الإجازة الصيفية وتعطيل سنن الله في الكون ! 2024.

الإجازة الصيفية وتعطيل سنن الله في الكون !

إن قوة الأمة وتقدمها وحسن تدينها مقيس بإيمانها وجودة عملها ودقة تنظيمها ومقدار إنتاجها وحسن تدبيرها.

مع هبوب رياح الصيف وحلول مواسم الإجازات لكثير من البقاع والديار وارتباط الإجازة عند بعض الناس بالتعطيل والبطالة وإضاعة الوقت وقتله فيحسن الوقوف والتأمل بالعمل والإنتاج وساعات العمل والوقت وضبط ساعات العمر وأوقات الراحة. إن قدرة المجتمعات على الإنتاج والعطاء وضبط ساعات العمل وكسب المعاش وأوقات الراحة من أول الدلائل على القوة وحسن الإيمان والعمل الصالح وإدراك معنى الإصلاح.

إن كثيرا من الناس ينقلب بهم الحال فيجعلون ليلهم معاشا وكثير منهم يقضونه في اللهو والعبث ويجعلون نهارهم سباتا وهذا كله فوضى واضطراب وإثارة على الأحياء والحياة ولها نتائج خطيرة على الإنتاج والصلاة والإصلاح وعلى الحياة الصحية والبيئية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

إننا نرى أسرا بأكملها أو مدناً بكل أهلها صغارها وكبارها رجالها ونسائها قد قلبوا حياتهم وانقلبوا في معاشهم يسهرون ليلهم وفي نهارهم غير قادرين على العمل والعطاء سواء كانوا طلاباً أو موظفين أو كانوا في أعمال عامة أو خاصة فهم ضعفاء في الإنتاج ضعفاء في المشاركة مقصرين في الأداء مفرطين في المسؤولية.

إن ظاهرة عكس السنن وتحويل وظائف النهار إلى الليل لهو دليل على التسيب والفوضى وضياع الضابط في الناس. وربما تكون دلالة من دلالات الترهل المهلك والاتكالية المدمرة وكأنه لا هم لهم إلا تلبية أهوائهم ومشتهياتهم منصرفين عن حقيقة وجودهم وطبيعة رسالتهم وعظيم مسؤوليتهم.

إن من أهم آليات الإصلاح التي ينادي بها المصلحون النظر الجاد لهذه القضية وإعادة ترتيب ساعات العمل وحمل الناس على ذلك حتى يتحول المجتمع إلى مجتمع منضبط وعامل ومنتج يحسن توظيف قدراته ومواهبه ومؤهلاته وكفاءاته في كل طبقاته رجالاً ونساء وشباباً وكهولاً ويجب أن يكون المجتمع نهارياً لا ليلياً مؤكداً أنه لا عمل في الليل إلا في حدود ضيقة في بعض الأعمال الخاصة من حراسة ومناوبة وغيرها.

إن أول ما يمكن أن تتطلع إليه الأمة أن تكون أمة يكون الذي يبدأ من طلوع الفجر وينتهي بعد صلاة العشاء لقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم بارك لأمتي في بكورها). إن اليوم الإسلامي مرتبط بصلاة الصبح وفيها قرآن الفجر (إن قرآن الفجر كان مشهودا) يستقبل المسلم بها يومه ويستفتح بها نهاره وعمله دعاه داعي الفلاح فالصلاة خير من النوم. إن أهل البكور وجوههم مسفرة ونواصيهم مشرقة وأوقاتهم مباركة وأهل جد وعمل وسعي يأخذون بالأسباب مفوضين أمرهم إلى ربهم متوكلين عليه فهم أكثر عملاً وأعظم رضى وأشد قناعة وأكثر إيماناً. وحين يترك الناس البكور تصبح أوقاتهم ضيقة وصدورهم حرجة وأعمالهم مضطربة. وديننا ونهجنا وإرشادات نبينا تدعو إلى البكور فلماذا يسبقنا الآخرون.

الشيخ د صالح بن عبدالله بن حميد –

المصدر : جريدة المدينة ــ ملحق الرسالة 17/5/1426هـ

وحين يترك الناس البكور تصبح أوقاتهم ضيقة وصدورهم حرجة وأعمالهم مضطربة.

جزاك الله خيراً أخي الكريم..

جزاك الله خيراً

روان وإبريزه

شكر الله لكما مروركما ودعوتكما وأقول كما قلتما
جزاكما الله خيراً ، ولكما مني عبارات التقدير.

بارك الله فيك..

مقال يتحدث عن الواقع ..وعن تفريطنا فى الاجازات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.