري].
10) يُبلغِك خير الأعمال ..قيل لرسول الله : يا رسول الله فما خير ما أعطي الإنسان؟، قال "خلق حسن"[رواه ابن حبان وصححه الألباني] .. وعن أنس قال: لقي رسول الله أبا ذر، فقال "يا أبا ذر، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل (في الميزان) من غيرهما؟"، قال: بلى يا رسول الله، قال "عليك بحسن الخلق وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما" [حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1938)]
ومن أعظم أسباب نُصرة الله العبد، أن يُرزق الخُلُق الحَسَن .. وهذا كان من أبرز صفات نبينا محمد .. مما جعل أمنا خديجة رضي الله عنها تطمأنه عندما عاد خائفًا من الغار، فقال "لقد خشيت على نفسي"، فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ..[متفق عليه]
12) من أعظم المُعينات على الطريق ..فحُسن الخلُق يُثبتِك ويمدك بطاقة الدفع المتجددة للسير في الطريق إلى الله عزَّ وجلَّ .. عن ابن سيرين، قال: "كانوا يرون حسن الخلق عوناً على الدين" [حلية الأولياء (1,332)].
13) يحفظك من عذاب الله عزَّ وجلَّ .. قال سفيان الثوري "كان يُقال: حسن الأدب يطفىء غضب الرب" [حلية الأولياء (1,332)].
1) الحيـــــــــاء ..
2) الذل والانكســـار لله العزيز الغفــــار ..