قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
"المسلم أخو المسلم ، لا يخونه و لا يكذبه و لا يخذله،
كل المسلم على المسلم حرام عرضه و ماله و دمه،
التقوى ههنا، بحسب امرئ من الشر ان يحتقر أخاه المسلم."
( 1927 سنن الترمذي، 325/4).
مما دعا اليه الاسلام في العلاقات الاجتماعية ان تسود روح الأخوّة بين المؤمنين في تعاملهم. و الطرح لهذا الشعار الكريم استتبع وسائل و طرقاً واضحة لتحقيقه..
و حينما حدد رسول الله صلى الله عليه و سلم علاقة الفرد المسلم بالمسلم بأنها علاقة أخوّة ، كما في قوله "المسلم أخو المسلم" ، حدد أعمالاً هامة ينبغي للمسلم ان يتجنّبها في تعامله مع غيره حفاظاً على هذه الرابطة الكريمة الخيّرة ، فنهى المسلم عن ثلاث:
الأولى: الظلم
—————-
وهو يمثل اعتداءً على المسلم ، و إيذاءً له، و إضراراً به.
و يتخذ صورتين هامتين : إنقاص حقه بأن يعطى بعض حقه و يحبس البعض الآخر، فحبس هذا البعض ظلم للمسلم يُنهى عنه المسلم و يُسأل، و يحاسب عليه يوم القيامة، سواء كان الحق موضوع الظلم مادياً او معنوياً.
و قد يتجاوز المرء حدوده في الظلم، فتحمله نفسه على حرمان اخيه المسلم من حقه كاملاً، و هنا يكون ظلمه لأخيه قد بلع الغاية في الضرر و الايذاء..
الثانية : الخذلان
———————
و هو ان يتعرض المسلم الى الظلم ، و يعلم به من يقدر على نصرته، فلا ينصره ، و لا يعينه، بل يتركه، و يقول لنفسه: "مالي و للناس" او يتعلل بقول النبي صلى الله عليه و سلم: "من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه"
و هو هنا لا يضع الامور في نصابها!
لأن الاسلام جعل الظلم مما يعنينا، و العمل على ازالته واجب شرعاً يقع على المجتمع بكامل أفراده لا على التعيين، و يقع على من قدر على ازالته و علم به على سبيل الخصوص و التعيين.
و في الحديث الشريف: " انصر اخاك ظالماً او مظلوماً. قلنا : يا رسول الله ، نصرته مظلوماً فكيف انصره ظالماً؟ قال: تكفّه عن الظلم فذاك نصرك اياه." (2255 سنن الترمذي ص 523/4).
(فكيف بعد هذا يرى احد ان نصرة اخوانه هو مما لا يعنيه؟؟)
الثالثة: الاحتقار
——————-
و هو ان ينظر الى غيره من المسلمين بعين الاستصغار و القلّة.
و مع ان احتقار الناس هو رذيلة في حد ذاتها، الا انه دليل على وجود رذيلتين أخريين لدى المُحتَقِر و هما: الكِبْر و الجهل.
أما الكبر فلأنه يرى نفسه أعظم و أجلّ من غيره، فيحمله ذلك على النظر الى غيره نظرة الدون و الاحتقار. و قد يكون المحتَقَر من الصفات – ما يدعو الى اجلاله و تقديره- تخفى على المحتَقِر فيحمله جهله على ازدرائه و التقليل من شأنه…
و يحض النبي صلى الله عليه و سلم على التقوى ببيان موضعها.
و التقوى هي أن يجعل المرء بينه و بين عذاب الله تعالى وقاية من طاعته، و حاجزاً عن مخالفة أمره.
و أصل التقوى الخوف من عقاب الله تعالى. و الخوف ينشأ عن المعرفة بالله تعالى و عظمته ، و عظيم سلطانه و عقابه. و الخوف و المعرفة محلهما القلب، و القلب في الصدر، فلذا أشار صلى الله عليه و سلم الى صدره الشريف و قال: " التقوى ههنا"
ثم يحذر النبي صلى الله عليه و سلم من احتقار المسلم حيث يبين انه يكفي الانسان شراً ليدخل العذاب ان ياتي يوم القيامة بكبيرة احتقار المسلم، فما بالك بمن يأتي بها و بغيرها من الخطايا؟؟
نعوذ بالله من غضب الله.
ثم يؤكد النبي صلى الله عليه و سلم على تحريم ايذاء المسلم بأي صورة من صور الايذاء، سواء كان ذلك منصبّاً على ماله او نفسه او عرضه.
قال صلى الله عليه و سلم: " كل المسلم على المسلم حرام عرضه و ماله و دمه."
فالإيذاء البدني او المعنوي حرام كله سواء وقع على المسلم في نفسه او ماله او احد من افراد اسرته.
—-
لا تفرحنّ بما ظفرت به …………. و اذا نُكبتَ فاظهر الجلدا
و اذا نطقت فلا تكن هذراً……….. و اقصد فخير الناس من قصدا
و احفظ اخاك لما رجاك له…………. و اذا دعاك فكن له عضدا
و ارفع نواظره و كن سنداً………. فلقد يكون أخو الرضا سندا
و تعاهد الاخوان إنهــم…………. زين المغيب و زين من شهــدا
*** عن منشورات "العباد " ، العدد 291
بارك الله فيك أخيتى مسلمه … ورزقك جنة الفردوس 0
و رزقك الفردوس اختي شمس الحق و بارك الله فيكِ…